اللهم صل على محمد وال محمد
الإسراء: سفر النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة الى الكوفة ثم الى بيت المقدس ، إشارة الى أنه وارث آدم ونوح وإبراهيم(عليهم السلام).
والمعراج: عروجه (صلى الله عليه وآله) الى السماء. وكان ذلك في أوائل البعثة ، وكأنه برنامج إعداد للنبي (صلى الله عليه وآله) ليريه الله تعالى جوانب من ملكوته وآياته الكبرى.
وروي عن أهل البيت(عليهم السلام)أنه كان مرات متعددة ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ((عرج بالنبي (صلى الله عليه وآله) إلى السماء مائة وعشرين مرة )). ( بصائر الدرجات/99 ، وكتاب المحتضر/44 ).
عقيدتنا أن الله تعالى ليس كمثله شئ ولاتدركه الأبصار ، ولا يخضع لقوانين المكان والزمان ، فهو فوقهما وهو خالقهما ، ومعنى قوله تعالى: وكَلَّمَ اللهُ موسَى تكليماً... أنه خلق صوتاً في الشجرة أو في الجبل ، فكان موسى يسمع الصوت من جميع الجهات. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (( فسبحان من توحد في علوه ، فليس لشئ منه امتناع ، ولا له بطاعة أحد من خلقه انتفاع ، إجابته للداعين سريعة ، والملائكة له في السماوات والأرض مطيعة. كلم موسى تكليماً بلا جوارح وأدوات ، ولا شفةٍ ولا لهوات ، سبحانه وتعالى عن الصفات ، فمن زعم أن إلهَ الخلق محدود ، فقد جهل الخالق المعبود)). (التوحيد للصدوق/79 ، وراجع فتح الباري: 13/383).
ولا بد أن يكون الصوت الذي كلم الله به موسى صوتاً يحبه موسى ، وقد يكون صوت أخيه هارون (صلى الله عليه وآله) . وكذلك الأمر في نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) عندما عرج به ، فقد روى الفريقان أن الله تعالى كلمه (صلى الله عليه وآله) بصوت علي (عليه السلام) ، كالذي رواه الموفق الخوارزمي في المناقب/78، عن عبدالله بن عمر قال: (( سمعت رسول الله وسئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب ، فألهمني أن قلت يا رب خاطبتني أنت أم علي؟ فقال يا أحمد أنا شئ ليس كالأشياء ، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالشبهات ، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك ، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب. خاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك)). ومنهاج الكرامة/90، وكشف اليقين/229، وكشف الغمة للإربلي: 1/103.
في أمالي الصدوق/534

( رجلاها أطول من يديها ، خَطْوُها مدُّ البصر ، فلما أراد النبي أن يركب امتنعت فقال جبرئيل (عليه السلام) : إنه محمد ، فتواضعت حتى لصقت بالأرض. قال فركب فكلما هبطت ارتفعت يداها وقصرت رجلاها ، وإذا صعدت ارتفعت رجلاها وقصرت يداها ، فمرت به في ظلمة الليل على عيرٍ مُحَمَّلة ، فنفرت العير من دفيف البراق ، فنادى رجل في آخر العير غلاماً له في أول العير: يافلان ، إن الإبل قد نفرت)) !
وفي الخرائج:1/84 ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال

( إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري به نزل جبرئيل (عليه السلام) بالبراق وهو أصغر من البغل وأكبر من الحمار ، مضطرب الأذنين عيناه في حوافره ، خطاه مدُّ بصره ، له جناحان يُحَفِّزَانه من خلفه ، عليه سرج من ياقوت فيه من كل لون ، أهدب العرف الأيمن ، فوقفه على باب خديجة ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمرح البراق ، فخرج إليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: أسكن فإنما يركبك أحب خلق الله إليه . فسكن)).