عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-2012, 01:03 PM   #1
أم رسول
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية أم رسول
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
العمر: 47
المشاركات: 52
معدل تقييم المستوى: 127
أم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond repute
افتراضي رد: عمار بن ياسر راية الحقِّ المبين

صفحاتٌ اُخر من حياته المباركة :

أبو اليقظان واحد من الذين حظوا بوسام الهجرتين وأوسمة أخر ، هاجر الهجرة الأولى مع من هاجر من المسلمين وكانت يومذاك إلى الحبشة (وإن تردّد بعضهم في هجرته الى الحبشة واختلفوا في وقوعها)37 من بعد ما ظلموا وعذبوا واضطهدوا أيما اضطهاد من قبل مشركي مكة وطغاتها ، وبعد أن سمعوا قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لو خرجتم الى أرض الحبشة! فإن فيها ملكاً لا يُظلَم أحدٌ عنده ، وهي أرض صدق حتى يجعل الله فرجاً مما أنتم فيه . . .38

وأما الهجرة الثانية فكانت الى المدينة ، وما إن وطأت قدماه تراب هذه الأرض ، وكان اللقاء برسول الله(صلى الله عليه وآله)حتى آخى(صلى الله عليه وآله) بينه وبين حذيفة بن اليمان ، ثم راح عمار يجمع أحجاراً ليبني بها مسجداً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فكان مسجد قباء ، وكان عمار أول مَن بنى مسجداً في الإسلام .

ولم يكتف عمار بذلك فقد اشترك مع الصحابة الآخرين في بناء مسجد النبيِّ(صلى الله عليه وآله) . فلما قدم النبي(صلى الله عليه وآله) المدينة قال : ابنوالنامسجداً،قالوا : كيف يا رسول الله؟ قال : عرش كعرش موسى ، ابنوه لنا بلَبن ، فجعلوا يبنون ورسول الله(صلى الله عليه وآله)يعاطيهم اللَّبن على صدره ، ما دونه ثوب ، وهو يقول :

اللهم ، إنّ العيشَ عيشُ الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة

فمرّ عمار بن ياسر ، فجعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) ينفض التراب عن رأسه ويقول : ويحك يا بن سمية ، تقتلك الفئة الباغية .

لقدكان عمار الى جوار رسول الله(صلى الله عليه وآله)الذي كان هو الآخر يحمل الحجارة معهم ، ويومها كان عمار يرتجز ويقول :

نحن المسلمون نبتني المساجدا

ورسولُ الله(صلى الله عليه وآله) يردّد مع المسلمين : المساجدا .

وراح عمارينشدماكان يرتجزبه عليّ(عليه السلام):

لا يستوي من يعمر المساجدا يظلّ فيها راكعاً وساجداً

أو : يدأب فيها قائماً وقاعدا

ومن تراه عانداً معانداً عن الغبار لا يزال حائداً

أو : من يُرى عن الغبار حائدا


يقول ابن هشام في سيرته : . . . فدخل عمار وقد أثقلوه باللبن . فقال يا رسول الله : قتلوني ، يحملون عليَّ ما لا يحملون .

وعن مجاهد : رآهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهم يحملون الحجارة على عمار ، وهو يبني المسجد ، فقال : ما لهم ولعمار ، يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ، وذلك فعل الاشقياء الأشرار .

كما كان ممّن شهدوا بيعة الحديبية التي تمّت تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة ، وسميت هذه البيعة ببيعة الرضوان ، وجاءت هذه التسمية من الرضا الوارد في الآية النازلة فيها : {لقد رضي اللهُ عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان اللهُ عزيزاً حكيماً . . .}39 .

وكما كان عمار من السابقين الى اعتناق الإسلام ، كان من المبادرين إلى الاشتراك في معارك الإسلام الكبرى ، فشهد بدراً فنال بذلك وسام البدريين وأحداً والخندق ومعركة حنين كما لم يتخلف عن مشاهد ومعارك الإسلام الأخرى حتى بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقد شارك في معارك الردّة ، اليمامة ، وفي الفتوحات الإسلامية زمن الخلفاء ، وكان له دور كبير في معركتي الجمل وصفين التي استشهد فيها .

وفي حفر الخندق : كان لعمار ـ مع كونه صائماً ـ السبق في ذلك ، يقول جابر بن عبدالله : إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)والمسلمين لما أخذوا في حفر الخندق جعل عمار بن ياسر يحمل التراب والحجارة في الخندق ، فيطرحه على شفيره ، وكان ناقهاً من مرض ، صائماً ، فأدركه الغشي ، فأتاه أبو بكر ، فقال : أربع على نفسك (كفَّ وارفق) يا عمار ، فقد قتلت نفسك ، وأنت ناقه من مرض ، فسمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) قول أبي بكر ، فقام ، فجعل يمسح التراب عن رأس عمار ومنكبه وهو يقول : يزعمون أنك متّ ، وأنك قد قتلت نفسك ، كلا والله حتى تقتلك الفئة الباغية .

وفي معركة اليمامة سنة 11هـ ضد المرتدين مسيلمة الكذاب وجنده وقع قتال وصفه الطبري بقوله : ثم التقى الناس ولم يلقهم حربٌ قطّ مثلَها من حرب العرب ، فاقتتل الناس قتالا شديداً . . .40

وكان لعمار بن ياسر أيضاً دور كبير فيها ، وفي تثبيت المسلمين وتحقيق النصر . وقد اُصيبت أذنه يومها ، فعن ابن عمر أنه قال : رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنة تفرّون ، أنا عمار بن ياسر ، هلمّ إليَّ ، وأنا أنظر الى أذنه قد قطعت ، فهي تَذبذَب ، وهو يقاتل أشدَّ القتال41 .

وكان جدع أذنه موضع فخر له فيما راح آخرون يعيرونه به ، فإذا ما اختلفوا معه وتنازعوا ، قالوا له : أيها العبد المجدَّع . فكان يجيبهم : عيرتموني بأحبّ أذنيّ إليّ ـ أو خير أذنيّ .

وفي عهد الخليفة الثاني تولى عمار ولاية الكوفة لأكثر من سنة ، وقد جاء فيما كتبه عمر إلى أهل الكوفة : أما بعد ، فإني قد بعثت إليكم عماراً أميراً ، وعبدالله بن مسعود معلماً (قاضياً) ووزيراً ، وإنهما من نجباء أصحاب محمد(صلى الله عليه وآله)ممن شهدا بدراً ، فاسمعوا لهما وأطيعوا (واقتدوا بهما) ، وقد آثرتكم بهما على نفسي42 .

إلى غير ذلك من الأوسمة الكبيرة التي حاز عليها هذا الصحابي الجليل . . .


مروياته :


ذُكر في عدّة الرجال أن يعقوب بن شيبة صنف مسند عمار بن ياسر ، وهناك في جامع المسانيد والسنن مسندٌ لعمار ذُكر فيه مَن روى عنه كما ذُكرت فيه مروياته عن رسول الله43 كما ذكر صاحب الأعلام أن عماراً روى اثنتين وستين رواية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وممّا رواه :

. . . قال : سمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول : إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مِئنَّة ، فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخطبة ، فإن من البيان سحراً44 .

. . . قال عمار : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : كفى بالموت واعظاً وكفى باليقين عزّاً .

وعن ابن عباس ، عن عمار بن ياسر قال : كنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين احتبس عن قلادة عائشة بذات الجيش ، فلما طلع الفجر أو كاد نزل آية التيمم . فمسحنا الأرض بالأيدي ، ثم مسحنا الأيدي الى المناكب ظهراً وبطناً ، وكان يجمع بين الصلاتين في سفره45 .

وفي رواية أخرى لعمار كما في أسباب النزول للواقدي : عرّس رسول الله(صلى الله عليه وآله)بذات الجيش ، ومعه عائشة زوجته ، فانقطع عقد لها من جذع ظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر ، وليس مع الناس ماء . . . فأنزل الله تعالى على رسوله(صلى الله عليه وآله) قصة التطهر بالصعيد الطيب ، فقام المسلمون فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ، فلم يقبضوا من التراب شيئاً ، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم الى المناكب ، وبطون أيديهم الى الآباط46 .

يتبع
__________________
أم رسول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس