عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-2012, 11:44 PM   #7
اسرار الهدى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
الصورة الرمزية اسرار الهدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
اسرار الهدى will become famous soon enoughاسرار الهدى will become famous soon enough
Man رد: الطريق إلى الله تعالى كيف؟؟؟؟

ويزيد هذا المعنى وضوحاً ، التأمل في الحديث القدسي ، حيث يقول رب العزة سبحانه : أن من تقرّب إليّ شبراً أتقرّب إليه ذراعاً

فإذا كان هو سبحانه يدنو إلى من دنا منه ، ويدعو إلى نفسه من أدبر عنه ، فكيف بمن أقبل إليه ، وقرع بابه؟!..


وكفاك قول سيد العابدين في دعاء السحر: وإن الراحل إليك قريب المسافة ، وإنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الآمال دونك ، أو تحجبهم الأعمال السيئة .. في بعض النسخ.


فيا أيها الأخ الطالب للإقبال على الله !.. والمتمني لهذه المرتبة السنيّة ، استمع مني مقالة ناصحٍ لك ، مقتبسة من مشكاة أهل البيت عليهم السلام لا سواهم ، لأن من شذّ عنهم شذّ إلى النار وهي:


إنك بعد أن علمت أن المطلوب من العبد التخلّق بالأخلاق الكريمة التي بشرفها نسبت إلى الرب ، رب العزة ، فقد ورد عنهم : تخلّقوا بأخلاق الله. شرح الاسماء الحسنى للسبزواري : 2/41
وهي أخلاق محمد (ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وشيعتهم.

واعلم أنّ قوام ذلك المعنى ونظامه إنما هو الجلوس على بساط الاستقامة ، ومجانبة الإفراط والتفريط ، فتقرّب إلى الله تعالى بما تيسّر لك من الطاعات ، واجتناب ما يكرهه من السيئات.

واجعل بناء أمرك على عدم المسامحة والمماهلة في جزئي ولا كلي ، فكل ما تعلمه راجحاً من الأمور المعلومة الرجحان اجعل همك في فعله ، ولو كان جزئياً حقيراً في نظرك ، وكل ما تعلمه بعدم الرجحان من الأمور فاجعل همك في تركه واجتنابه، وإن كان جزئياً حقيراً في نظرك.

ولا تجعل بناء أمرك على التسامح والتساهل لا في جزئي ولا كلي ، بل ليكن أمرك مبنياً على الضبط والاتقان.

وإياك أن تتعلق بالإكثار من الأعمال من دون ملاحظة الضبط والإتقان ، فإن ّأمراً واحداً تتقنه وتضبطه وتوقعه على وجهه على وفق الوضع المراد ، ينتج نتيجه الألوف من الأعمال الحسنة ، لا على وجه الضبط والإتقان، بل الآلاف الكثيرة من الأعمال الحسنة غير المتقنة ، لا تنتج نتيجة واحدة من الأعمال المتقنة المضبوطة ،
بل لا نسبة بينها عند أهل المعرفة والحكمة.
(4)


(4) هذه صورةٌ من الواقعية والمنطقية في منهج المؤلف .. فإنه يحاول أن يرفع بمستوى السالك إلى مرتبة الربط دائماً بين الأسباب والنتائج ، وإنّ الفعل لا ينبغي أن يقوم به العبد مبتورة عن الهدف الذي يسعى إليه ، ألا وهو تحقيق العبودية الشاملة لله رب العالمين .. فالفعل الكثير الذي لا يحقق الهدف لا قيمة له ، كما لو كان رياءً ، أو مزاحماً لواجب أهم ، أو موجباً للغرور والعجب ، أو داعياً لنفرة النفس من أصل الطريق .....( المحقق )



لا أقول لك: لا يقع منك الإخلال بجزئي ولا بكلي ، حتى تستعظم هذا المعنى وتقول: إنى لي به ، وأنا أنا.

بل أقول لك: لا تجعل بناء أمرك على الإخلال بجزئي مسامحة ومساهلة ، فأما إذا وقع منك الإخلال بأمرٍ لغلبة الهوى ، ومخادعة النفس والشيطان، فذلك أمر آخر ، وذلك من شأن غير المعصوم ، فمقصودنا توطين النفس على عدم المسامحة والمساهلة.

فهذه الجزئيات من الشرع عند المواظبة عليها ، وترك التسامح والتساهل فيها ، تفيد الترقّي والوصول إلى المقامات الرفيعة العالية ، فإن الله سبحانه قد جعلها بإذنه مفاتيح تلك الخزائن ، ومن قبض مفاتيح الخزائن بيده استغنى وفاز فوزاً عظيماً.

ولولا خشية الإطناب لأوضحت إيضاحاً شافياً ، وأكثرت الشواهد عليه ، وهو حقيق بذلك ، فإنه أتقن وأضبط باب يفتح منه ألف باب من الحكمة الإلهية ، وعسى أن نزيده بياناً في الأبواب الآتية إن شاء الله

يتبع
اسرار الهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس