أيّ النواظر لاتفيض دموعها .. حزنا
لمأتم جعفر بن محمد
السلام على من هو مصباح الدّجى
السلام على من هو كهف الورى و ورثه الأنبياء
السلام على من به ينزّل الغيث و به يمسك السمآء
السلام على من به ينفّس الهم و يكشف الضر
السلام على الرحمة الموصولة و الآية المخزونة
بالأمس كان نجماً متلألأً بين آفاق السماء
و اليوم يخبؤ نجمه و يطفأ تحت نيران السم
الذي قطّع أحشائه وأشعل نيران لهبه في كل عضو
من أعضاء بدنه الشريف المبارك
إلا ان شعاع أنواره تجلّت في قلوب المحبين
وفي سلوكياتهم و تصرفاتهم و أعمالهم
و قوة ايمانهم و يقينهم .

و هنا .. دعوة من قبل الإمام المسموم الشهيد
في الثبات على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ومعرفة مكانة و منزلة أمير المؤمنين عليه السلام
عند الله عزوجل وعند رسوله
وعند أهل البيت عليهم السلام .

نعم .. لندخل معاً في دعوة إمامنا السادس عليه السلام
لإحدى معجزاته لأمير المؤمنين عليه السلام
و إمام المتقين وقائد الغر المحجّلين أبو الأئمة
الجنة و النار صاحب حوض الكوثر و زوج البتول
التي هي ثمرة فؤاد رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) .
فعن داوود بن كثير الرقي رضي الله عنه قال :
أبي عبد الله الصادق عليه السلام ونحن نتذاكر
فضائل الأنبياء عليهم السلام فقال مجيبا لنا :
نبيا إلا وعلي عليه السلام أفضل منه،
ثم خلع خاتمه ووضعه في الأرض وتكلم بشئ
فانصدعت الأرض وانفرجت بقدرة الله تعالى،
فإذا نحن ببحر عجاج في وسط سفينة خضراء
من زبرجدة خضراء مكتوب عليها لا إله إلا الله
محمدا رسول الله عليا أمير المؤمنين عليه السلام
بشر القائم فإنه القاتل لأعداء الله، يغيث المؤمنين
وينصره الله عزوجل بالملائكة في عدد نجوم السماء،
ثم تكلم بكلام فصار ماء البحر وارتفع من السفينة
فقال (عليه السلام) ادخلوها، فدخلنا القبة التي في السفينة
فإذا فيها أربعة كراسي من الجواهر، فجلس (عليه السلام )
على واحد، وأجلسني على واحد،

وأجلس ابنيه موسى وإسماعيل (رضى الله عنهما )
كل واحد منهما على كرسي، ثم قال للسفينة:
سيري بقدرة الله تعالى، فسارت في بحر عجاج
بين جبل الدر واليواقيت ثم ادخل يده في البحر وأخرج
درا وياقوتا وقال: يا داوود إن كنت تريد الدنيا فخذ
حاجتك فقلت: يا مولاي لا حاجة لي في الدنيا،
فرمى به في البحر، وأخرج عليه السلام مسكا وعنبرا
فشمه وأشمني وأشم موسى وإسماعيل
ثم رمى به في البحر، وسارت السفينة حتى انتهينا
إلى جزيرة عظيمة فيما بين ذلك البحر فإذا فيها قباب
من الدر الأبيض مفروشة بالسندس والاستبرق
عليها ستور الأرجوان محفوفة بالملائكة،
فلما نظر إلينا مذعنين له بالطاعة مقرين له بالولاية
فقلت: يا مولاي لمن هذه القباب؟ فقال (عليه السلام ):
للأئمة من ذرية محمد صل الله عليه وآله كلما قبض إمام
صار إلى هذا الموضع إلى الوقت المعلوم الذي ذكره الله تعالى.
ثم قال (عليه السلام): قوموا بنا نسلم على أمير المؤمنين
(عليه السلام )
فقام وقمنا، فوقفنا بباب إحدى القباب المزينة وهي
أجلها وأعظمها وسلمنا على أمير
المؤمنين (عليه السلام ) وهو قاعد فيها،
ثم عدل إلى قبة أخرى وعدلنا معه فسلم وسلمنا
على الحسن بن علي عليه السلام وعدلنا إلى
قبة أخرى بأزائها

فسلمنا على الحسين ابن علي (عليه السلام)،
ثم على علي بن الحسين (عليه السلام )،
ثم على محمد بن علي (عليه السلام )،
وكل واحد في قبة مزينة مرفرفة،
ثم عدل بنا إلى بيت في الجزيرة وعدلنا معه،
وإذا فيه قبة عظيمة من درة بيضاء مزينة بفنون
الفرش والستور، وإذا فيها سرير من ذهب مرصع
بأنواع الجواهر فقلت: يا مولاي لمن هذه القبة؟
فقال:
للقائم منّا أهل البيت صاحب الزمان،
عجل الله تعالى فرجه الشريف
ثم أومى بيده وتكلم بشئ وإذا نحن فوق الأرض
بالمدينة في منزل الصادق (عليه السلام ) ،
وأخرج خاتمه وختم الأرض بيده فلم أرى فيها صدعا
ولا فرجة .

نعم .. اختى الفاطمية المواليه هل دخلتي
إمامنا الصادق عليه السلام ؟
و هل تبين لكي في أعماق قلبك مكانة أمير المؤمنين
عليه السلام في ديننا الحنيف ؟
ألا وهو الصراط المستقيم .. وأن الله عزوجل
إلا وعلي عليه السلام أفضل منه ماعدا رسول الله
( صلى الله عليه و آله و سلم ) الذي هو نفس أمير المؤمنين
و أمير المؤمنين عليه السلام هونفس رسول الله
كما ذكر ذلك إمامنا المعصوم حجة الله على الخلق
اجمعين الإمام الصادق عليه السلام .
إذن .. لنجعل القلوب دائما قريبة من المعصومين
و لنتعرف على غامر حياتهم و معجزاتهم
لكي لا نكون غداً من المحرومين بل من المنظورين
ومن المتمسكين بحبلهم ووسيلتهم
ويرجوا القرب و الملاذ بهم
فمعكم معكم لا مع غيركم .

ما دامت عيوني في الثرى .. إلى يوم حشري عند ربي وخالقي
ألا لعن الله الذين تبوأوا .. مقاما منكم لا سيما إبن الدوآنقِ
اتقتل يا شر البريه جعفراً .. و من قال فيه خالقي خير صادق
و تترك هذا الدين من غير والياً .. و صامته اضحى به غير ناطق
سألبس اثواب الضنا مدة البقا .. واهجر صفو العيش غير مرافق
فيا مولاي ويابن رسول الله عبدك و إبن أمتك
والمضعف في علو قدرك و المعترف بحقكم
مستجيراً بكم متقرباً إلى مقامكم ومتوسلاً
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و سلام على