عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-2012, 03:50 PM   #1
اسرار الهدى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
الصورة الرمزية اسرار الهدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
اسرار الهدى will become famous soon enoughاسرار الهدى will become famous soon enough
Man الطريق إلى الله تعالى كيف؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الطريق إلى الله تعالى


تعريف بالكتاب والمـؤلف
، فقد ذكر عنه السيد محسن الأمين - قــدس سره - في أعيان الشيعة قائلا:
الشيخ حسين بن علي بن صادق البحراني عالمٌ فاضلٌ أخلاقيٌّ من متأخري المتأخرين ، من فقهاء النجف وعلمائها في الحديث والرجال والعرفان ، رأينا له رسالة في الأخلاق - يشير إلى هذا الكتاب - ثم يقول :
و إنها رسالةٌ حسنةٌ ، ولم يبق ببالي الآن مشخصاتها ، وقال بعض من رآها : إنها من أحسن ما كتب في هذا الفن ، وبعض قال : إنها رسالةٌ في السلوك على طريقة أهل البيت · أعيان الشيعة : 6/119


الباب الأول

في الحاجة إلى تهذيب الأخلاق ، وبيان ثمرته وشدة الاعتناء بشانه

اعلم أيدك الله أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . البحار : 68/382 ولا التباس في ذلك ، فإنّ أمر المعاد والمعاش لا ينتظم ، ولا يتهنأ طالبه إلا بالخُلق الكريم ، فلا تتوهم أن العمل الصالح الكثير ينفع من دون تهذيب الخلق وتقويمه ، بل يجيئ الخلق السيئ فيُفسد العمل الصالح ، كما يفسد الخلّ العسل [الكافي : 2/321] .. فأي نفع فيما عاقبته الفساد؟.

ولا تتوهّم أنّ العلم الكثير ينفع من دون إصلاح الخلق وتهذيبه ، حاشا وكلا ّ، فإنّ أهل البيت عليهم السلام قالوا: لا تكونوا علماء جبّارين ، فيذهب بحقكم باطلُكم . أمالي الصدوق : 9/294

ولا تتوهّم أنّ صاحب الخلق السيئ ، يقدر أن يتهنّأ (1) بمعاشرة والد أو ولد أو زوج أو صديق أو رفيق أو دار أو أستاذ أو تلميذ ..كلا ، بل كلهم يتأذّون منه وينفرون عنه ، وكيف يمكنه اكتساب الكمالات المتفرّقة في الناس ، وأهل الكمال ينفرون منه ويهربون عنه ؟!..

(((1) إنّ هذا المدخل الذي دخل منه المؤلف مدخلٌ مهمٌّ لجذب النفوس التي لا تستجلبها المعاني الإلهية التي تحتاج إلى بلوغ روحي ، كطلب درجة الرضوان الإلهي ، والنظر إلى الوجه الكريم وغير ذلك .. فليس هناك عاقلٌ لا يريد السعادة الإجتماعية والحياة الدنيوية المستقرّة إلى جانب الرغبة في العاقبة الحميدة ، سواء في البرزخ أو القيامة .. وعليه فإنّ سلوك هذا الطريق يضمن الاطمئنان القلبي والاستقرار الاجتماعي ، وهما الضالتان التي فقدهما أهل الدنيا باتباعهم عن نهج السماء .( المحقق )))

واعلم أنّ من نظر إلى طريقة أهل البيت عليهم السلام ، وتتبع في أثارهم وجد هدايتهم للخلق ، وجلبهم للدين ، إنما هو بأخلاقهم الكـريمة ، وبذلك أمروا شيعتهم فقالـوا : كونوا دعاة للنـاس بغير ألسنتكم . الكافي : 2/46..
بل يعنون بأخلاقكم الكريمة ، وأفعالكم الجميلة ، حتى تكونوا قدوة لمن اقتدى ، وأسوة لمن تأسّى.

فإذا ظهر أنّ أمر المعاش والمعاد إنما يتمّان بمكارم الأخلاق ، وإنّ إتمام مكارم الأخلاق هو فائدة البعثة ، التي ما صلح الوجود إلا بها ، تبيّن أنّ تهذيب الأخلاق مقدّمٌ على كلّ واجب وأهم من كل لازم ، ومع ذلك هو مفتاح كل خير ، والمنبع لكل حسن ، والجالب لكل ثمرة ، والمبدأ لكل غاية.

انظر فيما ورد من أنّ الكفار يثابون على مكارم الأخلاق .. وفي الذي كان دأبه مخالفة النفس فجرّه ذلك إلى الإيمان .. وفي الذي كان سخياً وكان من الأسرى عند النبي صلى الله عليه وآله ، فنزل جبرائيل (ع)من الله عزّ وجلّ بأن : لا تقتلوه لسخائه ، فجرّه ذلك إلى السلامة من القتل في العاجل ، والفوز بالجنة آجلاً . البحار : 68/390.

فإذا عرفت هذه المقدمة ، التي يظهر لكل من اختارها وجرّبها صحتها وصدقها ، فاعلم - وفّقك االله وأرشدك - أنّ لأهل البيت (ع) أصولاً في الأخلاق ، وقواعد وضوابط تُعين ملاحظتها على كسب الأخلاق بسهولة ويسر ، لا بتكلف وعسر ، كما يدور عليه كلام علماء الأخلاق.

فإنّ النبي (ص) أتانا في علم الشريعة بالشريعة السمحة السهلة ، موافقاً لما أخبرنا به ربه عزّ وجلّ ، من أنه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر ، وأنه ما جعل علينا في الدين من حرج .. كذلك في علم الطريقة فتح لنا أبواب اليسير ، وسدّ عنا أبواب العسير.

فلا يثبطنّك الشيطان عن أخذ نصيبك من علم الأخلاق ، بأن ذلك أمر صعب يتوقف على مجاهدة النفس ، ورياضات بالغة !.. وأين أنت عن ذلك؟!.. فإنا رأينا أهل المجاهدات الشاقة ، والرياضات البالغة ، ما أوصلتهم إلا لمقاصد دنيوية ، ومقامات ردية ، من غير رسوخ لهم بطريقة أهل البيت عليهم السلام ، ولا تشبه لهم في أطوارهم.(2)


(2) لقد أشار المصنف هنا إلى ظاهرةٍ خطيرةٍ طالما أوقعت مدّعي السير إلى الله تعالى في الوهم .. فحصروا الطريق بتعذيب النفس بالرياضات التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، فخسروا لذّة الدنيا ، ولم يصلوا إلى لذّة الآخرة . والسرّ في ذلك أنهم جعلوا جهاد النفس ذريعةً لحيازة شيء من متاع الدنيـا – ولو كان جلباً للمريدين – لعلمهم أن السيطرة على النفس بقواها المختلفة تجعلها مؤثرة في بعض الأمور ، فأنّ النفس طاقةٌ من طاقات هذا الوجود مليئةٌ بالأسرار المذهلة ، فكما أنّ الطاقات الأرضية تعمـل الأعاجيب في عالم الآفاق ، فكذلك الطاقات النفسية تعمل الغرائب في عالم الأنفس .. ولكن لنتساءل ونقول: هل أننا خلقنا لمثل ذلك ؟!.. وهل طلب منا المجاهدة لنحقق حظاً من حظوظ أنفسنا؟....( المحقق )


يتبع
اسرار الهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس