تراقب انظاري الحجاج وهم يطوفون حول بيت الله .. سالت دموعي وانا انظر لتلك الايادي المرفوعة نحو السماء وتلك العيون الدامعة.. ساروا نحو جبل عرفة واحسست ان روحي كانت تسير معهم .. تشتاق روحي لان تطوف بيت الله وان تكتحل عيوني بتلك النظرات تشتاق انفاسي لان تختلط بتلك الانفاس التي اتعبها الاعتراف بالذنوب.. تشتاق روحي ان تختلط مع تلك الارواح التي قصدت مكة من كل مكان ..
علت اصوات حجاج بيت الله بالتلبية .. ولهج لساني معهم بذلك النداء "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك " ما اروع تلك الاصوات وما اروع ذلك المنظر.. ملايين العباد تنطلق لتلبي دعوة خالقها وهي ترتدي ذلك البياض.. كلما نظرت ذلك البياض تذكرت بياض الكفن.. ااااااااااااه لنفسي ماذا سيحل بها ااااااااااه لتلك اللحظات التي سيلفني بها الكفن ويبتعد عني الاهل والاصحاب لاجد نفسي وحيدة في منزلي الذي اثثته بأعمالي .. ترى هل سأجد نورا في ذلك المنزل؟؟ هل سأجد من يؤنس وحشتي؟؟
مااروع تلك اللحظات التي يعترف بها العبد لخالقه بذنوبه التي ارتكبها ويطلب من الله العفو والتوبة.. راحت نفسي تخاطب خالقها وهي ترى امامها كل ذنوبها ... الهي اغفر لي ذنوبي واقبل توبتي.. يارب لقد فتحت لنا بابا اسميته التوبة وها انا ادخل من ذلك الباب فأعني على ان اكمل طريق التائبين .. يارب اجعلني من عبيدك المقربين واحشرني مع الصالحين
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وانار قلوبكم بنور الايمان و وفقكم لمرضاته
اسأل الله لنا ولكم غفران الذنوب
لاتنسوني من دعائكم ....