الموضوع
:
وقوف فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنب أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، (جهادها)
عرض مشاركة واحدة
30-08-2012, 12:47 AM
#
1
عشاق المهدی
♠ فاطمية مبتدئة ♠
تاريخ التسجيل: Jun 2012
العمر: 59
المشاركات: 45
معدل تقييم المستوى:
0
وقوف فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنب أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، (جهادها)
اللهم صلی علی محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام علیکم
وقوف
فاطمة
(
عليها
السلام
) إلى جنب
أبيها
( صلى
الله
عليه
وآله
) ، (جهادها)
منذ أن دخل
رسول الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) المدينة المنوّرة ، كان دائباً على هدم أركان الجاهلية ، و استئصال جذورها، و ضرب مواقعها ، فكانت حياته في المدينة المنوّرة ، كما كانت في مكّة حياة جهاد و بناء ، جهاد المشركين و المنافقين و اليهود و الصليبيين ، و بناء الدولة الإسلامية العظيمة ، و نشر الدعوة ، و تبليغها في كلّ بقعة ، يمكن لصوت التوحيد ، أن يصل إليها ، فراح رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ، يحارب بالكلمة والعقيدة تارةً ، و بالسيف و القوّة تارةً أُخرى ، و بالأُسلوب الذي يمليه الموقف ، و تفرضه الحكمة .
و هكذا جاهد رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ،و قاتل في مرحلة حرجة صعبة ، لم يكن يملك فيها من المال و الجيوش و الاستعدادات العسكرية ، ما يعادل أو يقارب جيوش الأحزاب و قوى البغي و الضلال ، التي تصدّت لدعوة الحق و الهدى ، بل كانت كلّ قواه قائمة في إيمانه و انتصاره بربّه و بالفئة المخلصة من أصحابه .
والذي يقرأ تاريخ الدعوة و جهاد رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) وصبره و احتماله ، يعرف عظمة هذا الإنسان المبدئي ، و يدرك قوّة عزيمته ، و مدى صبره ، و رعاية
الله
، و نصره له و لأُولئك المجاهدين ، الذين حملوا راية الجهاد بين يديه ، فيكتشف مصدر النصر و القوّة الواقعيين .
و لقد مرّت هذه الفترة الجهادية الصعبة بكامل ظروفها و أبعادها بفاطمة (
عليها
السلام
) ، و هي تعيش في كنف زوجها و
أبيها
، تعيش بروحها و مشاعرها ، و بجهادها في بيتها ، و في مواساتها و مشاركتها لأبيها ، في شدّته و محنته ، فقد شهدت جهاد
أبيها
و صبره و احتماله ، شاهدته ، و هو يُجرح في ( أُحد ) ، و تُكسر رباعيته ، و يخذله المنافقون ، و يستشهد عمّ
أبيها
، حمزة أسد
الله
و نخبة من المؤمنين معه .
روي ، أنّه لمّا انتهت
فاطمة
(
عليها
السلام
) وصفية إلى رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ـ بعد معركة أُحد ـ و نظرتا إليه قال ( صلى
الله
عليه
وآله
)
لعلي
(
عليه
السلام
) : ( أمّا عمّتي فاحبسها عنّي ، و أمّا
فاطمة
فدعها ) ، فلمّا دنت
فاطمة
(
عليها
السلام
) من رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ، و رأته قد شُجّ وجهه ، و أُدمي فوه ، صاحت ، و جعلت تمسح الدم ، و تقول : ( اشتدّ غضب
الله
على مَنْ أدمى وجه رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
)) ، و كان ( صلى
الله
عليه
وآله
) يتناول في يده ما يسيل من الدم، فيرميه في الهواء ، فلا يتراجع منه شيء .
و كانت
فاطمة
الزهراء (
عليها
السلام
) تحاول تضميد جرح رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ، و قطع الدم الذي كان ينزف من جسده الشريف ، فكان زوجها يصبّ الماء على جرح رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ، و هي تغسله ، و لما يئست من انقطاع الدم ، أخذت قطعة حصير ، و أحرقتها حتّى صار رماداً، فذرّته على الجرح حتّى انقطع دمه .
و يحدّثنا التأريخ عن مشاركة
فاطمة
الزهراء (
عليها
السلام
) بروحها و مشاعرها ، لأبيها في كفاحه وصبره و جهاده في أكثر من موقع .
فقد روي أنّ رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) قدم من غزاة له ، فدخل المسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ بدأ ـ كعادته ـ ببيت
فاطمة
قبل بيوت نسائه ، جاءها ليزورها ، و يسر بلقائها ، فرأت على وجهه آثار التعب و الإجهاد ، فتألّمت لمّا رأت ، و بكت ، فسألها ( صلى
الله
عليه
وآله
) : ( ما يبكيك يا
فاطمة
) ؟
فقالت (
عليها
السلام
) : ( أراك قد شحب لونك ) ، فقال ( صلى
الله
عليه
وآله
) لها : ( يا
فاطمة
، إنّ
الله
عز وجل بعث أباكِ بأمر، لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ، و لا شعر إلاّ دخله به عزّاً أو ذلاً ، يبلغ حيث يبلغ الليل ) .
و ليست هذه العاطفة ، وتلك العناية و المشاركة مع الأب ، القائد و الرسول الأعظم ( صلى
الله
عليه
وآله
) من ابنته
فاطمة
(
عليها
السلام
) ، هي كلّ ما تقدّمه لأبيها من إيثارها له و اهتمامها به ، و مشاركتها له في شدّته و عسرته ، إنّها جاءت يوم الخندق ، و رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) منهمك مع أصحابه في حفر الخندق ، لتحصين المدينة ، و حماية الإسلام ، جاءت و هي تحمل كسرة خبز ، فرفعتها إليه ، فقال ( صلى
الله
عليه
وآله
) : ( ما هذه يا
فاطمة
) ؟
قالت (
عليها
السلام
) : ( من قرص اختبزته لابنيّ ، جئتك منه بهذه الكسرة ) ، فقال ( صلى
الله
عليه
وآله
) : ( يا بنية أما إنّها لأوّل طعام دخل في فم أبيك منذ ثلاث ) .
هذه صورة مشرقة لجهاد المرأة المسلمة تصنعها
فاطمة
في ظلال رسول
الله
( صلى
الله
عليه
وآله
) ، فهي تشارك بكلّ ما لديها ، لتشد أزر الإسلام ، و تكافح جنباً إلى جنب مع
أبيها
و زوجها و أبنائها في ساحة واحدة و خندق واحد ، لتدوّنَ في صحائف التأريخ درساً عملياً ، تتلقاه الأجيال من هذه الأُمّة المسلمة ، فتتعلّم حياة
الإيمان ، التي تصنعها عقيدة
التوحيد
بعيدة عن اللهو و العبث و الض
ياع .
عشاق المهدی
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عشاق المهدی
البحث عن المشاركات التي كتبها عشاق المهدی