السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
أخواتي الفاطميات أعتذر جداً على التأخير في استكمال ما بدأناه سويّاً من موضوعنا
و لكنكم تعلمون مدى حساسيّته و مدى الجهد و التركيز الذي يستلزمه لاستجماع الأفكار و ترتيبها و تبويبها بالشكل المناسب،
و محاولة الالمام بجميع التفاصيل و الاحاطة بجميع نواحي الموضوع و الحرص على عدم التغافل عن اي منها،
لذلك أرجو أن تلتمسن لي العذر و تعلمن بأن تأخرّي لم يكن عمداً ، بل جاء رغبةً في جعل الموضوع أعمّ و أشمل و ذو فائدة أكبر ..
و أرجو ان تعاونني في استكمال أي خلل أو تقصير تجدنه فيه ... و الله وليّ التوفيق 
أخواتي الفاطميات ... إنّ الفتاة التي تُبادر بارتداء العباءة الزينبية ، و تُقدم على هذه الخطوة المباركة
و الجريئة نوعاً ما في مجتمعنا الذي يرفض أي مظهر من مظاهر التدين و الالتزام لا سيّما العباءة،
و يسعى لتشوهيها و لطمس آثاراها و يشنّ حرباً شرسة على من تفكّر مجرد التفكير بها،
لا شكّ أن مثل هذه الخطوة في مثل هكذا مجتمع تُقحم بالفتاة و تزجّ بها في معركة مع الناس
شاءت ذلك أم أبت ... و بالتالي عليها أن تُعدّ العدّة لها جيداً لتكسب جميع جولاتها فيها أو بالحدّ الأدنى
أن تسعى و تجاهد نفسها حتى لا تكون الحلقة الأضعف و الطرف الخاسر ...
و هذا أمر صعب نعم و لكن ليس بالمستحيل
و لا شكّ أيضاً أخواتي بان هذه الخطوة تجعل من الفتاة مميزة و متقدمة على غيرها بلباسها،
و لكن
هذا التميّز و التفوّق يجب ان لا يكون مقتصراً على صعيد اللباس فحسب ،
بل يجب أن يطال جميع جوانب حياتها ، لا سيّما الجانب الأهم و الأبرز و الذي من خلاله
تتضّح بقية الجوانب ألا و هو "شخصيتها" ...
لذلك يجب عليها أن تُعنى جيداً و تولي إهتماماً كبيراً بتكوين شخصيتها و تهذيبها لتصبح راقية كرقي عباءتها
و موازية لها من حيث المكانة و الرفعة و لتكون قادرة على مواجهة و كسب المعركة التي تنتظرها..
و هنا أقف لأهمس في اذن كل اخت ما زالت مترددة
’’عزيزتي لا يجب ان تسمحي
للشيطان بان يعظّم الامور في ذهنك و يوهمك بأن مواجهة المجتمع و تخطي ردة فعل الناس
أمر غير ممكن فيتسلل اليأس الى قلبك و تصبحي أمام خيارين لا ثالث لهما
إما ان تقلعي عن ارتداء العباءة ظنّاً منك بان كسب المواجهة هو مستحيل...
و إما ان ترتديها ولكن تنعزلي بها عن المجتمع و الناس تفادياً لاي نقاش او جدال تتعرضين له...
و في كلتا الحالتين تكونين قد ظلمتي نفسك و حرمتها من أجر و ثواب كبيرين،
و انا هنا لا أنكر ان الموضوع صعب و مواجهة الناس و المجتمع بمثل هذا الخيار
ليس بالسهل خصوصا ما اذا كانت البيئة التي تنتمي اليها بعيدة كل البعد عن الالتزام،
و لكن كوني على يقين ان هذه الصعوبات و التحديات ما هي الا ألم ممزوج بلذّة و سعادة لا تُضاهى
يعزّ عليّ جداً يا أختاه أن تحرمي نفسك منها ... ‘‘
في هذا الجزء ان شاء الله سنتحدث عن معالم شخصية الفتاة المرتدية للعباءة الزينبية
التي تجعلها مختلفة عن الاخريات اختلافاً يرقى و يسمو بها لتكون مثالاً يُحتذى و نموذجاً يُقتدى به،
و سنتطرّق الى أبرز الانتقادات التي ستواجهها من قبل الناس و المجتمع و سنذكر ان شاء الله كيفية الردّ عليها و مواجهتها...
أرجو أن تجدن فيه الفائدة...