بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى ابيها وبعلها وبنيها والسرالمستودع فيها
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين
وعلى اخيه وحامل لوائه وساقي العطاشه ابا الفضل العباس
وعلى اخته وشريكته في المصاب ام الحزن زينب
وعلى اصحاب الحسين وعلى انصار الحسين
الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الاسدي
حبيب ابن
مظاهر الاسدي هو أحد أصحاب الامام
الحسين (
ع) هو أحد
شهداء كربلاء في يوم
عاشوراء و كان من أصحاب
الإمام علي (ع) وأصفيائه.. بالاضافه انه راى رسول (
صل الله عليه واله )وسمع حديثه
و هكذا كان
حبيب رضوان
الله عليه من هذه الطبقة العالية، ومن الغريب أن ينجو من المغير بن شعبة وزياد بن أبيه وهما في استقصائهما واستئصالهما أصحاب
الإمام علي ( ع) والفتك بهم، ولعل شخصيته وزعامته كانت السبب في حمايته.
لازم
حبيب الإمام علي ( ع) طيلة خلافته وتخرج من مدرسته الكبرى، وحمل عنه علوماً جمة، ويكفي في فضله أن يكون عداده مع هؤلاء الأجلاء وهم سادة المسلمين علماً وعملاً.
حبيب ابن مظاهر كان كسير القلب لأنه لم يتمكن من معرفة الأمور على حقيقتها و المكان الذي يتواجد فيهه الامام الحسين ( ع)فقد نُشرت إشاعات مُتضاربة بين الناس و لم يُعرف واقع الأًمور.
لما عزم الامام الحسين ( ع) على ما أقدم عليه أخذ يمهد بالخطب مرة، وبدعوة بعض رجالات المسلمين أخرى، فقد بث رسله لدعوة من يتوسّم فيه الاستجابة إلى نصرته ومؤازرته حتى قُتل له ( عليه السلام ) أكثر من رسول.
ومن أولئك النفر الذين راسلهم (
عليه السلام) ودعاهم إلى نصرته
حبيب بن
مظاهر (رضوان
الله عليه)، وكتابه (
عليه السلام ) إلى
حبيب يصور لنا شخصية
حبيب وسمو مقامه عند
أهل البيت ( ع) من شهادة الامام
الحسين (
ع) له بالفقاهة.
ذكر الشيخ الدربندي (رحمه الله) الرسالة التالية:
من الحسين بن علي بن ابي طالب الي الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر الاسدي اما بعد فانت تعلم قرابتنا من رسول الله ( صل الله عليه واله )
وانت اعرف منا من غيرك وانت ذو شيمة وغيرة فلا تبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول اللهه (صل الله عليه واله ) يوم القيامه
لما وصلت الرسالة في الرابع من
مُحرم إلى
حبيبالذي كان جالساُ مع زوجته و ابنه قبّل
حبيبالرسالة و الدموع تنهمر من عينيه. لما سألته زوجته عن السبب عبر لها عن استغرابه و تعجبه من أناس يتعطشوا لقتل حفيد تبيهم الذي يرددون اسمه كل يوم في صلاتهم.
طلب حبيب من خادمه أن يأخذ حصانه إلى خارج المدينة و أن يجيب أنه أخذه للرعي في حال سُئل عن ما يفعل.
عند صلاة العصر استغل حبيب تواجد معظم الناس في المسجد و تسلل من الكوفة إلى حيث كان فرسه و التحق الامام
الحسين (ع)في
كربلاء الذي استقبله استقبالاً حارّاً.
و يُروى أن حبيباً لما وصل إلى الامام
الحسين (
ع)ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه ، قال الامام
الحسين (
ع): إن ههنا حياً من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك ، لعل
الله أن يهديهم ويدفع بهم عنك.
ا
فأذن له الامام
الحسين (
ع)فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم ، وقال في كلامه : يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه ، هذا
الحسين بن
علي أمير المؤمنين وابن
فاطمة الزهراءبنت
رسول الله ( صل الله عليه واله) قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين ، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه ، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة
رسول الله ( صل الله عليه واله ) فيه ، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم
الله شرف الدنيا والآخرة ، وقد خصصتكم بهذه المكرمة ، لأنكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحما . فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال : شكر
الله سعيك يا أبا القاسم ، فو
الله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب ، أما أنا فأول من أجاب ، وأجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع
حبيب، وانسل منهم رجل فأخبر
عمر ابن سعد ، فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم ، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منازلهم .
وعاد حبيب إلى الامام الحسين ( ع) فأخبره بما كان . فقال ( عليه السلام ) : وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .ا
ولمَّا أصبح الامام
الحسين (
ع)يوم
عاشوراء عبَّأ أصحابه بعد صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، فجعلَ
زُهَير بن القين في ميمنة أصحابه
حبيب بن
ظاهر في ميسرة أصحابه ، وأعطَى رايتَه
العبَّاسَ أخَاهُ (
عليه السلام ) .
ولمَّا رمَى
عمر ابن سعد بسهمٍ نحو الامام
الحسين (
ع)ارتَمَى الناس وبدأ القتال ، وحينما صُرع
مسلم بن عوسجة الأسدي ، مشى إليه الامام
الحسين (
ع)و
حبيب بن
مظاهر الاسدي ، فَدَنا منه
حبيب فقال : عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم ، أبشِرْ بالجنَّة .
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشَّرَكَ الله بخير .
فقال له حبيب : لولا أنِّي أعلم أنِّي في أثرك ، لاحِقٌ بك من ساعتي هذه ، لأحببتُ أن توصيَني بكلِّ همِّك حتَّى أحفظك في كلِّ ذلك .
فقال له مسلم : بل أنا أوصِيكَ بِهَذا رحمَكَ الله - وأهوى بيده إلى الامام الحسين ( ع)- أن تموتَ دونه .
فقال له حبيب: أفعلُ ورَبُّ الكعبة .
وقاتل حبيب قتالاً شديداً ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني ، من بني عقفان من خزاعه ، فضربه حبيب بالسيف فقتله .
وحمل عليه آبر من بني تميم فطعنه ، فوقع
حبيب ( رضوان
الله عليه ) ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف ، فوقع ونزل إليه التميمي آبر فاحتزَّ رأسه .
روى أبو مخنف : حدَّثني محمد بن قيس قال : لمَّا قُتل حبيب بن مظاهرا هَدَّ ذلك الامام الحسين ،
وقال : عندالله احتسب نفسي وحماة اصحابي
وفي رواية أُخرى: الله درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القران في ليلة واحدة
عظم الله لكم الاجر