رد: الامام الجواد في سطور
بيان وتحقيق دقيق في أنه أجاب بثلاثين ألف مسألة
بيان : قوله : عن ثلاثين ألف مسألة أقول : يشكل هذا بأنه لو كان السؤال و الجواب عن كل مسألة بيتا واحدا أعني خمسين حرفا لكان أكثر من ثلاث ختمات للقرآن فكيف يمكن ذلك في مجلس واحد ، ولو قيل : جوابه كان في الأكثر بلا ونعم ، أو بالاعجاز في أسرع زمان ، ففي السؤال لا يمكن ذلك ، ويمكن الجواب بوجوه : الأول أن الكلام محمول على المبالغة في كثرة الأسئلة والأجوبة ، فان عد مثل ذلك مستبعد جدا .
الثاني يمكن أن يكون في خواطر القوم أسئلة كثيرة متفقة فلما أجاب عن واحد فقد أجاب عن الجميع .
الثالث أن يكون إشارة إلى كثرة ما يستنبط من كلماته الموجزة المشتملة على الاحكام الكثيرة ، وهذا وجه قريب .
الرابع أن يكون المراد بوحدة المجلس الوحدة النوعية أو مكان واحد كمنى وإن كان في أيام متعددة .
الخامس أن يكون مبنيا على بسط الزمان الذي تقول به الصوفية لكنه ظاهرا من قبيل الخرافات .
السادس أن يكون إعجازه أثر في سرعة كلام القوم أيضا أو كان يجيبهم بما يعلم من ضمائرهم قبل سؤالهم .
السابع ما قيل : إن المراد السؤال بعرض المكتوبات والطومارات فوقع الجواب بخرق العادة .
- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن المحمودي [ قال : حدثني أبي ظ ] أنه دخل على ابن أبي داود وهو في مجلسه وحوله أصحابه ، فقال لهم ابن أبي دواد : يا هؤلاء ما تقولون في شئ قاله الخليفة البارحة ، فقالوا : وما ذلك ؟ قال : قال الخليفة : ما ترى الفلانية تصنع إن أخرجنا إليهم أبا جعفر سكران ينشي مضمخا بالخلوق ؟ قالوا : إذن تبطل حجتهم وتبطل مقالتهم ، قلت : إن الفلانية يخالطوني كثيرا ويفضون إلي بسر مقالتهم وليس يلزمهم هذا الذي يجري .
قال : ومن أين قلت ؟ قلت : إنهم يقولون : لابد في كل زمان وعلى كل حال لله في أرضه من حجة يقطع العذر بينه وبين خلقه ، قلت : فإن كان في زمان الحجة من هو مثله أو فوقه في الشرف والنسب كان أدل الدلائل على الحجة قصد السلطان له من بين أهله ونوعه قال : فعرض ابن أبي دواد هذا الكلام على الخليفة فقال : ليس في هؤلاء اليوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر .
بيان : الفلانية الامامية والرافضة ، وحاصل جواب المحمودي أن الامامية يقولون بأنه لابد في كل زمان من حجة وكلما تعرض السلطان ليضيع قدر من هو بتلك المرتبة كان لهم أدل دليل على أنه الحجة ، حيث يتعرض السلطان له دون غيره .
- التهذيب : أحمد بن محمد ، عن أبي إسحاق إبراهيم ، عن أبي أحمد إسحاق بن إسماعيل ، عن العباس بن أبي العباس ، عن عبدوس بن إبراهيم قال : رأيت أبا جعفر الثاني قد خرج من الحمام وهو من قرنه إلى قدمه مثل الورد من أثر الحناء .
|