عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2013, 08:33 AM   #1
أم محمـد
~¤ فاطمية متألقة ¤~
 
الصورة الرمزية أم محمـد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: العراق
العمر: 40
المشاركات: 419
معدل تقييم المستوى: 867
أم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond repute
افتراضي الآمربالمعروف والنهي عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم

أللهم صلِ على محمد وأل محمد وعجل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,,, الفريضة المهجورة - فريضة الفرائض ,,

أليس ترك هذه الفريضة يوجب غضب الجبار, ويسلب البركة, ويحبط الأجر, ويسبّب العذاب؟
والاغرب أننا اصبحنا نجد حالة من "الإلفة" مع المنكر والفساد,أو ان شئت تسميتِّها, "الأنس" بالمنكر, وقد يكون ثمن هذه الحالة خسارة الإيمان من أساسه لا سمح الله.
والله تعالى أعلم أين سيصبح الإيمان, والتديّن, والروابط العائلية, والعلاقات الأسريِّة, والتفاعل الذي أمرنا به تجاه الجار والصديق والأخ في الله, وفريضة البرِّ للوالدين والأرحام والأقارب؟!
هذا فضلاً عن مفاهيم الإسلام الاجتماعية الكثيرة التي لا يحيا المجتمع ولا يستقيم ولا يصان إلا بها, في ظل هذه الهجمة الشيطانية الملعونة حيث (ظهر الفساد في البر والبحر).
ولا ندري إن كان سيبقى مجال في هذه الأجواء للحديث عن الجهاد و الفداء والشهادة والتضحية والإيثار وإقامة حكم الله تعالى, وتطبيق الشريعة, والتمهيد لإمام المسلمين... بينما العقول والنفوس تصادر على مدار الساعة؟!


نعود الى الفريضة المهجورة ,,
من بديهيات الإسلام:
1- وجوب الأمر بالمعروف.
2- ووجوب النهي عن المنكر.


هذان الواجبان فرضان, بهما تقام كل الفرائض الأخرى,ولولاهما, ما قام للدين عامود, ولا إخضرَّ للإسلام عود, ولاحكمت الشرائع, ولا إنتشرت الشعائر, ولكان الإسلام مهمَّشاً. نعوذ بالله تعالى.
فالأمر بالمعروف, أمرٌ: بالإحسان, والخير, والصَّدقة, والصلاة, والجهاد, والصلاح, وصلة الرحم, والعفو, والبرِّ, والخلق, ونصرة الحق... وكل ما أمر الإسلام به.
والنهي عن المنكر, نهيٌّ: عن الفاحشة, والفساد, والرذيلة, والسوء, والكذب, والخيانة, والتكبر, والغرور, والظلم, وخذلان الحق... وكل ما نهى الإسلام عنه .


وبكلمة واحدة:
إنَّها فريضة بها تقام كلُّ الفرائض
يقول مولانا الإمام الباقرعليه السلام
"إنَّ الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, سبيل الأنبياء, ومنهاج الصلحاء, فريضة عظيمة بها تقام الفرائض, وتأمن المذاهب, وتحل المكاسب, وتردّ المظالم, وتعمر الأرض, وينتصف من الأعداء (بإرجاع الحقوق إلى أصحابها), ويستقيم الأمر"


أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
لا بد للمسلم, وبعد أن رأى وجوب هذه الفريضة العظيمة, كما عبَّر الإمام الباقر (عليه السلام), أن يفتش عن أنجح السبل للوصول إلى غايته في محيطه وبين مجتمعه.
وأساليب الأمر والنهي, كأساليب الدعَّوة إلى الله تبارك اسمه, عديدة ومتنوّعة, يجمعها الإخلاص والقربى لله تعالى. فيمكن أن يتمَّ الأمر والنهي عن طريقة الكلمة أو النصيحة أو الموعظة, أو الإرشاد, أو التنبيه, أو التحذير... ويمكن أن يكون بالإبتسامة أو التعريف عن النفس, أو إلقاء السلام, أو المبادرة إلى المساعدة, أو التودّد... وقد يكون بسؤال, أو إستفسار, أوزيارة, أو هدية, أو رسالة, أو إتّصال هاتفي... ويرجع التشخيص إلى نوعيَّة الشخص, ومقدار الوقت المتاح, وبعده أو قربه من الإلتزام والتديّن, وأجواء البيئة التي يعيش فيها, وطبيعة علاقتك به... وهل يكون ذلك أمام الناس أم لا.

وهذه بعض الأمثلة القريبة والواقعية:

1- فلو أردت نهي سائق السيارة العمومية عن استماع الأغاني... فلا ينبغي أن تظهر الفتوى مباشرة أو أن تنهره أو تخرجه من الدين, أو تنزل من السيارة! بل ربما يكون مناسباً أن: تحدثه عن أولاده, وتربيتهم, وكيف يصونهم ويربحهم... ومقدار معاناته معهم... والاهتمام بأحاسيسه... تمهيداً للحديث عن الفساد الاجتماعي, ومنها الأغاني, والحكمة من تحريم الشريعة لها.

2- ولو أردت إقناع رجل يعمل معك في نفس المؤسسة, بوجوب الإلتزام بالصلاة, فربّما كان مناسباً أن: تلفته إلى الراحة النفسية التي يعيشها المؤمن, وإطمئنانه,... وأنَّ كلَّ شعوب العالم والتاريخ تصلي, وإن بكيفيات مختلفة, أو منحرفة, أو مبتدعه... إلى أن تصل معه إلى أنّ الصلاة حاجة فطرية, وأنَّه لن يجد السعادة والإطمئنان إلا بالصلاة.

3-أما نهي الجار أو القريب عن شرب الخمر, فلعلَّ مقدمة ذلك تكون زيارة للتفقد أو التعازي... ثم مدحه على أخلاقه العالية ولياقته ... وأنَّ صيته جيدٌ بين الناس... وبعدها الحديث بشكل عام عن خبر ورد في الصحيفة, عن حادث سير وقع فيه عدد كبير من القتلى والجرحى, وسببه سكران ...وعن أضرار الخمر... وأن النَّاس لا تحترم شاربه.

4-أما إقناع القريبة السافرة بالحجاب, فربما يكون ذلك: بزيارة إبنها المريض, والتحسس معها, ومشاركتها آلامها, وأنَّ الدنيا زائلة... َ ثم التطرق إلى أهمية الحجاب, وأنَّه سترٌ للمرأة وصيانة ورفعة, وملاحظة كيف أن المرأة المحجبة تفرض إحترامها في الشارع, وعند البائع, وأمام الآخرين, بينما السافرة, ولو على نحو الإجمال, تتعرَّض للمعاكسة والتحرش من الساقطين وغيرهم ...

5- أما إقناع الممتنع عن حجِّ بيت الله الحرام مع يسره وقدرته, بحجة كثرة الأشغال, وصغر الأطفال, فيكون: بإلفاته, أنّ أعماله لا تنتهي حتى آخر عمره, وأنَّ كلَّ مرحلة لها متطلباتها وحججها... فلا يحجُّ, ولا عذر له في ذلك, بحجة الزواج, ثم ينتظر الولد الأوَّل, ثم يريد الحجَّ مع زوجته وهي غير قادرة, ثم تأمين الأولاد في المدارس, ثم متطلباتهم في مدارسهم وجامعاتهم, ثم الاهتمام بمصالحهم وتزويجهم... ولا أحد يضمن له أن يعيش إلى كلِّ ذلك... هذا إن بقي قادراً على القيام بواجبات مناسكه.

مع الإلتفات إلى أمور هامة وحساسة:
1- مستوى علاقتك بالشخص: صديق, جار, قريب, زميل, غريب, تعرفه لأوَّل مرة, لا تعرفه إطلاقاً, تعرف من يعرفه أو يمون عليه..
2- المدة الزمنيَّة التي تريد قضاءها معه, حتى تفتّش عن الأسلوب الأنسب: عشر دقائق, ساعة, مقدار زيارة, مقدار مسافة الطريق, الليل بكامله, رحلة سياحية لسبعة أيام, دورة تأهيلية لأشهر...
3- مستواه العلمي وإختصاصه, لتحدثه بلغته ومصطلحاته: أستاذ مدرسة, ربة منزل, تاجر, طالب, عامل في مطعم, رياضي, عسكري, صناعي, مزارع, أديب, صحافي, دبلوماسي...
4- المؤثرات التي يمكن أن تفعل فعلها معه, كأن يؤثر عليه: أستاذ في الجامعة, زوجة متسلطة, زوج عصبي, حاجته لرب عمله, مسؤول حزبي, شخصية رسمية نافذة, صديق مستفيد ومستغل, رفيق منحرف...
5- بعده أو قربه, رغبته أو حساسيته تجاه الإسلام:متدين, قليل الالتزام, قديم التدين, متحمس للاسلام, عاش في بلاد الاغتراب, نظرته سيئة عن الدين, حزبي سابق, يرغب في التعرف على الدين,غير مسلم, مسلم لكنه متأثر بجو النصارى والغرب(وهؤلاء كثر)...
6- البيئة التي يعيش فيها, أو محيطه:
بيئة إسلامية,غير إسلامية, متحللَّة خلقياً, محافظة, لا مبالية, ريفية, أكاديمية, سطحية, حذرة, تسودها القيم, مبدئية, نفعية, حزبية...
7- ضرورة متابعته ومواكبته... حتى لا يستوحش أو يضعف أو ينحرف, خاصة في المراحل الأولى: بإتصال أو رسالة أو زيارة أو كتاب... أو بتعمد ضرب مثل يعنيه, أو قصة, أو تجربة... أو إشارة إلى ما قد يصادفه, أو يعاني منه, أو يواجهه. ويجب أن يعلم, أن المرحلة الأولى هي الأصعب... ثم تسهل الأمور وتسلك مع الأيام.
8- لحاظ طبيعية شخصيته من حيث القوة والثبات والجديّة, كأن يكون: قويّة الشخصية, ضعيفاً,مؤثراً, متأثراً,يخشى الناس,يخاف, يجبن, جديّ, هازل , كريم, ثابت, سريع التغير, مضحي...
9- إنَّ القلوب بيد الله تعالى اسمه, فهو الذي يقلب ويثبِّت ويهدي... وجعل لذلك أسباباً. فيجب عليك القيام بواجب الأمر بهذا المعروف, أو بواجب النهي عن هذا المنكر, أما النتائج فـ ( علمها عند ربها في كتاب, لا يضلّث ربي ولاينسى).
فكم من شخص أثرّ في الغريب, ولم يؤثر في القريب وكم من رجل إلتزم بالدين دون أبيه وكم من فتاة إقتنعت بالحجاب... وأمها متبرجة وكم من شخص إمتنع عن الغيبة أو الكذب أو الإشاعة...و "مؤمن" يصرُّ عليها!!! وكم من موظف في شركة أوعند الحكومة الظالمة, ترك التكبر... و"مسؤول" في مؤسسة إسلامية, يخجل الطاووس من تصرفاته! وكم من "مؤمن" كان سبباً في نفرة الناس عن الإيمان (وهذا ليس عذرا لهم), وشاب في بدايات إلتزامه, يدعو الناس بطهارته وأخلاقه. وكم من علم يهتدي النّاس بعلمه وعمله... وابنه خارج عن حدود الشرع والدين. وقد ربط الله سبحانه على قلب نبيه(ص) عندما قال لهفلا تذهب نفسك عليهم حسرات). وكم من نبع فيَّاض بالتقوى والأخلاق... وأهله ضالُّون عن بركاته. وهذه الأمور وأمثالها, لا ينبغي أن تكون ذريعة لضعف الإيمان, أو لتبرير عدم الإلتزام.



وينبغي أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في أمره ونهيه ومراتب إنكاره:

1- كالطبيب المعالج المشفق, والأب الشفّيق المراعي مصلحة المرتكب.
2- وأن يكون إنكاره لطفاً ورحمة.
3- وأن يجرد قصده لله تعالى ولمرضاته, ويخلص عمله ذلك عن شوائب الأهواء النفسانية, وإظهار العلو.
4- وأن لا يرى نفسه منزهة, ولا لها علواً أو رفعة على المرتكب.

وإن من أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأشرفها وألطفها وأشدها تأثيراً, وأوقعها في النفوس, هو الصادر عمَّن يكون لابساً رداء المعروف, واجبه ومندوبه, ومتجنباً عن المنكر بل المكروه, وأن يتخلق بأخلاق الأنبياء والعلماء, ويتنزه عن أخلاق السفهاء وأهل الدنيا, حتى يكون بفعله وزيّه وأخلاقه آمراً وناهياً, ويقتدي به الناس.



حرمة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فمن لم يقم بهذا الواجب الإلهي, تجاه أهله وأقاربه وأصحابه ومحيطه من الزملاء والموظفين... يكون قد خذل الدين, ورضي بالفساد والإنحراف في الأرض. وليس كثيراً القول عن هذه النوعية من الناس أنه: لا دين لها .

روي عن مولانا الإمام الصادق(عليه السلام):
" لا دين لمن لا يدين الله بالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر".


ولمَّا قيل لأمير المؤمنين في وقعة صفين: ترجع إلى عراقك ونرجع إلى شامنا...قال (عليه السلام):
" لقد عرفت أنَّ ما عرضت هذا نصيحة وشفقة.. إنَّ الله تبارك وتعالى لم يرض من أوليائه أن يعصى في الأرض وهم سكوت, مذعنون, لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر, فوجدت القتال أهون من معالجة الأغلال في جهنَّم".

وفي مقابل ذلك روي عن مولانا رسول الله (ص):
"من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر, فهو خليفة الله في الأرض, وخليفة رسوله".


فالآمر بالمعروف آمر بما يأمر الله تعالى به ويدعو إليه, والناهي عن المنكر ناهي عمّا ينهي الله عنه.

يقول جلَّ جلاله:
(لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم, ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون, كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه, لبئس ما كانوا يفعلون).

ووضَّح ذلك أمير المؤمنين(عليه السلام) بقوله:
"إن الله لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم, إلا لتركهم الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي, والحكماء لترك التناهي".
"وإنَّما عاب الله ذلك عليهم, لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد, فلا ينهونهم عن ذلك, رغبة فيما كانوا ينالون منهم, ورهبة ممَّا يحذرون".
وتشتدُّ حرمة ترك هذا الواجب, لمن كان قادراً على التأثير عليهم:كأولاده وزوجته وأصحابه وعمَّاله ... ومن يمون عليهم, ومن يحتاجونه, ولا يرفضون له طلباً, ومن يقدرون كلامه أو يتأثرون به أو يحترمونه...

والواقع يختلف بين ظرف وآخر:
فليس من إنسان إلا وله شيئ من التأثير على نسبة من الناس... وإن اتَّسعت أو ضاقت بحسب الموقع والمصلحة والعلاقة والثقة والاحترام... فلا ينبغي إهمال هذه الطاقة والاستفادة منها. وكلما كبر جاه المرء وسلطته وعنوانه وماله...كلما كان تأثيره أكبر, وبلاؤه أعظم... وحسابه يوم القيامة أعسر. وعلى الصادق حقاً أن يقوم بالواجب دون تقاعس أو تقصير... وحسابات المصالح, وليترك العواقب على عز وجلّ.


آثار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
والسمة العامة لهذه الآثار, عودة ممارسات ومفاهيم الجاهلية:
من الظلم إلى التعسف فالإجرام والقتل والزنا والغناء... وانتشار مظاهر الفساد والمجون بأنواعه وأشكاله و"ليستعملنَّ عليكم شراركم, فيدعو خياركم, فلا يستجاب لهم"...

ومن آثار ذلك:
"تدعوا فلا أجيب لكم, وتسألوني فلا أعطيكم, وتستنصروني فلا أنصركم", وتنزع البركات, ويسلط الناس على بعضهم.
" وإنَّ الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى, لمَّا تركوا الأمر بالمعروف, والنهيّ عن المنكر, لعنهم الله عن لسان أنبيائهم, ثم عمّوا بالبلاد".
"فقد كان الرجل منهم يلقى الرجل , فيحذره على منكر يفعله, ثم يلقاه في اليوم التالي, وهو مصر على فعله, فيجالسه ويمازحه ويؤاكله! فضرب الله على قلوبهم ولعنهم...
ومثل هذا يحصل كثيراً في مجتمعنا, حيث تصدر عن بعضهم غيبة أو نميمة أو كذب, أو إهانة لمؤمن, أو هضم حق, أو سوء ظن, أو فتنة, أو طمع, أو حسد, أو وقيعة,أو فاحشة... ثم نسلّم عليه , ونصافحه, ونقبِّله, ونبتسم في وجهه, ونلاطفه, ونجالسه, ونخدمه... وكان الواجب أن ننهاه, أو نعبس, أو نترك زيارته... هكذا ذكر الفقهاء.

روي عن علي (عليه السلام)
"أمرنا رسول الله (ص) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة".


وقال الصادق (عليه السلام) لقوم من أصحابه:
"إنه قد حقَّ لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم, وكيف لا يحق لي ذلك؟! وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح ولا تنكرون عليه ولا تهجرونه ولا تؤذونه حتى يتركه".


وأوحى الله سبحانه إلى شعيب النبي (عليه السلام) إني لمعذب من قومك مئة, أربعين ألفاً من شرارهم, وستين ألفاً من خيارهم, فقال شعيب(عليه السلام):
يا ربِّ هؤلاء الأشرار, فما بال الأخيار؟!
فأوحى الله إليه : داهنوا أهل المعاصي, ولم يغضبوا لغضبي.

إلا إذا كان في ما تقدم تأثير عليه في وعظه أو ردعه.
لكن كثر في هذا الزمان الرياء والمجاملة و أصحاب الوجهين واللسانين... وهناك بركات يبطل مفعولها مع ترك واجب الأمر والنهي.

روي عن مولانا رسول الله (ص):
"لا تزال لا إله إلا الله تنفع من قالها, وترد عنهم العذاب والنقمة ما لم يستخفوا بحقهاِ,؟, قالوا: يا رسول الله, وما الاستخفاف بحقها؟ قال: يظهر العمل بمعاصي الله¸فلا ينكر ولا يغير".

والمؤمن الصادق مع نفسه, المخلص لربه, يعلم أن الأعمار والآجال والأرزاق والقلوب.. بيد الله عزَّ وجلَّ, فلا يمتنع عن أمر بمعروف أونهي عن منكر حرصاً على شيء منها لأنَّ الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر, لن يقرِّبا أجلاً, ولن يقطعا رزقاً. وقد إنتشرت في السنوات الأخيرة في بلادنا كما في بلاد الكفر, العصابات والجرائم والإنحراف والمخدرات والقتل... نعوذ بالله تعالى.
نسأل الله العفو والعافية والسلامة في الدين... وأن يميتنا قبل أن يمسنا شيئ من هذا, أو أن يحيينا لنقيم الحدَّ على أهل هذه المفاسد.
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
قال بعض الصالحين:
لو وقعت بدعة في الإسلام, وكان سكوت المؤثرين والقادرين على التغيير يضعف الإسلام وعقائد المسلمين, يجب النهي عن المنكر بأية وسيلة ممكنة, سواء كان الإنكار مؤثراً في قلع الفساد أم لا. ولو كان في سكوتهم خوف من أن يصيرالمنكر معروفاً والمعروف منكراً, لا يجوز السكوت مطلقاً.





أخبار عن آخر الزمان
وهذه الأخبار تتحدث عن واقعنا بتوصيف مذهل,ودقّة بالغة, حتى كأنها قد رأت ذلك من شاشة التاريخ منذ قرون.

روي عن رسول الله(ص):
"كيف بكم إذا فسدت نساؤكم, وفسق شبابكم, ولم تأمروا بالمعروف, ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟
فقال: نعم وشرٌّ من ذلك, كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟
فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟
قال: نعم وشرٌّ من ذلك, كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً, والمنكر معروفاً".

وعن الإمام الباقر(عليه السلام) قال:
"يكون في آخر الزمان قومٌ مراؤون... لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن المنكر إلا إذا أمنوا ألضرر,يطلبون لأنفسهم الخص والمعاذير, يتَّبعون زلاّت العلماء... يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلفهم في نفس ولا مال, ولو أضرت الصلاة بأموالهم وأبنائهم لرفضوها, كما رفضوا أتمَّ الفرائض وأشرفها.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض, هناك يتمُّ غضب الله عليهم, فيعمهم بعقابه, فيهلك الأبرار في دار الفجَّار, والصغار في دار الكبار".

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام):
" فإذا رأيت الحق قد مات وذهب اهله, ورأيت الجور قد شمل البلاد, ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق, ورأيت الفسق قد ظهر, واكتفى الرجال بالرجال ,والنساء بالنساء,ورأيت المؤمن صامتاً لا يقبل قوله, ورأيت الفاسق يكذب ولا يردُّ عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر الكبير، ورأيت الأرحام قد تقطّعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله، ورايت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا يُنهى ولا يوخذ على يديه،ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع, ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجلّ, ورأيت الآمر بالمعروف ذليلاً, ورأيت الفاسق فيما لا يحبُّ الله قوياً محموداً, ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه, ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال, وكان صاحب المال أعز من المؤمن.

ورأيت البدع والزنا قد ظهرا, ورأيت الحرام يحلل, ورأيت الحلال يحرم, ورأيت الدِّين بالرأي, وعطل الكتاب وأحكامه, ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجلَّ, ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر, ويباعدون اهل الخير, ورأيت القمار قد ظهر, ورأيت الشراب يباع ظاهراً ليس له مانع, ورأيت النساء يبذلن أنفسهنَّ لأهل الكفر, ورأيت الملاهي قد ظهرت يمرُّ بها لا يمنعها أحدٌ أحداً, ولا يجترئ أحد على منعها, ورأيت الشريف يستلذه الذي يخاف سلطانه, ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه, وخفَّ على الناس استماع الباطل, ورأيت الحدود قد عُطّلت وعمل فيها بالأهواء, ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضاً, ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله ورايت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان, ورأيت سفك الدماء يستخفُّ بها, ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لغرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند إليه الأمور, ورأيت الصلاة قد استخفَّ بها. ورأيت قلوب الناس قد قست, وجمدت أعينهم وثقل الذكرعليهم, ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس, ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة, ورأيت الناس مع من غلب, ورأيت طالب الحلال يذمُّ ويععيّر, وطالب الحرام يمدح ويعظم.ورأيت الرجل يتكلم بشيئ من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ويقول: هذا عنك موضوع! ورايت كلَّ عام يحدث فيه من الشر والبدعة اكثر ممَّا كان, ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء, ورأيت المحتاج يرحم لغير وحه الله, ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله, ويمنع الكثير في طاعة الله, ورأيت العقوق قد ظهر,واستخفَّ بالوالدين, ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها, ورأيت النّاس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة, ورأيت المساجد محتشية ممّن لا يخاف الله, مجتمعين فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق. ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدث بصلاحه, ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله, ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها, ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا, ورأيت الدنيا مقبلة عليهم, فكن على حذر, واطلب الى الله النجاة, واعلم انّ الناس في سخط الله عز وجلّ واجهد ليراك الله عز وجلّ في خلاف ما هم عليه, فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت الى رحمة الله, وإن أخّرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجأة على الله عز وجلّ, واعلم أنّ الله لا يضيع أجر المحسنين, وإن ّرحمة الله قريب من المحسنين".




جعلنا الله وأياكم من المتمسكيين بالفرائض والمحافظيين على اقامتها
ورزقنا القدرة والقوة للحفاظ عليها داخل انفسنا والقوة على النصح واستنكار الباطل اينما كان
ورزقنا وأياكم حسن العاقبة وحسن الخاتمة
والثبات على الخط الصحيح والصراط المستقيم وحتى اخر جيل من اولادنا وذرياتنا

نسألكم الدعاء


المصادر :-
كتاب الفريضة المهجورة للسيد سامي خضرة.
مقال منشور / شبكة المعارف الاسلامية .
__________________
روي عن المعصوم(عليه السلام)"مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَابَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ"
أم محمـد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس