عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-2012, 01:02 PM   #2
أم رسول
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية أم رسول
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
العمر: 47
المشاركات: 52
معدل تقييم المستوى: 127
أم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond reputeأم رسول has a reputation beyond repute
افتراضي رد: عمار بن ياسر راية الحقِّ المبين

أقوال النبيّ(صلى الله عليه وآله) في آل ياسر :

كانت لآل ياسر مكانة مرموقة عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) وحظي عمار بالذات بمنزلة رفيعة عنده(صلى الله عليه وآله) لا ينالها إلاّ ذو حظ عظيم . فقد كان(صلى الله عليه وآله) كثير الترحيب به وكان يدفع عنه ، ويضفي عليه من الكنى والألقاب والصفات الحسنة ما جعله موضع احترام عند المسلمين عامة والصحابة خاصة .

فقد سمّـاه(صلى الله عليه وآله) الطيِّب المطيَّب ، وكان يناديه أبا اليقظان . ومن دعائه وأقواله(صلى الله عليه وآله)فيهم : اصبروا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة ، اللهم اغفر لآل ياسر ، وقد فعلتَ . كان ذلك منه(صلى الله عليه وآله)حينما يمرّ بهم في الأبطح وهم يعذبون . . .

وفي رواية عمرو بن ميمون :

عذّب المشركون عماراً بالنار ، فكان النبي(صلى الله عليه وآله) يمرّ به ، فيُمرّ يده على رأسه ويقول : يا نار كوني برداً وسلاماً على عمّار ، كما كنت على إبراهيم . ثم يقول : تقتلك الفئة الباغية6 .

وفي رواية . . . وقاتله وسالبه في النار .

وعن هانئ بن هانئ قال : استأذن عمار على علي(عليه السلام) فقال : ائذنوا له ، مرحباً بالطيب المطيَّب ، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : عمّار مُلئ إيماناً الى مشاشه (ما تحت عظامه) .

وضرب(صلى الله عليه وآله) مرّة خاصرته وقال : هذه خاصرة مؤمنة .


وفي الدفاع عنه ، ومنع من يريد أذية عمار ، قال(صلى الله عليه وآله) : مَن حقّر عماراً حقّره الله . . . ومَن عادى عماراً عاداه الله . ومن أبغض عماراً أبغضه الله . عمار جلدة بين عيني .

ودخل عمّار على رسول الله(صلى الله عليه وآله)يشكو خالد بن الوليد فقال : يا رسول الله ، لقد حَمش قوماً (ساقهم بغضب) قد صلوا وأسلموا ، ثم وقع بخالد عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وخالد جالس لا يتكلم ، فلما قام عمار وقع به خالد ، فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : مه يا خالد! لا تقع بأبي اليقظان ، فإنه من يُعاده يُعاده الله ، ومن يُبغضه يُبغضه الله ، ومَن يُسفهه يُسفهه الله7 .

وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) . . . ما خير عمار بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما .

. . دم عمار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسّه .

وقال أنس قال(صلى الله عليه وآله) : ثلاثة تُساق إليهم الجنة : علي وعمار وسلمان .

وفي رواية أربعة : علي وعمار وسلمان والمقداد .

وليس هذا قد ورد في فضله فحسب بل كان(صلى الله عليه وآله) يقول للمسلمين : «اهتدوا بهدي عمّار»8 .

عمار وآيات قرآنية :

ذكرت بعض الروايات والأخبار أن هناك آيات قرآنية نزلت في عمار أو في جمع كان عمار أحدهم ، وأن هناك غيرها فسّرت فيه ، ومن هذه الآيات :

* {مَن كفرَ باللهِ من بعد إيمانه إلاّ مَن أُكره وقلبه مطمئِنٌ بالإيمان . . .}9 .

والذي ورد في ذلك أنّه لما جهر عمار وأبواه بإسلامهم ، وعرفت بهم قريش وبنو مخزوم ، عذبوهم أشد العذاب ، وألبسوهم أدراع الحديد ، ثم صهروهم تحت الشمس على أن يتركوا الإسلام وهم يأبون من ذلك . حتى ورد أن عمار ابن ياسر كان يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول . . . فقتلوا أمّه وقتلوا أباه ، وأما عمار فقد أعطى معذِّبيه ما أرادوا منه10 .

ذكر المفسرون أنّ هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر ، وقيل في جماعة أكرهوا وكان عمار أحدهم ، وهم عمار وياسر أبوه وأمّه سمية وصهيب وبلال وخباب عذبوا وقتل أبو عمار وأمّه ، وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ، ثم أخبر سبحانه بذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقال قوم : إن عماراً قد كفر . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : كلا ، إن عماراً ملئ إيماناً من قرنه (فرقه) إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه . فجاء عمار رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يبكي . فقال(صلى الله عليه وآله) : ما وراءَك؟ فقال : شرٌّ يا رسول الله ما تُركتُ حتى نلتُ منك ، وذكرتُ آلهتهم بخير .

فجعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) يمسح عينيه ، ويقول : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ، وفي رواية أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال له بعد أن سمع مقالته : كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان ، قال : إن عادوا فعد11 . وهذا ما اجتمع أهل التفسير عليه12 .

* {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلِموا لنبوئَنهم في الدنيا حسنةً ولأجرُ الآخرة أكبرُ لو كانوا يعلمون}13 .

لم تزل قريش تذيق فريقاً ممّن آمن بالله ورسوله سوءَ العذاب ، فلعلّها تحقق مرادها منهم ، أن يكفروا بمحمد ورسالته ، ويعودوا الى ملتهم الأولى عبادة اللاّت والعزى . . . لكنّ محاولاتها هذه لم تنفعها شيئاً ، إنما الذي حصل هو أن تعذيبها لهم كلّ ما ازداد شدّة وقسوة ازداد معه صمود المعذَّبين ، فقرر هؤلاء الهجرة عن هذه البلاد في أول فرصة لهم ، وهذا ما تمّ بالفعل فهاجروا جميعاً الى حيث هاجر رسول الله(صلى الله عليه وآله)الى المدينة المنورة ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية .

تقول الرواية : كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول ، وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول ، وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين ، وفيهم نزلت هذه الآية . . .14

يقول الشيخ الطبرسي : نزلت في المعذَّبين بمكّة مثل : صهيب وعمار وبلال وخباب وغيرهم مكّنهم الله بالمدينة ، وذكر أن صهيباً قال لأهل مكّة : أنا رجل كبير إن كنت معكم لم ينفعكم ، وإن كنتُ عليكم لم يضركم ، فخذوا مالي ودعوني ، فأعطاهم ماله ، وهاجر الى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال له أبو بكر : ربح البيع يا صهيب . ويروى أن عمر بن الخطاب كان إذا أعطى أحداً من المهاجرين عطاءً ، قال له : خذ هذا ما وعدك الله في الدنيا ، وما أخّره لك أفضل ، ثم تلا هذه الآية15 .

وقال الواحدي في أسبابه : نزلت في أصحاب النبيِّ(صلى الله عليه وآله) بمكة : بلال ، وصهيب ، وخبّاب ، وأبي جندل بن سهيل ، أخذهم المشركون بمكّة فعذبوهم وآذوهم ، فبوأهم الله تعالى المدينة بعد ذلك16 .

لقد بوّأهم الله تعالى مكاناً محموداً بين اخوانهم المسلمين المهاجرين والأنصار ، وجعل لهم ذكرى طيبة تتناقلها ألسنة المؤمنين المجاهدين ، وصاروا قدوة حسنة لكل المجاهدين ضد الطغيان والتعسف ، ولهم بالآخرة جنة الخلد حيث النعيم المقيم . ولا غرابة في ذلك فقد أعطى عمار واخوانه كلّ شيء ، وقدموا أنفسهم رخيصة ، وتحملوا عذاباً ما أقساه وأعظمه! فأعطاهم الله تعالى حسن الدنيا وأجر الآخرة ونعيمها .

* {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا الى ربّهم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه . . .}17 .

لم ينفكّ طغيان قريش وكبرياؤها يلاحق هذه الفئة المؤمنة ، بعد أن عجزت كلّ محاولاتها وأساليبها القذرة في إطفاء نور الرسالة وإخمادها . فبدأوا بأسلوب آخر : أن اطرد يا محمد هؤلاء «عمار وصهيب وبلال وخباب . . .» فنجلس معك وقد نتبعك . كم لهذا الموقف من شبه بموقف قوم نوح حيث قال زعماؤهم وكبراؤهم : {ما نراك اتبعك إلاّ الذين هم أراذلنا بادي الرأي}18 .

فلعلّ هدف مشركي قريش أو بعض المؤلفة قلوبهم لم يكن إلاّ زرع بذرة الشقاق بين محمد وأصحابه ، إذا ما طردهم من مجلسه ليجلس زعماء قريش بدلا منهم ، وكم لهذا الموقف من أثر على نفوسهم وهم يرون معذِّبيهم مقدمين في مجلس رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهم مبعدون عنه ، وكم ستكون ذلتهم كبيرة وقاسية عليهم؟! وهل هذه مكافأتهم ، وهل هذا جزاء صمودهم وثباتهم؟!


وهنا تدخلت السماء لما لهذا الأمر من خطورة ، لتمنع مثل هذه المحاولات ولتقف بحزم إزاءَها ، ولتزيد تكريمها لهذهِ الفئة الرسالية .

روى الثعلبي بإسناده عن عبدالله بن مسعود ، قال : مرّ الملأ من قريش على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعنده صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين ، فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أفنحن نكون تبعاً لهم؟ أهؤلاء الذين منّ الله عليهم؟ اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعناك ، فأنزل الله تعالى : {ولا تطرد . . .} .

وقال سلمان وخبّاب : فينا نزلت هذه الآية ، جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم ، فوجدوا النبيَّ(صلى الله عليه وآله) قاعداً مع بلال وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين فحقروهم ، وقالوا : يا رسول الله لو نحيتَ هؤلاء عنك حتى نخلو بك . فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن يرونا مع هؤلاء الأعبد ، ثم إذا انصرفنا ، فإن شئت فأعدهم الى مجلسك ، فأجابهم النبي(صلى الله عليه وآله) إلى ذلك ، فقالا له : اكتب لنا بهذا على نفسك كتاباً ، فدعا بصحيفة وأحضر علياً ليكتب .

قال : ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل(عليه السلام) بقول : {ولا تطرد الذين يدعون . . .} إلى قوله : {أليس الله بأعلم بالشاكرين} .

فنحّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الصحيفة وأقبل علينا ودنونا منه ، وهو يقول : كتب ربّكم على نفسه الرحمة . فكنا نقعد معه . . .19

وعن عكرمة ، قال : جاء آل شيبة وعتبة ابنا ربيعة ونفرٌ معهما سمّاهم أبو طالب ، فقالوا : لو أن ابن أخيك محمداً يطرد موالينا وحلفاءَنا ، فإنما هم عبيدنا وعُسَفاؤنا20 كان أعظم في صدورنا ، وأطوعَ له عندنا . فأتى أبو طالب النبي(صلى الله عليه وآله)فحدثه بالذي كلموه ، فأنزل الله عزّوجلّ : الآية . قال وكانوا بلالا وعمار ابن ياسر مولى أبي حذيفة بن المغيرة ، وسالماً مولى أبي حذيفة بن عتبة ، وصُبيحاً مولى أسيد ، ومن الحلفاء ابن مسعود ، والمقداد بن عمرو وغيرهم 21 .

* {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه . . .}22 .

. . . فكنا «سلمان وخباب وعمار . . .» نقعد معه ، فإذا أراد أن يقوم ، قام وتركنا ، فأنزل الله عزّوجلّ {واصبر نفسك . . .} قال : فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبتنا تمسّ ركبته ، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم ، وقال لنا : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن اصبر نفسي مع قوم من أمتي ، معكم المحيا ومعكم الممات . . .23

ويذكر الطبرسي رواية أخرى في تفسيره للآية من سورة الكهف : نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله)وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاؤوا الى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهم عيينة بن الحصين والأقرع بن حابس وذووهم ، فقالوا : يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء روائح صنانهم ، وكانت عليهم جبات الصوف ، جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك ، فلا يمنعنا من الدخول عليك إلاّ هؤلاء ، فلما نزلت الآية قام النبيّ(صلى الله عليه وآله)يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عزّوجلّ ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني . . .24

وهناك آيات أخر قال بعضهم : إنها في عمار نزولا أو تفسيراً ، منها :

* {أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه}25 .

وهو قول ابن عباس ومقاتل عن26 أبي بكر بن عياش27 .

* { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} قال ابن عياش أيضاً : عمار {والذين لا يعلمون }مواليه بنو المغيرة28 .

*{ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلاّ قليل منهم}29 .

القليل هم عبدالله بن مسعود وعمار ابن ياسر ، وهو قول عكرمة . وفي مجمع البيان : {إلا قليل منهم} قيل : إن القليل الذي استثنى الله هو ثابت بن قيس بن شماس ، وقيل هو جماعة من أصحاب رسول الله ، قالوا : والله لو أمرنا لفعلنا ، فالحمد لله الذي عافانا ، ومنهم عبدالله ابن مسعود وعمار بن ياسر ، فقال النبي(صلى الله عليه وآله) : إن من أمتي رجالا الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي30 .

*{ ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدّهم من الأشرار}31 .

قال مجاهد : يقول أبو جهل في النار : أين عمّار ، أين بلال؟

وقيل : نزلت في أبي جهل والوليد ابن المغيرة وذويهما يقولون : ما لنا لا نرى عمّاراً وخباباً وصهيباً وبلالا ، الذين كنا نعدهم في الدنيا من جملة الذين يفعلون الشرّ والقبيح ولا يفعلون الخير؟!32

* {أفمن يُلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة}33 .

عن عكرمة : أنها نزلت في عمار بن ياسر ، (وهو الذي يأتي آمناً يوم القيامة) وفي أبي جهل (الذي يُلقى في النار) .

*{ أومَن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}34 .

عن عكرمة : في أبي جهل وعمار (صاحب النور) .

* {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}35 .

فعن ابن عباس : بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله)خالد بن الوليد بن المغيرة في سرية ـ قال : ومعه في السرية عمّار بن ياسر ـ الى حيّ من قريش ، أو من قيس ، حتى إذا دنَوا من القوم جاءهم النذير فهربوا ، وثبت رجل منهم ، كان قد أسلم هو وأهل بيته ، فقال لأهله : كونوا على رجل حتى آتيكم . قال : فانطلق حتى دخل في العسكر ، فدخل على عمار بن ياسر ، فقال : يا أبا اليقظان ، إني قد أسلمت وأهل بيتي ، فهل ذلك نافعي أم أذهب كما ذهب قومي؟ قال : فقال له عمار : أقم ، فأنت آمن . قال : فرجع الرجل فأقام ، وصبحهم خالد بن الوليد ، فوجد القوم قد أنذروا ، وذهبوا ، فأخذ الرجل ، فقال له عمار : إنّه ليس لك على الرجل سبيل ، إنّي قد أمّنته ، وقد أسلم ، قال : وما أنت وذاك؟ أتجير عليَّ وأنا الأمير؟! قال : نعم ، أُجير عليك ، وأنت الأمير ، إنّ الرجل قد أسلم ، ولو شاء لذهب كما ذهب قومه ، قال : فتنازعا في ذلك حتى قدما المدينة ، فاجتمعا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)فذكر عمار للنبيِّ(صلى الله عليه وآله) الذي كان من أمر الرجل ، فأجاز أمان عمار ، ونهى يومئذ أن يُجير رجلٌ على أمير ، فتنازع عمار وخالد عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتى تشاتما . فقال خالد : أيشتمني هذا العبد عندك؟ أما والله لولاك ما شتمني .

قال: فقال نبيّ الله(صلى الله عليه وآله) : كُفَّ يا خالد عن عمّار ، فإنّه مَن يبغض عماراً يبغضه الله عزّوجلّ ، ومن يلعن عماراً يلعنه الله ، قال : وقام عمار فانطلق ، فاتبعه خالد وأخذ بثوبه ، فلم يزل يترضاه حتى رضي عنه ، قال : وفيه نزلت : { . . . فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول . . .} الآية36 .

يتبع
__________________
أم رسول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس