عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-2013, 12:14 AM   #3
فداء تراب نعل ابي تراب
~¤ فاطمية متألقة ¤~
 
الصورة الرمزية فداء تراب نعل ابي تراب
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: روح ايليا..!
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
فداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond reputeفداء تراب نعل ابي تراب has a reputation beyond repute
افتراضي رد: السفراء الاربعه...حياتهم ونشاطهم

السفير الثالث:
هو الشيخ الجليل أبو القاسم الحسين بن روح ابن أبي بحر النوبختي. من بني نوبخت.
وهو كغيره من السفراء وغيرهم، لم تذكر عام ولادته، ولا تاريخ مبدأ حياته. وإنما يلمع نجمه أول لمعانه كوكيل مفضل لأبي جعفر محمد بن عثمان العمري، ينظر في أملاكه، ويلقي باسراره لرؤساء الشيعة وكان خصيصاً به، حتى أنه كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وأنسه. فحصل في انفس الشيعة محصلاً جليلاً لمعرفتهم باختصاصه بأبي جعفر وتوثيقه عندهم. ونشر فضله ودينه، وما كان يحتمله من هذا الأمر [يعني الدعوة الإمامية المهدوية]. فمهدت له الحال في طول حياة أبي جعفر، إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه. فلم يختلف في أمره ولم يشك فيه أحد .
وقد قدم بعض الموالين بمال على ابي جعفر العمري مقداره أربعمائة دينار للإمام عج. فأمره بإعطاءها إلى الحسين بن روح. وحين تردد هذا الشخص في ذلك، باعتبار عدم وصول السفارة إليه يومئذ. فأكد أبو جعفر عليه ذلك وأمره مكرراً بإعطاء المال لأبن روح، وذكر له أن ذلك بأمر الإمام المهدي عج .
وكان تحويله على أبي القاسم ابن روح قبل موته بسنتين أو ثلاث حتى ما إذا اشتدت بأبي جعفر العمري حاله، اجتمع لديه جماعة من وجوه الشيعة، منهم: أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله الياقطاني وأبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي، وأبو عبد الله بن الوجناء، وغيرهم من الوجوه والأكابر. فقالوا له: ان حدث، فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عج، والوكيل والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم، فبذلك أمرت. وقد بلغت .
ويروي عن أبي جعفر بن أحمد بن متيل، وهو من متقدمي أصحابه واجلائهم، أنه قال: لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري الوفاة، كنت جالساً عند رأسه أسأله وأحدثه، وأبو القاسم ابن روح عند رجليه. فالتفت إلي ثم قال: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح. قال ابن متيل: فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني، وتحولت إلى عند رجليه إلى غير ذلك من تأكيدات أبي جعفر عليه، وإعلان وكالته. والسبب المهم في هذا التأكيد، هو كون الحسين بن روح، لم يكن قد عاش تاريخاً زاهراً حافلاً بإطراء وتوثيق الأئمة ع، كالتاريخ الذي عاشه السفيران السابقان، حتى قبل توليهما للسفارة. ومن ثم احتاج أبو جعفر العمري، من أجل ترسيخ فكرة نقل السفارة إلى الحسين بن روح، وتوثيقه في نظر قواعده الشعبية الموالية لخط الإئمة ع أن يكرر الإعراب عن مهمته في إيكال الأمر إليه، وأن يأمر بدفع أموال الامام عج إليه قبل وفاته بعامين أو أعوام... بأمر من الإمام المهدي عج .
على ان أبا القاسم ابن روح، على جلالة قدره وقربه من السفير الثاني واختصاصه به، لم يكن خير أصحابه، ولم يكن الأخص تماماً به، فقد كان لأبي جعفر من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم ابن روح – رض - فيهم. وكلهم كانوا أخص به من ابن روح، حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب فإنه ينجزه على يد غيره، لما لم تكن له تلك الخصوصية. فلما كان وقت مضى أبو جعفر - رض- وقع الإختيار عليه، وكانت الوصية إليه .
فكان في إيكال السفارة إليه، مصلحتان مزدوجتان أولاهما: وصول هذا المنصب إلى الشخص المخلص إخلاصاً بحيث لو كان المهدي تحت ذيله وقرض بالمقاريض، لما كشف الذيل عنه. كما سمعنا في حقه وقد سبق أن قلنا: أن مهمة السفارة إنما تستدعي هذه الدرجة من الإخلاص لأهميتها وخطر شأنها، ولا تستدعي العمق الكبير في الثقافة الإسلامية، أو سبق التاريخ مع الأئمة ع ، فإنها إنما تعني بشكل مباشر نقل الرسائل من المهدي عج وإليه، وتطبيق تعاليمه... وهذا يكفي فيه ما كان عليه أبو القاسم بن روح، من الإخلاص والثقافة الإسلامية.
المصلحة الثانية: غلق الشبهة التي تصدر من المرجفين، من أنه إنما أوكل الأمر إلى ابن روح، باعتبار كونه أخص أصحاب أبي جعفر العمري، وألصقهم به... فإنه لم يكن بأخصهم ولا بألصقهم. وإن كان من بعض أخصائه في الجملة.
بل كانت الأذهان بعيدة عنه وكان احتمال الإيكال إليه ضعيفاً عند الواعين والمستبصرين بشؤون المجتمع من أصحابه، حتى احتاج أبو جعفر لأجل ترسيخ فكرة الإيكال إليه وإيضاحها، إلى تكرار الإعلان عن ذلك، وتقديمه على ساعة موته بسنوات. وإنما كانت الظنون تحوم حول اشخاص آخرين، أرسخ من أبي القاسم ثقافة وتاريخاً كجعفر بن أحمد بن متيل، وأبيه، باعتبار خصوصيته وكثرة كينونته في منزله، حتى بلغ أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاماً إلا ما طبخ في. منزل جعفر بن أحمد بن متيل وأبيه، وبالرغم من ذلك فقد أوكلت السفارة إلى الحسين بن روح. فسلم به الأصحاب، وكانوا معه وبين يديه، كما كانوا مع أبي جعفر ,ولم يزل جعفر بن أحمد بن متيل من جملة أصحاب أبي القاسم ابن روح وبين يديه كتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري... إلى أن مات رض فكل من طعن على ابي القاسم فقد طعن على أبي جعفر، وطعن على الحجة صلوات الله عليه .
وعلى أي حال، فقد تولى الحسين بن روح السفارة فعلاً، عن الإمام المهدي عج... بموت أبي جعفر العمري عام 305, كما عرفنا إلى أن لحق بالرفيق الأعلى في شعبان عام ست وعشرين وثلاثمائة. فتكون مدة سفارته حوالي الواحدة والعشرين سنة. فإن استطعنا أن نضيف العامين أو الثلاث، التي أمر فيها أبو جعفر العمري قبل موته بتسليم الأموال إليه، ونص عليه بالوكالة، وتصورنا أن السفارة حينئذ كانت مسندة إلى شخصين دفعة واحدة... فتكون مدة سفارته ثلاث وعشرون عاماً، أو أكثر.
وكان أول كتاب تلقاه من الإمام المهدي عج، كتاب يشتمل على الثناء عليه، ومشاركة الحملة التي بدأها أبو جعفر العمري في تعريف الحسين بن روح للرأي العام والأصحاب، ممن مشى على خط الأئمة ع وقد مثل هذا الكتاب آخر وأهم خطوة في هذا الطريق لكي يبدأ هذا السفير بعدها مهمته بسهولة ويسر. وقد دعا له المهدي ع في الكتاب، وقال: عرفه الله الخير كله ورضوانه، وأسعده بالتوفيق وقفنا على كتابه، وثقتنا بما هو عليه. وأنه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرانه زاد الله في إحسانه إليه. إنه ولي قدير. والحمد لله لا شريك له وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
وقد وردت هذه الرقعة يوم الأحد لست خلون من شوال سنة 305. بعد حوالي الخمسة أشهر من وفاة أبي جعفر العمري، الذي توفي في جمادى الاولى من نفس العام.
وقد اضطلع أبو القاسم منذ ذلك الحين بمهام السفارة. وقام بها خير قيام، وكان من مسلكه الإلتزام بالتقية المضاعفة، بنحو ملفت للنظر، بإظهار الإعتقاد بمذهب أهل السنة من المسلمين. يحفظ بذلك مصالح كبيرة، ويجلب بها قلوب الكثيرين، على ما يأتي التعرض له فيما يلي من البحث. حتى أننا نسمع أنه يدخل عليه عشرة أشخاص تسعة يلعنونه وواحد يشكك، فيخرجون منه تسعة منهم يتقربون إلى الله بمحبته وواحد واقف. يقول الراوي: لأنه كان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه وما لم نروه، فنكتبه نحن عنه رض وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على لباقته وسعة اطلاعه وتوجيهه على هذا المسلك من قبل الإمام المهدي عج. وقد تولى رض أيام سفارته الحملة الرئيسية ضد ظاهرة الإنحراف عن الخط، وإدعاء السفارة زوراً، بتيلغ القواعد الشعبية توجيهات المهدي عج في ذلك، وشجبه ظاهرة الإنحراف عن الخط وإدعاء السفارة زوراً، بتبليغ القواعد الشعبية توجيهات المهدي عج في ذلك وشجبه لظاهرة الإنحراف. كما سيأتي التعرض له في الفصل الآتي.
وبقي مضطلعاً بمهامه العظمى، حتى لحق بالرفيق الأعلى عام 326 كما عرفنا، ودفن في النوبختية في الدار التي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي النافذ إلى التل، أو إلى درب الآخر وإلى قنطرة الشوك رض أقول: كذا قال التاريخ. وقبره اليوم في بغداد معروف... مقصد ومزار.
__________________


فداء تراب نعل ابي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس