الموضوع
:
دورة حياتي صلاتي ,,
عرض مشاركة واحدة
13-11-2012, 10:49 PM
#
15
من أنصار حجة الله
●• ربي اجعلني من المصلين•●
تاريخ التسجيل: Jun 2012
الدولة: جنة مولاي المهدي
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى:
0
رد: دورة حياتي صلاتي ,,
الجزء الثاني ,,
لمــــــــاذا العبـــــــادة ؟
العبادة والعبودّية هما فلسفة خلق الإنسان ، فقد جاء في القرآن الكريم
(
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
)
وقد كانت هذه الحكمةِ الرفيعةِ هدف جميع الرسالات السماويّة وشعار كل الانبياءِ (عليهم السلام) ، فقد قال الباري (عز وجل) في محكم كتابه المجيد :
(
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
)
ولا بُدَّ ان نذكرَ هنا أنَّ الله عنيُّ عن كلّ شيء ، وأنَّ الإنسان هو الضعيف المحتاج ، وعبادتُهُ! ... تضمن له سعادة لا تنتهي وتاجرة لن تبور
.
ما خلقت الجنًّ والإنسَ كي أستفيد بل خلقتُ الجن والإنس حتى أفيد
.
أنَّ اصرار المعلم على تلامذته بمطالعة دروسهم نابع من حرصه على تقدّمهم وتطوّرهم ، علماً ان ذلك لا يعود بالنفع عليه
.
لذا فان امر الله تعالى الناس بالعبادة ، إنما يريد نجاتهم من النار ، ويهديهم إلى سواءِ السبيل ، ففي الآية الكريمة نقرأ
(
وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
)
و
بهذا فانَّ ترك عبادة الله ومعصية أوامرهِ يعني الانحراف إلى جادّةِ الضلال والإنزلاق في هاوية الغفلة والضيّاع ، وبالتالي الوقوع في شركِ الشيطان واحضان الابالسة والطواغيت
.
ان سبب عبودّية الإنسان لله الواحد القهار هو
:
1- عظمةِ الله ((سبحانه وتعالى
))
ا
ن الحضور بينَ يدي شخصيّةٍ عظيمة ، أو الإستماع إلى عالمٍ كبير ، يدعوا المرءَ إلى تكريم واحترام تلك الشخصية أو ذلك العالم ، لأنّهُ يحسُّ بالعجز أمام تلك العظمة وبالجهل أمام ذلك العلم
.
الله أصل كلَّ عظمةٍ وجلال
ومعرفة عظمةِ الله وكبربائه يدعوا الإنسان العاجزَ الحقير للخضوع والتعظيم له
.
2-
الإحساس بالحاجة والضعف
الإنسانُ ، خليط من العجز والحاجة والضعف ، والله في قمّة القدرةِ والقّوةِ والغنى المطلق ، وهو صاحب قضاء الإنسان ووقدره ، وهذا عامل في كوْن الانسان عبداً لله
.
3-
شكر النعمة
ما أكثر النّعم التي تخطي بالمرء من كلِّ جانب ، أنها لا تعدُّ ولا تُحصى ،
(
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَ
ا
)
إنّ توفّر هذهِ النعِّمِ الكثيرة تدفع الإنسان إلى عبادةِ الله وتعظيمهِ ، لأنّها قد شملتهُ وهو في ظلُماتِهِ الثلاث ، واحاطْتهُ في الصِغر ورافقته في البلوغ وأعانتْهُ في الكِبَر ، وسينعُم بها في الآخرة
(
إن كانَ أهلاً لها
) ،
وقد وردَ قي القرآن الكريم /
(
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
*
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ
)
4-
الفطرة
لقد فُطر الانسان على العبادة والدعاء ، فاذا اهتدى المرءُ لمعبودٍ حقيقي فهذا كمال المُراد ، وإلاّ انحرف إلى عبادة الآلهية الباطلة ، وضاع في متاهة الضلال ـ فعبادة الأصنام ، والشمسِ والقمر ، والثور والبقر عبادة باطلة ، وكذلك عبادة المال والجاه والوسيلة والطاغوت و... إلخ ، وهنا يبرز دور الأنبياء (عليهم السلام) حيث ارسلهم الله ليهدوا الإنسان ويُذّروه من عبادةِ الآلهة الزائفة ، ويوجهوا فطرة الإنسان إلى طريق الحق
.
قال الإمام علي (ع) في بعثةِ النبيِّ الكريم محمد (ص) :
(
فب
عث الله محمّداً بالحقِّ لُيخرِجَ عبادَهُ مِن عبادةِ الأوثان إلى عبادته
)
وكما ذكرنا آنفاً ، فانّ روح العبادة مكنونة في فطرة الإنسان ، وإن هيَ لمْ تُوجّه فانّها ستنحرف إلى عبادة الصنم والطاغوت ، فهي كغزيرةِ الطفل في تناوله للأشياء ، فإن لم يُوجّه أو يُعلم فانّهُ سيلتهمُ التراب ، لذا فلو تُرِكت هذه الفطرة دون توجيه فسيبتلي الإنسان بالضياع وتشتغل نفسه بملذاتِ الدنيا العابرة الفانية .
وم
مّا لا شك
ّ فيه ان ال
صلا
ة لا تنفعُ الله في شيءٍ كما أنّها لا تضره ، فهو ال
غنيّ المطلق ، و
في المقابل فانَّ ادائها يُطهِّرُ القلوبَ ويُنقي الأرواح مِن التلوّث ويزيدها صفاءً ، وإذا لمْ نُعِر أهميّةً لها فانّن
ا س
ن
ُحرمُ من آثرها المعنوية وال
إجتماعية في الدنيا ، وسنُعاقَب في الآخرة بسبب
آبتعادنا عنها وبالتالي عن الله (عز وجل) نتيجة للبطر وعدم الشكر .
إنّ نيلَ درجة الكمال في العبوديّة والوصول إلى تلك السعادة المنشودة تتلخص في الصلاة ، فمعنى العبوديّة والتعبّد يتوضّح في هذهِ الفريضةِ الإلهية ، وأدائها لعدّةِ مرّاتٍ في اليوم يجعل الإنسان يذكر ربّه دائماً ، وهذا الذكر يُبعدُهُ عن الحقارة ، والظلم والعصيان وقد أوصى الله بهذا المعنى في القرآن الكريم :
(
وأقم الصلاة
لذكري
)
وذ
ِكر الله يُبعد
ُ المرءَ عن
المعاصي والمنكرات ، حيث تنص الآية على :
(
ان الص
لاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
)
انتهى الدرس الأول بعون الله تعالى
موفقين لكل خير
__________________
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في
..
من أنصار حجة الله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى من أنصار حجة الله
البحث عن المشاركات التي كتبها من أنصار حجة الله