بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ
(( الإمام علي بن موسى الرضا (ع)
الإمام الرضا (ع) في سطور
الاسم: علي (ع) .
الأب: الإمام الكاظم (ع) .
الأم: نجمة، وفي المناقب: أمه أم ولد يقال لها (سكن النوبية)، ويقال: (خيزران المرسية) ويقال: (نجمة رواه) ميثم، ويقال: (صقر) وتسمى (أروى أم البنين)، ولما ولدت الرضا (ع) سماها (الطاهرة).
الكنية: أبو الحسن، والخاص أبو علي.
الألقاب: الرضا ، الصابر، الفاضل، الرضي، قرة عين المؤمنين، سراج الله، نور الهدى، كفو الملك، رب السرير، والصديق.
نقش الخاتم: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) .
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: الخميس 11/ ذي القعدة / 148هـ(6)، أو يوم الجمعة، وقيل: يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 153هـ(7) وروى الإربلي: أما ولادته (ع) ففي حادي عشر ذي الحجة سنة 153هـ بعد وفاة جده أبي عبد الله جعفر (ع) بخمس سنين.
مدة العمر الشريف: 49 سنة.
مدة الإمامة: عشرون سنة.
مكان الشهادة: خراسان.
زمان الشهادة: آخر شهر صفر 203 هجرية، وقيل 202هجرية.
القاتل: المأمون العباسي.
وسيلة القتل: العنب المسموم، وفي كشف الغمة: ماء الرمان ، المسموم.
المدفن: أرض طوس بخراسان حيث مزاره الآن، في القبة التي فيها هارون إلى جانبه مما يلي القبلة .
الإمام الصادق (ع) يصفه
عن يزيد بن سليط في حديث عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال مشيراً إلى أولاده: «هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى موسى بن جعفر (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم...».
ثم قال: «يخرج الله عزوجل منه غوث هذه الأمة وغياثها، وعلمها ونورها، وفهمها وحكمها، وخير مولود وخير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويأتمر به العباد، خير كهل وخير ناشئ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه».
الولادة المباركة
عن السيدة نجمة (ع) والدة الإمام الرضا (ع) أنها قالت: «لما حملت بابني لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني، فيفزعني ذلك، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (ع) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك.
فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات وحنكه به، ثم رده إليّ فقال: خذيه فإنه بقية الله في أرضه».
من كراماته ومعجزاته (ع)
ولاية العهد
إن المأمون العباسي لما رأى ضعف الدولة العباسية لكثرة الحروب الداخلية، ولمعرفة الناس بأن بني العباس قد غصبوا الخلافة التي هي حق آل محمد وأهل بيته الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) ورأى المكانة الكبيرة التي يمتاز بها الإمام الرضا (ع) خاف على ملكه، فأخذ يحتال للسيطرة على الأمور، حيث لم يكن بإمكانه أن يسجن الإمام (ع) ويقتله كما سجن أبوه هارون العباسي من قبل الإمام موسى بن جعفر (ع) .
فرأى أفضل طريقة للسيطرة على الأمور هو أن يتظاهر بحب أهل البيت (ع) وحب الإمام الرضا (ع) ، ويدعو الإمام إلى خراسان ويعرض عليه الخلافة، فإذا لم يقبل أجبره على قبول ولاية العهد، ثم يقضي على الإمام (ع) بالسم، فتلتبس الأمور على الناس.
فدعا المأمون الإمام (ع) إلى خراسان وأجبره على الخروج من المدينة، فأخذ الإمام (ع) يودع أهله وعياله ويبكي ويقول: هذا سفر لا رجعة فيه والملتقى يوم القيامة عند الله عزوجل.
فلما وصل الإمام الرضا (ع) إلى خراسان عرض المأمون عليه السلطة فلم يقبل الإمام (ع) بذلك، ثم عرض عليه ولاية العهد فلم يقبل أيضا.
فأجبر الإمام (ع) وهدده بالقتل!.
فرضي الإمام (ع) كارهاً لذلك، وشرط على المأمون شروطاً أدت إلى فضح المأمون وكشفت عن حيلته وخداعه للناس، حيث شرط الإمام (ع) أن لايتدخل في أي أمر حكومي، ولا ينصب أحداً، ولا يعزل شخصاً أبداً، إلى غير ذلك من الشروط، وكانت النتيجة في صالح الإمام (ع) وقد عرف الناس أن الحق في مذهب أهل البيت (ع) دون غيره.
في طريقه (ع) إلى خراسان
قد مر الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في سفره إلى خراسان على العديد من البلاد التي وقعت في طريقه، وكان الناس يجتمعون حوله لكي يستضيئوا بنور وجهه ويهتدوا بهديه، ويروا ملامح رسول الله (ص) في وجهه المشرق، وكانوا يطلبون منه أن يحدثهم بحديث عن رسول الله (ص) وآبائه الأطهار (ع) .
فلما وصل الإمام (ع) إلى نيسابور، اجتمع عنده عشرات الآلاف وعد من المحابر أربع وعشرون ألفاً ... فحدثهم بحديث (سلسلة الذهب)،
وقال (ع) :
«حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم ? قال:
حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ? قال:
حدثني أبي محمد بن علي الباقر ? قال:
حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين ? قال:
حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء ? قال:
حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) شهيد أرض الكوفة قال: حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله (ص) قال:
حدثني جبرئيل (ع) قال: سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول:
كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي».
فقال الراوي: صدق الله وصدق جبرئيل وصدق رسول الله (ص) وصدق الأئمة? .
ثم قال (ع) : بشروطها، وأنا من شروطها» .
في شهادته (ع) مسموماً
عن أبي الصلت الهروي قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) إذ قال لي: «يا أبا الصلت أدخل هذه القبة التي فيها قبر هارون فأتني بتراب من أربع جوانبها».
قال: فمضيت فأتيت به.
فلما مثلت بين يديه قال لي: «ناولني من هذا التراب» وهو من عند الباب، فناولته فأخذه وشمه ثم رمى به.
ثم قال: «سيحفر لي ههنا قبر وتظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها».
ثم قال في الذي عند الرجل والذي عند الرأس مثل ذلك.
ثم قال: «ناولني هذا التراب فهو من تربتي».
ثم قال: «سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل وأن يشق لي ضريحة فإن أبوا إلا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإن الله عز وجل سيوسعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنك ترى عند رأسي نداوة، فتكلم بالكلام الذي أعلمك فإنه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً فتفتت لها الخبز الذي أعطيك فإنها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شيء ثم تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء وتكلم بالكلام الذي أعلمك، فإنه ينضب ولا يبقى منه شيء ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون..
ثم قال (ع) : «يا أبا الصلت، غداً أدخل إلى هذا الفاجر فإن خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني».
قال أبو الصلت: فلما أصبحنا من الغد لبس (ع) ثيابه وجلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب الأمير.
فلبس (ع) نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عنب، وأطباق فاكهة بين يديه وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.
فلما بصر المأمون بالرضا (ع) وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود، وقال: يا ابن رسول الله هل رأيت عنباً أحسن من هذا؟
فقال الرضا: «ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنة».
فقال له: كل منه.
فقال له الرضا (ع) : «أو تعفيني منه؟».
فقال: لابد من ذلك، ما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء؟ فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله..
فأكل منه الرضا (ع) ثلاث حبات ثم رمى به وقام.
فقال له المأمون: إلى أين؟
قال: «إلى حيث وجهتني».
وخرج (ع) مغطى الرأس، فلم أكلمه حتى دخل الدار، ثم أمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام على فراشه..
فمكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (ع) ، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟
فقال: «الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق».
فقلت له: ومن أنت؟
فقال لي: «أنا حجة الله عليك، يا أبا الصلت أنا محمد بن علي».
ثم مضى نحو أبيه (ع) فدخل، وأمرني بالدخول معه، فلما نظر إليه الرضا (ع) وثب إليه وعانقه، وضمه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثم سحبه سحباً إلى فراشه، وأكبّ عليه محمد بن علي (ع) يقبّله ويساره بشيء لم أفهمه، ورأيت على شفتي الرضا (ع) زبداً أشد بياضاً من الثلج، ورأيت أبا جعفر يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبه وصدره، فاستخرج منها شيئاً شبيهاً بالعصفور فابتلعه أبو جعفر، وقضى الرضا (ع) .
فقال أبو جعفر (ع) : «قم يا أبا الصلت فائتني بالمغتسل والماء من الخزانة».
فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.
فقال: «ائتمر بما آمرك به».
فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء، فأخرجته وشمرت ثيابي لأغسله معه، فقال لي: «تنح يا أبا الصلت، فإن لي من يعينني غيرك»، فغسله.
ثم قال لي: «ادخل الخزانة فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه».
فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة، فحملته إليه، فكفنه وصلى عليه، ثم قال: «ائتني بالتابوت».
فقلت: أمضي إلى النجار حتى يصلح تابوتاً.
قال: «قم، فإن في الخزانة تابوتاً».
فدخلت الخزانة فإذا فيه تابوتاً لم أر مثله [ لم أره قط ]، فأتيته فأخذ الرضا (ع) بعد أن كان صلى عليه، فوضعه في التابوت وصف قدميه، وصلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت وانشقّ السقف، فخرج منه التابوت ومضى.
فقلت: يا ابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا (ع) فما أصنع؟
فقال: «اسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبي يموت في المشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا جمع الله عزوجل بين أرواحهما وأجسادهما».
فما تم الحديث حتى انشق السقف ونزل التابوت، فقام (ع) فاستخرج الرضا (ع) من التابوت ووضعه على فراشه، كأنه لم يغسل، ولم يكفن، وقال: «يا أبا الصلت، قم فافتح الباب للمأمون».
ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً! قد شق جيبه ولطم رأسه! وهو يقول: يا سيداه، فجعت بك يا سيدي، ثم دخل وجلس عند رأسه، وقال: خذوا في تجهيزه، وأمر بحفر القبر.
فحضرت الموضع وظهر كل شيء على ما وصفه الرضا (ع) ، فقال بعض جلسائه: ألست تزعم أنه (ع) إمام.
قال: نعم، قال: لا يكون إلا مقدم الرأس، فأمر أن يحفر له في القبلة.
فقلت: أمرني أن أحفر له سبع مراقي، وأن أشق له ضريحه.
فقال: انتهوا إلى ما يأمركم به أبو الصلت، سوى الضريحة، ولكن يحفر ويلحد، فلما رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا (ع) يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته.
وهذه بعض أقواله عليه السلام
(( العقل والجهل ))
قال الإمام الرضا (ع) : «صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله».
مما يبغضه الله
وقال (ع) : «إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال».
كيف أصبحت
وقيل له (ع) كيف أصبحت؟
فقال (ع) : «أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا».
الرضى بالقليل
وقال (ع) : «من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل».
من بكى علينا
وقال (ع) : «من تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
البكاء على الحسين (ع)
وقال (ع) : «فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام».
ثم قال (ع) : «كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّامٍ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين (ع) » .
زيارة قبر أبي (ع)
وقال (ع) : «من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول اللّه (ص) وقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إلا أنّ لرسول اللّه ولأمير المؤمنين (صلوات الله عليها) فضلهما».
مما ينفي الفقر
وقال (ع) : «إسراج السّراج قبل أن تغيب الشّمس ينفي الفقر».
دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،،
نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء
تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي