[مواليه لامير المومنين ع]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أخواتي وأحبتي : عظم الله أجوركم بأيام وليالي الحسين عليه السلام الأليمة وأحسن لكم العزاء بمصابه الجلل الذي أبكى الحجر والمدر وفطر القلوب النابضة بمودته لتنزف بدماء الحسرة على ما جرى عليه من جريمة بشعة أرتكبتها أمة تدعي إيمانها برسالة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وتعصيه في ريحانته وكأنها لم تسمع قوله فيه ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً )

تعساً لها من أمة قابلت وصية نبيها في سبطه الذي هو قطعة منه بالعصيان وكافأته على رسالته بذبح ابن بنته وحبيب قلبه والذي أوصاها به خيراً وأمرها بأن توده وتتولاه لا أن تجور عليه وتفعل به أبشع وأعظم الجرائم التي لم ولن تتكرر على مر الزمان ، ألم تعلم تلك الأمة البائسة بأن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وإمام الحق والداعي إلى الرشاد وأن من أمرها بقتله إمام للضلال وعبد للهوى فسق عن أمر ربه بانتباعه لنفسه السيئة وهواه المزين له الدرهم وحب الدنيا في فكان بذلك لله عدواً وللشيطان ولياً

بئس الأمة هي تلك التي حادت عن نهج الأولياء وسلكت طريق الضلال بتوليها لسلطان البغي الجور وابن الطلقاء
أخوتي : إعذروني على قلة كتاباتي في هذه الأيام وإن كنت قد وعدتكم بأن أخط بقلمي الذي أبدى استعداده لطبع حروف الألم وكلمات الأسى وسطور الحزن على مصاب سليل الهدى ومصباح الدجى وسفينة النجاة وأبي الأحرار لكن ما أبعدني عنكم ضيق الوقت والذي أقضي جله في مآتم سيد الشهداء عليه السلام ، لكني وإن ابتعدتُ فسأقترب وإن هجرت فلا بد لي من العودة إليكم لأطيب وأزين نفسي وفكري بتواصلي بكم فالفرصة وإن كانت ضئيلة للقائكم في هذه العشرة المباركة إلا أنها تقترب مني لتقربني بكم من خلال تدوين ما يجول في خاطري من ألم وحسرة وندب وصرخة على مصاب الحسين عليه السلام ملتسماً بذلك العذر والسماح منكم على التقصير وقلة الرد على تعليقاتكم فذلك والله لم يكن تكبراً مني ولكن وكما أسلفت ضيق الوقت هو ما حرمني من طيب الرد على جمال ما تسطرون وزينة ما تبصمون ، ولا يسعني في الختام إلا أن أدعو الله أن يتقبل عزاءكم ويُثيبكم الأجر العظيم بجاه صاحب هذه الليالي والأيام الإمام الحسين وصحبه الطيبين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين


صــ آل محمد ــداح