اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تتمة ل :: الزنى ::
اللواط
قال سبحانه;
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا
مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ, إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً
مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ
إلى قوله تعالى;
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُجْرِمِينَ
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا
حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ
وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي
كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ
سَوْءٍ فَاسِقِينَ
أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ
قَوْمٌ عَادُونَ
قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ
قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ
رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ
إلى قوله سبحانه عزّ وجلّ;
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ
وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء
بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم
بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي
نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ...
إلى قوله تعالى;
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء
بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
عن المفضل قال : سالت أبا عبدالله عليه السلام
عن العشق قال:
قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حب غيره
عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله:
تعوذوا بالله من حب الحزن.
عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن أخوف ما أتخوف على امتي من بعدي
هذه المكاسب المحرمة، والشهوة الخفية،
والربا.
عن أبي عبد الله ((ع; ماكان في شيعتنا فلايكون
فيهم ثلاثة أشياء;
١- لايكون فيهم من يسأل بكفّه.
٢- ولافيهم بخيل.
٣- ولايكون فيهم من يؤتى في دبره.
عن أبي بصير قال; سمعت أبا عبد الله ((ع يقول;
ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم
ولايزكيهم ولهم عذاب أليم;
الناتف شيبه, والناكح نفسه والمنكوح في دبره.
ُسئل أمير المؤمنين ((ع عن أول من عمل عمل قوم لوط
فقال; إبليس, فأنه أمكن من نفسه.
عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام أن عليا " عليه السلام
كان يقول في اللوطي:
إن كان محصنا " رجم، وإن لم يكن محصنا " جلد الحد.
عن الصادق عليه السلام،
عن آبائه عليهم السلام أن عليا " عليه السلام كان يقول:
حد اللوطي مثل حد الزاني، إن كان محصنا " برجم،
وإن كان عزبا " جلد مائة ويجلد الحد
من يرم به بريئا "
عن الرضا سلام الله عليه;
علة تحريم الذكران للذكران والإناث للإناث لما
ركب في الإناث وما طبع عليه الذكران،
ولما في إتيان الذكران الذكران والإناث الإناث
من انقطاع النسل، وفساد التدبير وخراب الدنيا.

عن علي عليهم السلام أنه رأى رجلا "
به تأنيث في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وآله فقال له:
اخرج من مسجد رسول الله يا من لعنه رسول الله،
ثم قال علي عليه السلام:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الله
عليه وآله يقول:
لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات
من النساء بالرجال.
وفي حديث آخر:
أخرجوهم من بيوتكم فإنهم أقذر شئ .
عن علي عليه السلام قال:
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا "
في المسجد حتى أتاه رجل به تأنيث فسلم
عليه فرد عليه،
ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وآله في الأرض
يسترجع، ثم قال:
مثل هؤلاء في أمتي أنه لا يكون مثل هؤلاء في أمة
إلا عذبت قبل الساعة
أن الدبر المنكوح لايجلس على
أريكة الجنة وأستبرقها
جاء رجلٌ إلى الباقر (ع) فقال له :
يا ابن رسول الله !.. إني ابتليت ببلاءٍ فادع الله عزّ
وجلّ ، فقيل له : إنه يؤتى في دبره ، فقال (ع) :
ما أبلى الله أحداً بهذا البلاء وله فيه حاجةٌ ،
ثمّ قال (ع) :
قال الله عزّ وجلّ : وعزّتي وجلالي لا يقعد على
استبرقها وحريرها مَن يُؤتى في دبره .
قال أمير المؤمنين (ع):
ما أمكن أحدٌ من نفسه طائعاً يُلعب به،
إلاّ ألقى الله عليه شهوة النساء .
رُفع إلى عمر أنّ عبداً قتل مولاه ،
فأمر بقتله، فدعاه علي (ع) فقال له: أقتلت مولاك ؟..
قال: نعم، قال (ع) : فلِمَ قتلته ؟.. قال: غلبني على نفسي، وأتاني في ذاتي،
فقال (ع) لأولياء المقتول:
أدفنتم وليّكم ؟.. قالوا: نعم ، قال (ع): ومتى دفنتموه ؟..
قالوا: السّاعة، قال (ع) لعمر: احبس هذا الغلام،
فلا تحدث فيه حدثاً حتّى تمرّ ثلاثة أيّام،
ثمّ قل لأولياء المقتول: إذا مضت ثلاثة أيّام فاحضرونا.
فلمّا مضت ثلاثة أيّام حضروا، فأخذ عليّ (ع) بيد عمر
وخرجوا ثمّ وقف على قبر الرّجل المقتول،
فقال لأوليائه: هذا قبر صاحبكم ؟.. قالوا: نعم،
قال (ع): أحضروا !.. فحضروا حتّى انتهوا إلى اللّحد،
فقال (ع): أخرجوا ميّتكم، فنظروا إلى أكفانه في اللّحد
ولم يجدوه فأخبروه بذلك.
فقال عليّ (ع) : الله أكبر ، الله أكبر !..
والله ما كذبت ولا كُذبت، سمعت رسول الله (ص) يقول:
مَن يعمل من أُمتي عمل قوم لوط ثمّ يموت على ذلك،
فهو مؤجّل إلى أن يُوضع في لحده،
فإذا وضع فيه لم يمكث أكثر من ثلاث حتّى تقذفه
الأرض إلى جملة قوم لوط المهلكين، فيُحشر معهم.
قرىء عند الصادق (ع) آيات من هود،
فلمّا بلغ { وأمطرنا عليهم حجارة من سجّيل
مسوّمة عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد }
فقال (ع): مَن مات مصرّاً على اللّواط فلم يتب،
يرميه الله بحجرٍ من تلك الحجارة يكون فيه منيّته
ولايراه أحد.

قال النبيّ (ص): لمّا عمل قوم لوط ما عملوا،
بكت الأرض إلى ربّها حتّى بلغ دموعها إلى السماء،
وبكت السماء حتّى بلغ دموعها العرش،
فأوحى الله إلى السماء: أن أحصبيهم !..
وأوحى إلى الأرض : أن اخسفي بهم.
قال النبيّ (ص): مَن قبّل غلاماً من شهوة،
ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نار.
قال الصادق (ع): إنّ الله تعالى جعل شهوة المؤمن
في صلبه، وجعل شهوة الكافر في دبره.
يُعتبر اللِّواط في الشريعة الإسلامية من أشنع المعاصي
و الذنوب و أشدها حرمةً و قُبحاً و هو من الكبائر التي
يهتزُّ لها عرش الله جَلَّ جَلالُه، و يستحق مرتكبها
سواءً كان فاعلاً أو مفعولاً به القتل،
و هو الحد الشرعي لهذه المعصية في الدنيا
إذا ثبت إرتكابه لهذه المعصية بالأدلة الشرعية
لدى الحاكم الشرعي، و في الآخرة يُعذَب في نار جهنم
إذا لم يتُب مقترف هذا الذنب العظيم من عمله.
فقد رَوى أبو بكر الْحَضْرَمِيِّ عَنْ الإمام جعفر بن محمد
الصَّادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ): " مَنْ جَامَعَ غُلَاماً
جَاءَ جُنُباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنَقِّيهِ مَاءُ الدُّنْيَا
وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ جَهَنَّمَ
وَ سَاءَتْ مَصِيراً " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الذَّكَرَ لَيَرْكَبُ الذَّكَرَ فَيَهْتَزُّ الْعَرْشُ لِذَلِكَ،
وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُؤْتَى فِي حَقَبِهِ فَيَحْبِسُهُ اللَّهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ
حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى جَهَنَّمَ
فَيُعَذَّبُ بِطَبَقَاتِهَا طَبَقَةً طَبَقَةً حَتَّى يُرَدَّ إِلَى أَسْفَلِهَا
وَ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا " .
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ:
" حُرْمَةُ الدُّبُرِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْفَرْجِ
إِنَّ اللَّهَ أَهْلَكَ أُمَّةً بِحُرْمَةِ الدُّبُرِ، وَ لَمْ يُهْلِكْ أَحَداً
بِحُرْمَةِ الْفَرْجِ " .
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أنهُ قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) :
" اللِّوَاطُ مَا دُونَ الدُّبُرِ، وَ الدُّبُرُ هُوَ الْكُفْرُ " .
كيف يثبُت اللواط ؟
يثبُت اللواط الموجب للحد بالطرق التالية :
1. اقرار الفاعل أو المفعول أربع مرات بشرط
أن يكون عاقلاً بالغاً مختاراً، كما هي الحال في الزنى.
2. شهادة أربعة رجال عدول، و لا تقبل شهادة النساء
اطلاقاً ، لا منضمات و لا منفردات، و إذا انتفت البينة
و الاقرار فلا يمين على من أنكر.
3. عِلْمُ الحاكم، فانه يقيم الحدَّ على الفاعل و المفعول
إذا قبضهما بالجُرم المشهود، تماماً كما هي في الزاني
و الزانية. قال صاحب الجواهر و المسالك :
" لأن علم الحاكم أقوى من البينة ".
حد اللواط
اتفق الفقهاء على أن حد اللواط على الفاعل
و المفعول القتل، فيما لو دخل القضيبُ أو شيء
منه في الدُبُر، و كان كل من الفاعل و المفعول
عاقلاً بالغاً مختاراً، و لا فرق بين أن يكون كلاً منهما
مُحْصَناً أو غير مُحْصَن، أو مسلماً أو غير مسلم.
كيفية إجراء الحد
ذهب المشهور إلى أن الحاكم مخيَّرٌ بين أن يضربه
بالسيف، أو يحرقه بالنار، أو يلقيه من شاهق
مكتوف اليدين و الرجلين، أو يهدم عليه جداراً،
و له أيضاً أن يجمع عليه عقوبة الحرق و القتل،
أو الهدم و الإلقاء من شاهق.
التوبة من اللواط
إذا تاب مرتكب اللواط قبل أن تقوم عليه البينة
سقط عنه الحد فاعلاً كان أو مفعولاً، و إذا تاب بعدها
لم يسقط عنه الحد .
أما إذا أقرَّ باللواط ثم تاب، كان الخيار في العفو
و عدمه للامام.
روي أنّ رجلاً أتى أمير المؤمنين (ع) فقال:
يا أمير المؤمنين !.. خذُ حدّ الله في جنبي ،
فقال له أمير المؤمنين (ع) : ماذا صنعت ؟..
فقال: لطت بغلام ، فقال له
أمير المؤمنين (ع): لم توقب ؟.. قال: بل أوقبت يا أمير المؤمنين !.. فقال له: اختر من إحدى ثلاث:
ضرباً بالسيف أخذ منك ما أخذ، أم هدم جدار عليك،
أو حرقاً بالنار.
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين !..
وأيّها أشدُّ تمحيصاً لذنوبي ؟..
فقال عليّ (ع) : الحرق بالنار،
فقال: إني قد اخترته .
فقال (ع) : يا قنبر !.. أضرم ناراً، فأضرم له ناراً،
فقال : يا أمير المؤمنين !.. أتأذن لي أن أُصلي
ركعتين واُحسن ؟..
فقال أمير المؤمنين (ع) : صلّ !..
فتوضّأ الرجل وأسبغ ثمّ صلّى ركعتين وأحسن،
فلمّا فرغ من صلاته سجد سجدة الشكر،
وجعل يبكي في سجوده ويدعو ويقول:
" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك !..
مذنبٌ خاطئٌ، ارتكبت في ذنبي كيت وكيت،
وقد أتيت حجّتك في أرضك وخليفتك في بلادك،
وكشفت له عن ذنبي، فعرّفني أنّ تمحيص ذلك
في إحدى ثلاث خصالٍ:
ضرباً بالسيف، أو هدم جدار، أو حرقاً بالنار ..
اللهم وقد سألته عن أشدّها تمحيصاً لذنبي،
فعرّفني أنّه الحرق بالنار !..
اللهم وإنّي قد اخترته !.. فصلِّ على محّمد وآل محّمد،
فاجعله تمحيصاً لي في النار ".
فبكى أمير المؤمنين (ع) ثمّ التفت إلى أصحابه فقال:
مَن أحبّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنّة فلينظر
إلى هذا،
ثمّ قال (ع) له :قم يا هذا الرجل !.. فقد غفر الله لك ذنبك،
ودرأ عنك الحدّ .
فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين !..
فحدّ الله من جنبه لا تقيمه ؟..
قال (ع) : الحدُّ الّذي عليه هو للإمام ، فإن شاء أقامه،
وإن شاء وهبه.
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
ولكمال البر والأحسان
وعموم طاعة الرحمن.
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
ونسالكم صالح الدعاء,,,