لأنّ الكلب طبع أبيه فيه (1)
بعد انتهاء مجلس المناظرة الذي عُقد للعلاّمة الحلّي (قدس سرّه) ، والذي كان سبباً في تشيُّع السلطان محمد شاه خدا بنده ، وإصداره أمراً في تمام ممالكه بتغيير الخُطبة وإسقاط أسامي الثلاثة منها ، وبذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الأئمّة (عليهم السلام) على المنابر ، وبذكر (حيَّ على خير العمل) في الأذان ، وبتغيير السكّة ، ونقش الأسامي المُباركة عليها .. خطب العلاّمة خُطبة بليغة شافية ، وحمد الله وأثنى عليه , وصلّى على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلى آله ، فقال السيّد ركن الدين الموصلي ـ الذي كان ينتظر عثرة من العلاّمة ولم يعثر عليها ـ : ما الدليل على جواز الصلاة على غير الأنبياء ؟
فقرأ العلاّمة قوله تعالى : ( الّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنّا للّهِِ وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبّهِمْ وَرَحْمَةٌ ... ) البقرة 156 / 157 .
فقال الموصلي : ما الذي أصاب علياً وأولاده من المُصيبة ، حتّى استوجبوا الصلاة عليهم ؟!
فعدّ العلاّمة بعض مصائبهم ثمّ قال : أيّ مصيبة أعظم عليهم من أن يكون مثلك تدَّعي أنّك من أولادهم ، ثمّ تسلك سبيل مُخالفيهم وتُفضّل بعض المنافقين عليهم ، وتزعم الكمال في شرذمة من الجهَّال ؟!
فاستحسنه الحاضرون ، وضحكوا على السيّد المطعون ، فأنشد بعض مَن حضر :
إذا العلويّ تابـع ناصبيّاً لمذهبه فما هو من أبيه
وكان الكلب خيراً منه طبعاً لأنّ الكلب طَبعُ أبيه فيه
ـــــــــــــــــــــــ