ابدأ انشاء الله بأسمه تعالى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى واله الطاهرين
وابدأ بتفسير اول اية من القرأن الكريم وهي
بسم الله الرحمن الرحيم
ولكن اولا ابدأ بمقدمة جميلة للسيد العلامة محمد حسين الطباطبائي صاحب كتاب
الميزان في تفسير القرأن
يقول فيها
قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم الناس ربما يعملون عملا أو يبتدئون في عمل و يقرنونه باسم عزيز من
أعزتهم أو كبير من كبرائهم، ليكون عملهم ذاك مباركا بذلك متشرفا، أو ليكون ذكرى يذكرهم به، و مثل ذلك
موجود أيضا في باب التسمية فربما يسمون المولود الجديد من الإنسان، أو شيئا مما صنعوه أو عملوه كدار
بنوها أو مؤسسة أسسوها باسم من يحبونه أو يعظمونه، ليبقى الاسم ببقاء المسمى الجديد، و يبقى المسمى الأول
نوع بقاء ببقاء الاسم كمن يسمي ولده باسم والده ليحيي بذلك ذكره فلا يزول و لا ينسى.
و قد جرى كلامه تعالى هذا المجرى، فابتدأ الكلام باسمه عز اسمه ليكون ما يتضمنه من المعنى معلما باسمه
مرتبطا به، و ليكون أدبا يؤدب به العباد في الأعمال و الأفعال و الأقوال، فيبتدءوا باسمه و يعملوا به، فيكون
ما يعملونه معلما باسمه منعوتا بنعته تعالى مقصودا لأجله سبحانه فلا يكون العمل هالكا باطلا مبترا، لأنه باسم
الله الذي لا سبيل للهلاك و البطلان إليه.
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر الحديث ".
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ،
قال: سألته عن تفسير
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قال: «الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم ملك الله ، والله إله كل شيء ، والرحمن بجميع خلقه ، والرحيم
بالمؤمنين خاصة»
عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبدالله الصادق (عليه السلام) عن أسماء الله واشتقاقها ، والله مم
هو مشتق؟ فقال: «يا هشام ، الله مشتق من إله ، والإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ،
فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد
اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد ، أ فهمت يا هشام؟»
قال: قلت زدني.
قال: «لله تسعة وتسعون اسماء ، فلو كان الاسم هوالمسمى لكان كل اسم منها إلها ، ولكن لله
معنى يدل عليه بهذه الأسماء ، وكلها غيره.
يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم
للمحرق، أ فهمت- يا هشام- فهما تدفع به وتناضل به أعداء الله ، المتخذين مع الله عز وجل
غيره؟».
قلت: نعم .
فقال: «نفعك الله به وثبتك ، يا هشام».
قال هشام: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا»
وفي حديث اخر
عن صفوان بن يحيى ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه سئل عن
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقال: «الباء بهاء
الله ، والسين سناء الله ، والميم ملك الله».
قال: قلت: الله؟ قال: «الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا ، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا».
قلت: فالهاء؟ قال: «هوان لمن خالف محمدا وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)».
قلت: الرحمن؟
قال: «بجميع العالم».
قلت: الرحيم؟
قال: «بالمؤمنين خاصة»
وفي حديث عن الامام الصادق عليه السلام
قال الصادق (عليه السلام): ولربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم )
فيمتحنه الله عز وجل بمكروه ، لينبهه على شكر الله تبارك وتعالى والثناء عليه ، ويمحق
عنه وصمة تقصيره ، عند تركه قول:
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ).
المصدر كتاب البرهان في تفسير القرأن للعلامة السيد هاشم البحراني رضوان الله عليه
هذا وانشاء الله التقيكم في تفسير الاية الثانية من سورة الحمد بأذن الله
واسالكم الدعاء لي ولوالديه