رد: عندما خانني (قصة زوجية ) 4
كانت العشرة السنوات الاولى تمشي بوتيرة واحدة
انا عاشقة والهة لعاصم الرجل المميز الخلوق
حياتنا كانت عادية ككل الازواج
لا تخلو من المشاكل
كنت أغار عليه من طالباته المعجبات والبعض منهم كنا مهوسات لا يحلو في عينهم غير الرجل المتزوج
كان يكره غيرتي لأني بصراحة كنت افقد اعصابي في بعض الاوقات
ولاطالما كان يردد انه يجب ان اكون على قدر من الثقة بنفسي وبذاتي وبجمالي وبحياتي
قبل ان ثقتي فيه ..
اما انا فكانت جاذبية عاصم
رقي تفكيره سطوة اناقته التي لم يهملها ابدا
اما طريقته في الكلام وذلك الصوت الآسر
كل هذا كان يجعل عقلي يصبح اصغر من عقل دجاجة مجنونة
اذ ما سمعته يتحدث الى احد الطالبات على هاتفه ..
كنت اعمل بجهد كي لا افقده كي لا يخون
كنت اهتم في نفسي دائما .. وادور في فلكه
لاهم لي سوى هو .. اضغط على نفسي وذاتي وروحي
الزواج الثاني كنت اموت غيظا لمجرد سماعه
كنت اتوتر لأيام اذا ما عرفت ان احد معارفنا تزوج ثانية
كان الامر كارثي
كنت دوما انظر لنفسي اني اقل من عاصم ولا استحقه .. وهذا كان اكبر اخطائي
ولك اكن اعلم اني بذلك ارسل لعاصم انه يستحق من هي افضل مني
ولكن قبل 5 سنوات .. كان لي صديقة تدرس معي في نفس المدرسة
كانت انسانة رائعة بكل معنى الكلمة
تطلقت
وصدم الجميع بالخبر الذي تلاه
وهو ان زوجها والذي نعرفه جيدا ونعرف كم هو رائع
كان رمزا للخلق الحسن
كان رجلا مميزا لم نكن لنتخيل يومًا انه قد ينظر الى امرأة غير زوجته فضلا على ان يتزوج عليها
كنت متأثرة جدا بخبر طلاق " مريم " ..
وعندما اردت زيارتها في احد الايام اعتذرت مني
عندما استغربت اعتذارها وانا اعرف مكانتي لديها
دمعت عيناها وهي تهمس في أذني انا اسكن في سكن في غرفة الآن على سطح احد المباني
شهقت بفزع ماذا
ولما ..؟ اين راتبك ؟ .. كيف ذلك
هنا اجهشت في البكاء .. وبدأت تخبرني قصتها
وقالت مريم :
تزوجت منذ ما يقارب 22 عاما
انجبت 3 اولاد " صبي وفتاتين "
ومنذ زواجي وانا ادرس وكل ما جنيته في هذه السنوات كنت اضعه بين يدي زوجي
كان لنا حساب في البنك باسمه طبعا
وعندما اردت ان اتوقف عن التدريس منذ سنتين تقريبا
طلب مني ان اصبر كي ينهي اولادنا دراستهم الجامعية
فهو يحتاج راتبي كي ندفع اقساط الجامعة
كم انه دائما ما يدفعني لاسحب قروضا واسددها من راتبي
كي نجدد السيارة التي باسمه
وكي نضيف الى منزلنا بعض الغرف ونحسن في البناء
والكثير من الامور
لم ادخر لنفسي قرشا واحدا
كل ما خرجت به طقم من الذهب اهدتني اياه عائلتي في بداية زواجنا
وكنت احتفظ به ذكرى من والدتي المرحومة ولذلك لم افرط به
اما باقي ذهبي فبعته في بداية حياتنا عندما كنا نريد شراء منزل تمليك والذي هو باسمه طبعا
رغم اننا عملنا من اجله سويا
واكملت هذه السنتين وانا متعبة جدا اعاني من اوجاع في الظهر والقدمين بسبب الوقوف 22 سنة في التعليم واعمالي المنزلية وتربية الاطفال
لم يكننا بيننا مشاكل جوهرية كنا ككل البيوت فأي بيت هو خال من بعض المشاكل والمنغصات ؟
كانت علاقتي بأهله رسمية جدا ومتوترة قليلا ولكن لم يكن امرا يزعجه فقد اعتدنا هذا النمط
كما ان هنالك العديد من الزواجات التي لا تربطهم باهل الزوج علاقة طيبة
كنا عائلة طبيعية وعادية ..
الا ان جاء قبل عدة اشهر
وقال لي
اريد ان اخبرك بامر ما فانا لا اريد لك ان تعرفي من احد آخر ..
انا تزوجت ...
انا تزوجت ...
انا تزوجت ...
انا تزوجت ...
وانهرت ...
ابكي وانتحب واحطم كل ما يقع امامي
واصرخ ... طلقني طلقني .. طلقني
كنت مجروحة مجروحة من الاعماق
افنيت عمري وانا في خدمته وخدمة اولادي
لاطالما اعتبرت اننا شخصا واحدا
لذلك لم اكترث لامر راتبي يوما
كنت اعطي ولا آخذ
لا اشتري لنفسي شيء الا عند الحاجة القصوى
لم اطالب يوما بحق لي .. فكان يكفيني خلقه الحسن
واهتمامه بمنزله اطفاله
كنت اعتقد انه يعمل لأجلنا
عندما هدأت في الليل
ونظرت الى بناتي اللواتي في سن زواج
وابني الكبير هذا عامه الجامعي الآخير
كيف لي ان ادمر حياتهم لا شك انهم سيقاصون بدوني
فجئت اليه واخبرته اني سأبقى في منزلي مع اولادي
ولا اريد الطلاق حفاظا على اسرتنا وهكذا اتفقنا ..
ولكنه جاء في اليوم التالي
ليخبرني
انه فكر ماليا بالامر
ووجد انه غير قادر على الامر
وان الحل الذي توصلنا اليه لا يناسبه
وانّي .......:
طالق
طالق
طالق
............ .............
............................
...........................
يسكن اولادي في المنزل بينما يسكن هو وزوجته المطلقة وابنتها من طليقها في منزل آخر
...........................
...........................
.............................
وانا لا استطيع ان استأجر منزل لانه لا يبقى لي من راتبي سوى القليل فمعظمه قروض
اخذتها قبل 6 اشهر تقريبا وتبقى لي عام ونصف كي انتهي من تسديدها
واهلي توفوا منذ زمن
واخوتي جميعهم يسكنون في منطقة بعيدة وانا بحاجة لعملي فلا يمكنني تركه
كما ان وضع اخوتي المالي غير جيد
ولا اريد ان ازيد عليهم عبء آخر
.........................
عندما سألت احد المشايخ عن حل لمشكلتي
قال انت من فرط بحقك كل تلك السنوات
القانون لا يحمي المغفلين
ولكن ماذا عن الشرع
لا حق لك يا اختاه يستطيع الشرع ان يضمنه لك سوى مؤخرك الذي كان حجة الا بيت الله وقد كان اخذني للحج قبل سنوات
ويوم القيامة .. تستطيعين ان تأخذي حقك
ولكن الآن لن نستطيع ان نفعل لك شيء ...
.................
هنا خرجت من صمتي وقلت لها ...
وماذا عن كل هذه الاخلاق..
ذهبت ....!
عندما تتسلط احداهن على زوجك .. ستأخذه من سريرك وانت تنظرين
....................
لم اطن اريد ان ازيد همها ..
ولكن قصتها جعلتني آخذ موقف سلبي لعدة ايام من جميع رجال الكرة الارضية
واعتبرتهم حقيرين .. ولكن بنسب مختلفة ..
...............
هذه القصة آثرت في كثيرا
ولكنها اخذت بيدي وقالت لي لا تسقطي قصتي على احداث حياتك
فسألتها ماذا علي ان افعل كي لا اجد يوما نفسي اعيش في الشارع
نظرت الي بعين منكسرة
وقالت : احمي نفسك
فالامام علي عليه السلام يقول
" أحبب من شئت فإنك لا بد من يوم مفارقه ."
لا يجب ان ننغمس لدرجة تغييب الذات في حب ازواجنا
وليكن جل همنا آخرتنا .. ولا ان يكون زوجنا
فننهار عندما لا نعود نملكه .. وحدنا
هذا شرع الله قبل اي شيء ولا يسأل حكيم عن فعله او قوله فكيف باحكم الحاكمين
وان كان زوجك سيتزوج عليك سيفعلها ولو لم تقصري في شيء
انه قدرنا ونصيبنا ..
وما الدنيا هذه الى دار ممر لا مقر
فلما نفني حياتنا .. خوفا على زوجنا من ان يذهب الى حضن اخرى في الحلال
اما الحرام فهذا امر عصيب ..
فلنقم يا حبيباتي بواجبتنا ولنحسن تبعلنا .. ولتمضي الحياةكيفما تشاء
انت امرأة عاملة احمي مستقبلك طالبي بحقوقك فالزوج يحب ان تحتاجه المرأة هذا يشعره بروجلته
وحتى غير العاملة يمكنها ان تدخر من مصروف المنزل
يمكنها ان تخلق الف طريقةوطريقة لتحمي مستقبلها .. حتى وان لم تستطع فلتعش يوما بيوم
ولترمق الآخرة وجنة عرضها السموات والارض
يتبع.....
__________________
زورونا في قسم السعادة الزوجية
|