رد: فاطمية تجيب عن سؤال واحد وتسأل غيرها بآخر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهــم صل على محمــد وآل محمـد
وبعد ؛ فان غيبة الامام المنتظر " عليه السلام " كانت ضرورية ، لا غنى للامام عنها ، نذكر لك بعض الاسباب التي حتمت غيابه " عليه السلام " :
1 ـ الخوف عليه من العباسيين :
لقد أمعن العباسيون منذ حكمهم ، وتولّيهم لزمام السلطة في ظلم العلويين وإرهاقهم ، فصبوا عليهم وابلاً من العذاب الأليم ، وقتلوهم تحت كلّ حجرٍ ومدرٍ ولم يرعوا أية حرمة لرسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " في عترته وبنيه، ففرض الاقامة الجبرية على الإمامين الزكيين الإمام علي الهادي ونجله الإمام الحسن العسكري " عليهما السلام" في (سامراء) واحاطتهما بقوى مكثفة من الأمن رجالاً ونساءً هي التعرّف على ولادة الإمام المنتظر لإلقاء القبض عليه ، وتصفيته جسدياً ، فقد ارعبتهم وملأت قلوبهم فزعاً ما تواترت به الأخبار عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلّم " وعن أوصيائه الأئمة الطاهرين أنّ الإمام المنتظر هو آخر خلفاء رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " ، وأنه هو الذي يقيم العدل ، وينشر الحق ، ويشيع الأمن والرخاء بين الناس ، وهو الذي يقضي على جميع انواع الظلم ، ويزيل حكم الظالمين ، فلذا فرضوا الرقابة على أبيه وجدّه ، وبعد وفاة أبيه الحسن العسكري أحاطوا بدار الإمام " عليه السلام " ، وألقوا القبض على بعض نساء الإمام الذين يظن أو يشتبه في حملهن ، فهذا هو السبب الرئيسي في اختفاء الإمام " عليه السلام " وعدم ظهوره للناس ، وقد علل بذلك في حديث زرارة ، فقد روى أن الإمام الصادق " عليه السلام " قال : إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره ، فبادر زرارة قائلاً : لَمِ ؟ فقال " عليه السلام " : يخاف القتل .
ويقول الشيخ الطوسي : " لا علة تمنع من ظهور المهدي إلاّ خوفه على نفسه من القتل ، لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الإستتار " ـ الغيبة : 199.
2 ـ الامتحان والاختبار :
وثمة سبب آخر علّل به غيبة الإمام " عليه السلام " ، وهو امتحان العباد واختبارهم ، وتمحيصهم ، فقد أثر عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلّم " أنّه قـال : " أمّا والله ليغيبن إمامك شيئاً من دهركم ، ولتمحصن ، حتى يقال : مات أو هلك بأيّ وادٍ سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السنن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه " ـ البحار : 53 / 7 و 281 ـ لقد جرت سنة الله في عباده امتحانهم ، وابتلاؤهم ليجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون ، قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ) وقال تعالى : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون) وغيبة الإمام " عليه السلام " من موارد الإمتحان فلا يؤمن بها إلاّ من خلص إيمانه وصفت نفسه ، وصدق بما جاء عن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " والأئمة الهداة المهديين من حجبه عن الناس ، وغيبته مدة غير محددة ، أو أن ظهوره بيد الله تعالى ، وليس لأحدٍ من الخلق رأي في ذلك ، وإن مثله كمثل الساعة فإنها آتية لا ريب فيها .
3 ـ الغيبة من أسرار الله :
وعللت غيبة الإمام المنتظر " عليه السلام " بأنّها من أسرار الله تعالى التي لم يطلع عليها أحد من الخلق ، فقد أثر عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلّم " ، أنه قال " إنما مثل قائمنا أهل البيت كمثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو : ثقلت في السماوات ، لا يأتيكم إلاّ بغتة " .
ويقول الشيخ مقداد السيوري : " كان الاختفاء لحكمة استأثر بها الله تعالى في علم الغيب عنده " ـ مختصر التحفة الاثنى عشرية : 199 .
4 ـ عدم بيعته لظالم :
ومن الأسباب التي ذكرت لاختفاء الإمام " عليه السلام " أن لا تكون في عنقه بيعة لظالم، وقد أثر ذلك عن الإمام الرضا " عليه السلام " ، فقد روى الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، أنّ الإمام الرضا قال : " كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه فقال له : " ولم ذاك يابن رسول الله ؟ .. " .
قال " عليه السلام " : لأن إمامهم يغيب عنهم .. . ولِمَ ؟ ... .
" لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف ـ علل الشرايع ، كمال الدين ـ .
وأعلن الإمام المنتظر " عليه السلام " ذلك بقوله : إنه لم يكن لأحد من آبائي " عليهم السلام " إلاّ وأوقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، واني أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ـ منتخب الاثر : 267.
هذه بعض الأسباب التي عللت بها غيبة الإمام المنتظر " عليه السلام " ، وأكبر الظن أن الله تعالى قد أخفى ظهور وليّه المصلح العظيم لأسبابٍ لا نعلمها إلا بعد ظهوره .
__________________
هي صديقتي ، حبيبتي ، روحي
ذاك الشيء الذى ينبض يساري =$
حَتّى لَو إختلفنآ ، تشاجرنآ ، إختلفت آرأنا ..
تبقى هي مختلفه عن بقيه البشر ..
آحببتهآ وَ أدمنت وجودهآ بجانبي !...
ربي
لآ ترني فيهآ [ بأسآ يبكيني ]
ولآ تذقني مرآره فراقهآ
 
شكـرااا أحـلا قمـر
|