اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
بارك الرحمن الرحيم بك
العزيزة والغالية لهيب
وبأفكارك التي تكرّمت
علينا بطرح مثل هذه المواضيع المهمة والحساسة
والتي تعتبر من المواضيع لأساسية والجادة بغية
الوصول في بناء العلاقات الصحيحة والسليمة
مايخص الأسباب التي تؤدي إلى ضعف
وتخلخل في المعاملة
بينت البنت وأمها فبرأي البسيط يعود الأساس فيها
إلى معنى السبب والمسبب
بمعنى أوضح...السبب الرئيسي في نشوء المشاكل
ومايتفرع عنه من نتائج تعتبر مشكلة معقدة وبما
يخص تصرفات البنت.
إن التوجه إلى الأولاد لإيصال كل خير إليهم وضمان
سبل سعادتهم هو أمر فطر عليه الآباء والأمهات,
لأن الأولاد بضعتهم ومنهم واهتموا بهم في مراحلهم
الأولى في الرحم والرضاعة والفطام فهم يواصلون
الحفاظ عليهم ليرونهم في أحسن حال,
ولذا يحرص الآباء على دفع الضرر والخطر عن
أولادهم كما جاء في الحديث النبوي :
( الزموا أولادكم وأحسنوا آدابهم فإن أولادكم هدية إليكم).
ولكن لاتنتهي المهمة التربوية وتقف المسؤولية
في تلبية الإحتياجات المعيشية الضرورية وفقط.
بل ومن الحكمة والبصيرة لأن تتوجه أفكار
ومهام الوالدين للأهتمام بالبيئة الإجتماعية المحيطة
بالطفل والحرص على سلامة التربية النفسية
((وهذه مفتاح العقدة والحل))
وبمعنى أدق,
التغذية الروحية وهذه لاتقتصر على واجبات العبادة
بصورها وكأنها وظائف يؤديها الطفل,
بل المشاركة بالحديث والنقاش وبناء فكر الولد البناء
الديني والأجتماعي السليم
ومنذ الصغر قبل بلوغه مراحل العمر المتتابعة لما
بعد الطفولة.
لوتمعنا في قول الإمام أمير المؤمنين علي سلام الله عليه
في خطبته وحديثه مع ولده الإمام المجتبى ع
حين قال;
(فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك)
وهنا نكون قد وضعنا أيدينا على السبب الرئيسي
وهو الأم.
صحيح الوالد مسؤول ومطالب ولكن دور الأم
أكبر وأهم
لأن الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراقِ
وهنا الحديث يجرنا للسؤال الحساس التالي
والجريء ;
كم أم مؤهلة التأهيل الديني والنفسي الصحيح للقيام
بمهمة البناء السليمة؟
ألا نجد من هن فقط تكتفي بدور الوالدة وتعتبر البنت
ملكاً واجب التصرف به
حسب أهوائها؟؟؟؟
ومن ينقصها الفهم الصحيح لنقاط الضعف
في نفسها وفي سلوكها وشخصيتها؟؟؟؟؟؟
الأولاد بنت كانت أم ولد فهم أمانة,
وهذا ما لاتعيه أغلب الوالدات
...أمانة من الله والجميع مسؤولون عنه يوم القيامة
أين عنوانين الأمومة والتي تعلمناها منذ الصغر,
التضحية والحنية
والعطاء لوجه الله!!!!
الولد (وليس فقط البنت) , يكبر ويتغير وتطرأ تغيرات
على نفسيته وعقله وفكره وأهتماماته فأين دور وحرص
الوالدة في متابعة ومرافقة ذلك.
أغلب الوالدات مشغولات بالإهتمام بأزواجهن
وظروف الحياة ولا نهمل قسوة ذلك وصعوبته
ولكن فسحة من الوقت يوميا أحتضن بها أبنتي
وأشرح لها قلبي وفكري وأقوي ثقتها
بي وبنفسها
ومنذ طفولتها ...لها وقع غير طبيعي
الكثير من العوائل التي خبرناها في مسيرة علاقتنا
وجدنا أن معظم المشاكل تعود لغفلة الإم عن فهم
طباع وتغيرات في شخصية البنت.
الأم الواعية تحس وتلمس من نظرة أو كلمة أن حدث
تغيرٌ ما.... أصاب البنت نتيجة لربما حادثة في المدرسة
أو في محيط صديقاتها.
الصحبة لها دور قوي ومؤثر في تكوين شخصية البنت
فكم هو الحرص في تتبع صحبة البنت وتعليمها
وتدريبها في فهم معنى الصحبة وأختيار الرفقاء
الصالحات, أو على أقل تدبير ممن لاتؤثر بسوء.
قال الإمام علي السجاد في حق ولده:
(وحق ولدك أن تعلم انه منك ومضاف إليك
في عاجل الدنيا بخيره وشره)
لذا يجب معرفة صحبته والتزامه بالصلاة
والصيام ومراعاة الحرمات, والتزامه بالأخلاق
والعلاقات مع الآخرين وتحمل المسؤولية والاعتماد
على النفس , والبعد عن الحرام والانحراف
الأخلاقي وإيذاء الناس.
كل ذلك يدخل في معنى التقوى
وللأسف الكثير من العوائل والمؤمنة لاتعير حرصاً
لمعنى التقوى.
لاتتيقن سبل المعاش وتستهتر بالمحقرات من الذنوب.
ثم تغفل وبجهل عامل القدوة
فالأم المؤمنة متى ماحرصت على عامل القدوة
في نفسها بأتباع كل مايرضي الله وبما يليق
بصفة مؤمنة
وإجتناب كل مايسخط الرب ويعيب ويُخجل منه,
فرب العباد لايضيع أجر المحسنين
ولذا ليس للأنسان إلا ماسعى
وبعد كل تلك التراكمات
تأتي الفاجعة من الغفلة والسهو وقلة الأهتمام
بتصرفات تؤلم وتحز بالنفس.
كل ماذكرت هو ليس بألقاء الحجة على الأم إن
قصرت ويكون عذراً للبنت لتسير حسب أهوائها
فلله الحجة البالغة ....
ولابد من أن الله تعالى سيمنح البنت فهما مبكراً
أو يرزقها إيمانا وتقوى ويضع بطريقها من يدلها
على الطريق السليم في حفظ نفسها
وواجب أحترامها لإمها.
عامل أخير أود الإشارة إليه قبل أن أختم مداخلتي,
وهذا عامل موجود بكل ركن من أركان الحياة
وهو عامل مدمر ومحبط للهمم ومضيعة للوقت
ولربما حرام أن تُرجم بالخطأ,
هو عامل المقارنة....بنتهم أحسن من أبنتي
وأمهم أحسن من أمي
دمار شامل ولنا في القريب وأنشاء الله طرح
خاص بذلك
لأنهم يمس كل جوانب الحياة.
أعتذر للأطالة ودمتم بررة بأمهاتكن وأدام الإمهات أمهات
مؤمنات
وحافظات لأمانة رب العباد
لكم تحياتنا وأصدق دعواتنا ونسألكم الدعاء,,,