الموضوع: الصبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-2012, 08:52 AM   #1
أم محمـد
~¤ فاطمية متألقة ¤~
 
الصورة الرمزية أم محمـد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: العراق
العمر: 40
المشاركات: 419
معدل تقييم المستوى: 867
أم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond reputeأم محمـد has a reputation beyond repute
افتراضي الصبر

أللهم صلِ على محمد وأل محمد وعجل فرجهم

السلام عليكم

الصبر

الصبر في اللغة : الإمساك في الضيق، وهي حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع...

وعن النبي الأكرم (ص) لمّا سُئل ما الإيمان : الصبر.
وعنه (ص): إن الصبر نصف الإيمان.


عن الصادق (ع): لا ينبغي..... لمن لم يكن صبورا أن يُعد كاملا.
وعنه (ع): الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ؛ فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كله، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان كله.

عن المسيح (ع): إنكم لا تدركون ما تُحبّون إلا بصبركم على ما تكرهون.

وفي كتاب أخلاق أهل البيت، يقول السيد مهدي الصدر (رض) عن الصبر : (وهو ضمان من الجزع المُـدمِّر، والهلع الفاضح، ولولاه اإنهار المُـصاب، وغدا فريسة العلل والأمراض، وعرضة لشماتة الأعداء والحسّاد).

والصبر على ثلاث مراتب :
عن النبي (ص): الصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية.
وعن أمير المؤمنين (ع): الصبر إما صبر على المصيبة، أو على الطاعة، أو عن المعصية، وهذا القسم الثالث اعلى درجة من القسمين الأوّلَيْن.

1) الصبر على المصيبة - وضدها الجزع
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَة ٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} البقرة : 156
وهو أدنى درجات الصبر وزينة المؤمن، وإذ أننا نعلم أن الدنيا دار بلاء ؛ فلا يستقيم إيمان العبد دون الصبر، فالجزع إعتراض على قضاء الله وقدره، والواقع أن : {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} البقرة : 286
فلا عذر للجازع في مصيبته، لأن مصيبته على قدر نفسه ولا داعي للإعتراض...

2) الصبر على الطاعة - وضدها الترك والخذلان
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاة ِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَة َ الْحَيَاة ِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} الكهف : 28
وفيه الرضا بما يُحبه المحبوب وإن كان فيه جهادا للنفس والمال والوقت، فإن كان مُـسلِّما لما فرضه الله كان تَـقِــيًّا.
وأعظم من ذلك الرضا والسعي للمستحب.
عن الإمام الكاظم (ع) في وصيته لهشام بن الحكم : يا هشام، اصبر على طاعة الله واصبر عن معاصي الله ؛ فإنما الدنيا ساعة، فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا، وما لم يأت منها فليس تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت.

3) الصبر عن المعصية - وضدها ارتكاب المعصية
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} سورة العصر
وهو جهاد النفس المجبولة على تلبية حاجات الجسد الآنيّة والمستقبلية، ما يجعله يرتكب ما يرتكب لتأمين رغبات نفسه وإن كان ذلك على حساب دينه....
والصبر على ذلك عظيم، لأن النفس لها ميل للطبع الحيواني، وتقنين تلك الرغبة لما يتناسب مع الشريعة يحتاج لمجاهدة النفس والشيطان، بما في ذلك سيطرة القوى الواهمة والمتخيلة على عقل أغلب الناس....
عن أمير المؤمنين (ع): اطرح عنك الهموم بعزائم الصبر وحُسن اليقين.
وأعظم من ذلك السعي لترك المكروه.
وأعظم منه ترك المباح فضلا عن المكروه والمعصية.
وأعظم من ذلك ترك الأدنى للأولى وإن كان مستحب...

ونختم بقول ابن المقفع :
(الصبر صبران : فاللئام أصبر أجساما، والكرام أصبر نفوسا،

وليس المراد بالصبر الممدوح قوة الجسد على الكد،
لأنه من صفات البهائم، ولكن أن يكون عند المضائق محتملا).


نسألكم الدعاء

أم محمـد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس