[ام حيدر العراقيه]

بطلة اﻹيثار

كانت فاطمة عليها السلام حينذاك ربة البيت .. وكانت الظروف اﻹقتصاديه متأزمه جدا وكانت فاطمة عليها السلام وسائر افراد اسرتها يريدون الصوم وفاء بالنذر ،واي نذر ؟لقد كان الحسنان عليهما السلام قد اصابهما مرض منذ وقت سابق وكان الامام علي عليه السلام قد نذر لله ان يصوم لو شوفيا وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام وفضه (الخادمه) قد تبعوا عليا في هذا النذر ،فاﻵن قد عوفيا فجاء دور الوفاء بالنذر

المرسوم في بلادنا اليوم ان الاسره اذا شاءت ان اتصوم صوما واجبا او مندوبا،هيأت مقدارآ من الطعام ،اطيب واكثر من سائر الايام التي لاتريد صومها.
اما اسرة الامام علي عليه السلام فقد كانت فقيره في تلك الايام حتى عن المقدار اللازم للطعام .
نعم لم يكن في بيت العلم والشرف والتقوى عين من المال لا قليلا ولا كثيرا ليفطروا .فذهب امير المؤمنين عليه السلام واخذ مقدارا من الصوفى واعطاه لفاطمه عليها السلام لمي تغزله واخذ مكانه ثلاثة اصوع من الشعير اجرا على ذلك لكي يفطروا عليها.
وجاء بالشعير الى البيت ، وصامت الاسره وصنعت الزهراء عليها السلام منه خمسة اقراص من الخبز ..وانتهى النهار وجلسوا ليأكلوا .. وتماما في الوقت الذي ارادوا اﻷكل سمعوا صوتا من وراء الباب يقول ...
السلام عليكم يااهل بيت النبوة اني مسكين من مساكين المدينه وجائع فأعطوني ..بارك الله فيكم
فأخذ الامام امير المؤمنين عليه السلام رغيفه وتبعته فاطمه ثم الحسن والحسين عليهم السلام وحتى فضه ،اخذو ارغفتهم الخمسه واعطوها للمسكين ثم افطروا بالماء القراح وشكروا الله ..

وفي اليوم الثاني ،كان الوقت عند الافطار وكانت فاطمة عليها السلام قد صنعت خمسة ارغفه ايضا .،وكانوا قد ارادوا اﻹفطار فجاء يتيم وطلب منهم طعاما فقدم كل منهم رغيفه وافكروا بالماء وحمدوا الله ...

وجاءت الليلة الثالثه ..وجاء دور الاسير ففي نفس الوقت اي عند الافطار طلب منهم الاسير واعطوه الارغفه وباتوا جياعا لثلاثة ايام وليال كامله

والمفروض ان ثروة هذه الاسره كانت لاتتجاوز ثلاثة اصوع من الشعير وها هي قد تمت ..وقد صاموا ثلاثة ايام بلياليها غير شربة الماء افطروا عليها فقط

ولما جاء رسول الله صلى الله عليه واله لزيارتهما وشاهد الحسنين يرتجفان جوعا وفاطمة عليها السلام قد اشتد بها الضعف والامام وفضه كلا منهما قد اثر فيه الجوع اثرا بليغا
قال رسول الله صلى الله عليه واله حينذاك
واغوثاه بالله اهل بيت محمد صلى الله عليه واله وسلم يموتون من الجوع وها هنا نزلت عليه سورة (هل اتى )في حق اهل البيت
وجاءت فيها الايات التاليه
((يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا *ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا*انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا *انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا*فوقاهم الله شرذلك
اليوم ولقاهم نضرة وسرورا)(الانسان /11-7

وهكذا ضربت فاطمه الزهراء عليها السلام وبعلها وابناها وحتى خادمتها مثلا رائعا للايثار واخذت اسرتها مدالا عظيما من ربهم على ذلك
وفي حديث شريف رواه علماء المسلمين عن ابي عباسﻻنقرا فصولا من فضائل الزهراء التي تجعلها سيدة نساء العالمين وقدوة الصديقات واسوة المؤمنات الفاضلات
والى القارئ هذا الحديث الذي نختم به هذا الفصل :

عن ابن عباس قال :خرج اعرابي من بني سليم يتبدى في البريه فاذا هو بضب قد نفر من بين يديه فسعى وراءه حتى اصطاده ثم جعله في كمه واقبل يزدلف نحو النبي صلى الله عليه واله



يتبع