عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-2013, 09:17 AM   #7
مقاومة
:: مشرفة سابقة :: حُسينيُ الهوى قلبيـــــــ
 
الصورة الرمزية مقاومة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بالدم كتبناك يا وطن ^أول حبيب^
المشاركات: 168
معدل تقييم المستوى: 235
مقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond repute
افتراضي رد: وصالٌ مستحيل {مقاومة}

كانت الايام تمضي متشابهة تتكرر بملل قاتل .. العدو يزداد طغيانا والمقاومة تزداد بسالة وصاحب الصوت الآسرالمقاوم لا اعرف عنه اي شيء .. ومع كل يوم اشعر اني افقده ولكأنه قارورة عطر بدأت تنفذ لكثرة استعمالها .. رغم معرفتنا بالرائحة ولكن شذاها يغيب .. وهكذا الصوت بت افقد تأثيره ولم افصح لاي شخص بكم الاحلام التي نسجتها مع صاحبه ا حتى اقربهم وهي صديقتي مريم لانها حتما ستهزأ من جنوني
كما انه من الصعب اخبارها بانه من المجاهدين فهذه الامور يجب كتمانها حرصا على سلامتهم
وانا ايضا كنت كتومة بشكل يفوق الطبيعة فالمرأة عادة ا لا تستطيع ان تحبس في جوفها سرا فهو عندها كالسم في جوف الافعى ان لم تخرجه قتلها

انا كنت مشهورة فلا افشي سرا اودعه عندي احدهم حتى بت خزانة الاسرار لابي واخي مصطفى والعديد من الصديقات ومع الايام باتت تتحول هذه الصفة الى لعنة لكثرة الهموم التي احفظها والمشكلات التي اسمعها ..

وهكذا اسميت صوته " سر جميل " وبقي اسمه عصيا على المعرفة
فلا انا تجرأت وسألت ولا تطوع احدهم واخبرني ..
********
كنت لا ازال في غرفتي هذا المساء لم اخرج منها منذ عودتي من الجامعةحين دخلت امي تسألني ان كنت انهيت دراستي
فأشرت لها بيدي الى الكتب من حولي وقلت ما زال امامي الكثير
وبنبرتها الحنونة ..

-ياه كنت اود ان آخذك معي الى منزل ام محمد

تلعثمتُ وارتفعت حرارتي فجأة ودوار خفيف انتابني بعدما علمت اني فوت على نفسي فرصة مع القدر قد تأتي لتجمعني بمعلومة او صدفة او كلمة او حتى سماع صوته مجددا .... يا لغبائي ...
ماذا سأفعل الآن ؟
امي لن تسمح لي بمرافقتها وانا التي اخبرتها بنفسي بكم الدروس الهائل
وان طلبت ُمنها ان تصطحبني ستشك في الامر فامي فطنة جدا
ويقال اني اكتسبت ذكائي من جيناتها فنحن نتمتع بسرعة بديهة ولكن موهبتي هذه لن تسعفني الآن مع امرأة تفوقني ذكاء واشعر امامها اني افقد مهاراتي في ضبط الامور وتحويلها الى صالحي رغم براعتي في ذلك مع الجميع.
غادرت امي الغرفة تاركة " ريحانة " غارقة في الحزن على فرصة من ذهب
ضاعت منها في لحظة ..
كدت انخرط في نوبة بكاء عنيفة قبل ان اقف لاتنفس بعمق واذهب بسرعة الى المغسلة للوضوء فهو يريح النفس
استغفرت ربي مرارا وتكرارا
فهذه المشاعر لا يجب ان تأخذني الى مكان خاطئ
فرشت سجادة صلاتي ملاذي عند كل هم ومكاني الذي احب عند كل ومضة فرح .. فكلتاهما نعم يجب ان اشكر الباري عليها
امسكت قرآني الحبيب قبلته وفتحته استعذت بالله من الشيطان الرجيم
وبدأت بقراءة سورة يوسف .. فلا شيء يربت على كتفي سواها ..
لتشعرني ان الله مع عباده الصالحين يرفعهم من القهر والظلم الى مكان
كمكان يوسف نبي الله ملكا على عرش مصر ..
قرأت ما يقارب 10 صفحات حين شعرت اني ارتحت وبت قادرة على متابعة دروسي اغلقت الكتاب المبارك ووضعته في مكانه المخصص
ولكن قبل ان ابدأ ذهبت الى المطبخ لأتناول قطعة كيك بالبرتقال فكانت الحلوى تعدل مزاجي وخاصة اذا كانت من صنع امي اخذت صحني وجلست قرب النافذة اتأمل الشارع وزحمة السيارات المحببة الي فهي توحي دوما بالحياة بالاستمرار
ولكل سيارة شخص يقودها و لكل وجهة
فهناك رجل عائد من عمله الى منزله حيث زوجته واولاده في انتظاره
وهناك آخر ربما ذاهب مع عائلته لزيارة ام متلهفة لرؤية احفادها
وسيارة آخر طراز تسير بسرعة جنونية ربما يقودها شاب طائش لا يعي سوء ما يفعله
وباص كبير تابع للنقل العام .. لكل من ركابه قصة وافكار تجول في ذهنه في رحلة المساء هذه
انهيت صحني غسلته ووضعته جانبا كي يجف وهممت بالذهاب الى غرفتي حين دخل مصطفى المطبخ ..
-ريحانة لم تذهبي مع امي ..
-الحمد لله فاصدقائي هنا جهزي لنا الشاي والضيافة ارجوك
ونادني من خلف الباب عندما يجهز كل شيء ...
حاضر تحت امرك انا
لا حرمت من لبقاتك ..ولكن اسرعي ..
جهزت كل شيء وناديته
وذهبت الى غرفتي الهادئة الصغيرة .. دائما اشعر ان الامكنة تشابه اصحابها وتعكس شخصياتهم ورغباتهم في الحياة
فغرفتي لم تكن باللون الوردي ولم تحتوي على الالعاب القطنية والتي تمتلئ بها غرف الفتيات
كان الابيض سيد المكان
والكتب تنتشر في كل زاوية بعد ان فاضت بها مكتبة غرفتي التي اعشق
وخزانة صغيرة فلم اكن من هواة شراء الثياب ومراكمتها ولا كانت امكانياتنا تسمح بذلك ولكن ايضا انا لم يكن لدي شهية تشبه شهية النساءو هوسهن بالتسوق فقد كنت اتبع قول رسولنا الكريم عن كراهية المكوث في الاسواق.
ولكن كنت في المقابل احب شراء الكتب وخاصة تلك التي تختص بتطوير الذات
ولا غنى لي عن الروايات لإثراء مخزوني الادبي رغم ابتعاد تخصصي الجامعي في مجال المحاسبة وادارة الاعمال عن الشعر والادب
ولكن لكلاهما في قلبي مكان .
فبقدر ما كنت اعشق تحليل ميزانية احد الشركات ودراسة الميزانية الوظيفية والمالية لها وتحليلها واستخراج النتائج والمؤشرات
كنت بالشغف نفسه اطالع الاعمال الادبية واغوص في تحليلاتها .
بعد ما يقارب الساعة سمعت صوت هاتف المنزل يرن ولم اكترث فمصطفى سيرد دون شك .
ولكنه لم يفعل ذلك وانقطع الاتصال ومن ثم عاود الرنين ولكن لا جدوى ومحاولة ثالثة من المتصل يبدو انه مستميت للتحدث او انه امر هام جدا .
خرجت من غرفتي مسرعة قبل ان ينقطع الاتصال ودخلت غرفة الجلوس ورفعت السماعة على عجل
ولكم ان تتخيلوا من كان المتصل ؟
نعم !
إنه صاحب الصوت الرخيم الساحر الآسر
-السلام عليكم
-وعليكم السلام
عذرا ولكن اريد التحدث مع مصطفى هل هو موجود
(في هذه الثواني القليلة كنت اريد ان يحفظ قلبي نبرة صوته وذبذباته
اثيره وكلماته كي تمتلئ قارورة عطري من جديد
اني اسمعه ولكن عقلي لا يترجم ما يقول )
-نعم ماذا تريد ؟
-كنت اسأل عن مصطفى اريد مكالمته
-عفوا لا ادري حقا اذا كان موجود لحظة ارجوك لأتأكد من وجوده
وضعت السماعة جانبا ولم انتظر سماع رده
وما ان خرجت من باب الغرفة حتى وجدت مصطفى يدخل من الباب الخارجي
كان يودع صديقه ويقال ان نحن معشر النساء نستمتع بالحديث عند الباب عندما نهم بالمغادرة .. ولكني اجد بعض الرجال ايضا اكتسبوا هذه العادة

- اتصال لك
اسرع الخطى ودخل الغرفة ووقفت معه اريد ان استمع الى المحادثة علي احظى بعلومة عن ساحري .. فلقد اصبحت للحظة " المحقق كونان " من ذكريات الطفولة البريئة
رحب اخي بالمتصل ترحيبا حارا
ولكنه تواطئ مع القدر ضدي ولم يذكر اسمه
ولم افهم من الحديث غير انه موجود في منطقتنا ليوم واحد وغدا صباحا سيغادر
انهى اخي اتصاله ونظر الي : هل انهيت دروسك
- من كان المتصل ؟
- وما شأنك انت بذلك إذا انهيت دروسك فتجهزي نحن مدعوون للعشاء في منزل ابو محمد واوصت النسوة باحضارك معي
- لم اجب بشيء سوى ان خرجت من غرفتي مسرعة لأجهز نفسي
فلن اسمح لاي ظرف ان يقف ضدي فسأستغل الفرصة التي اتاحها الله لي .. فهي اشارة منه سبحانه
ارتديت ثيابي على عجل ووقفت انتظر مصطفى قرب الباب وما ان رآني حتى بدت ملامح الاستغراب على وجهه من سرعتي ..
ضحك ضحكته الماكرة وقال اشم رائحة شيء ما ..
ولكن فطنتي هنا تدخلت فصرخت عاليا .. اه ربما قد نسيت الغاز مشتعلا ولم اقفله وركضت بسرعة باتجاه المطبخ وبدأت اتأكد من كل شيء ولحقني ايضًا حتى نسي نفسه وصدق انه اشتم رائحة حقيقية
وتركت نافذة المطبخ مفتوحة قليلا كي تخرج الرائحة ان وجدت

وخرجنا سويا
ولم يكن منزلهم يبعد كثيرا عن بيتنا تقريبا 10 دقائق استغرق الطريق
كان احدهم يقف لاستقبالنا
لم استطع ان ادقق النظر فيه وبذلك عجزت عن تحديد عمره
ولكن كنت انتظر ان يتكلم لاعرف ان كان نفسه المتصل

حضن اخي بشوق وسلم عليه
كان سلامه كافيا لاخرج بالاستنتاج التالي
وهو ان هذا الشخص ليس المتصل
فالصوت كان مختلفا كليا ولا يمكن لأذني ان تخطأ في نبرته وحتى في طريقة لفظه للسلام
فهذا تخرج الاحرف بطريقة مضحكة ونبرته تميل الى الشبابية
كطريقة تحدث الشباب الى اصحابهم فهم يمدون زمن الحرف كثيرا ويغيرون بطريقة خروجه ويزيدون في تحريكه
بينما الآخر يخرج كل حرف على حدا كقارئ القرآن حين يخرج الحرف من مخرجه فيشبعه ويعطيه الصفات المستحقة له
فيفخم ما يستوجب التفخيم ويرقق الحرف المستوجب للترقيق
فحقيقة يبدو انه تعلم تجويد القرآن الكريم ذلك العلم الرائع الذي يأخذنا بعيدا لعالم جميل
فالبعض يتغنى باتقان الموسيقى والعزف والاستماع الى المقطوعات المشهورة من الموسيقى الكلاسيكية وغيرها .. ولكن عندي صوت قارئ القرآن يرتل آيات الكتاب الكريم اعذب وارقى وانفع لنفس
انه شيء يلامس الروح والعقل والقلب معا
وآسري لا بد انه يتقنه لان القراء عادة ما تصبح طريقتهم في الكلام قريبة لطريقتهم في التجويد لكثرة التدرب على النطق السليم

نكست رأسي بخيبة وتوجهت حيث اشار الي هذا الشاب و انا في اعماقي اتمنى ان لا يكون امير .
دخلت على النسوة فقامت ام محمد ورحبت بي بحرارة وبدأت تعرفني على الموجودات
-هذه آمنة زوجة محمد اتت اليوم من المنطقة المحتلة
سلمت عليها وتحمدت لها بالسلامة
-وهذه ردينة خطيبة بلال وهي تسكن ايضا في المنطقة المحتلة ولكن انتقلت منذ فترة قريبة الى مدينتنا
سلمت عليها ايضًا بابتسامة كبيرة طالما انها خطيبة بلال وليست امير
_بعدها اشارت الى فتاة جميلة الملامح تشبه آمنة قليلا وقالت .. وانا قلبي تقرع فيه الطبول بإيقاع سريع مزعج
لتوجسي وخوفي مما ستنطقه ام محمد
-هذه اخت آمنة اسمها فرح وهي تدرس في الجامعة هنا وتسكن معنا حاليا
سلمت عليها بيد باردة وشبه ابتسامة لمجرد الاحساس انها قد تكون غريمتي
قالت بعدها فكما تعلمون الشباب كلهم في المنطقة المحتلة
وانا لم اقبل ان تعيش في السكن الجامعي
فهي تؤنسني وتساعدني بالاهتمام باسلام فهي معنا
فانا لم اسمح لاهلها بأخذها
ونظرت الى آمنة وقالت
-إذا امها جنت وقررت البقاء مع زوجها بين البارود والنار وابني قد اختار طريقه في المضي لقتال العدو ومبارك له هذا الطريق طبعا
فإني لن اسمح لهم بان يأخذوا حفيدتي مني لتحيا وسط الظلام والرعب والقصف فابنائي لم استطع ان امنعهم ولن امنعهم من ان يسيروا في طريق الحق بعد ان ربيتهم على ذلك ولكن اسلام مازالت صغيرة واريدها ان تحيا حياة طبيعية طالما انه باستطاعتنا ذلك
وبدأت الاحاديث تتشعب وتتشعب وانا لاشأن لي في اي منها لاتتبعها
فقط كنت اريد ان ارتاح واعرف من هو صاحب الصوت
قولوا عني ما شئتم فالحب لا يطرق الابواب حين يأتي
وقد يولد من كلمة وانا يكفيني انه مقاوم ومجاهد يحمل دمه على كفه ويمضي ليدك حصون المعتدي لا يهاب شيء ولا يثنيه عن الجهاد امر
فقد نصب وجهه لله وتقدم .
وضعوا لنا العشاء ووكانت فرح تتصرف وكأن البيت بيتها وردينة تساعدها ايضا اما آمنة فلم يسمحن لها لكونها حامل في الشهر الثاني
كما اخبرتني .. فهي حاولت التقرب مني والتودد الي .
كان يجمعنا بريق العيون نفسها وبقربها شعرت بشيء ما غريب وكأن لي مع هذه المرأة حكاية لم تكتب اسطرها بعد

بعد العشاء وضعت اباريق الشاي وصحون الفاكهة وعادت النسوة للاحاديث التي لا تنتهي ..
وانا لازلت على حالي تائهة في اثير الصوت الرخيم
الا ان اخرجتني زوجة عمي من شرودي بعدما سمعت اسم امير كانت هذه الاحرف الاربعة كافية لتتنبه جميع جوارحي وحواسي

-يجب ان تزوجي امير يا ام محمد فها هو بلال اصغر منه وقريبا سيتزوج

- ابتسمت ام محمد وقالت هذه امنيتي ان ارى اولادي ومن حولي احفادي .. فلطالما قلت له ان استشهدت احب ان يكون لي منك طفلا
يذكرني بك ويحمل اسمك
فقاطعتها آمنة : ولكنه يقول انا نذرت نفسي لوطني ولقضايا امتي
واسلامي .. وزوجتي في الدنيا هي ارضي وفي الاخرة حورية من حوريات الجنة
_كنت اود ان اسألها هل حقا لا يرغب في الزواج ولكن فضلت الصمت على ان اتفوه بشيء يمكن ان يشي بحالي فيكفي شرودي الذي لاحظه الجميع

-ولكن فرح ولهفتها فتكفلت بطرح السؤال نفسه

فاستنتجت اننا نفكر في الشخص عينه

" امير "

وامير لا يفكر سوى في الشهادة ..

وانا اريد معرفة من يكون صاحب الصوت ولا اخفيكم سرا انني فرحت بمعرفتي بعزوفه عن الزواج فهذا افضل من ان يفكر بالاقتران بفرح والتي لم اتقبلها باي شكل من الاشكال ..

ولكن ماذا لو لم يكن امير صاحب الصوت
ماذا لو كان محمداو بلال ..اي خطأ ارتكب بتعلقي بشخص مجهول لمجرد ان صوته آسر وهو مقاوم
كنت فعلا اقع في المحظور
فأنا بدأت ابني قصة احداثها اوهام وابطالها خرافة وتفاصيلها خيال
__________________


زورونا في قسم السعادة الزوجية
مقاومة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس