[شجرة طوبى]

🌴الفرج الفرج..هل نحن نعنيها🌴

في هذه الأيام العبقة بشذى النبوة الزكي.. تتوهج يواقيت المحبة في قلوبنا الولهى وأكبادنا الحرقى.. بانتظار ضوء الفجر ينبلج في العتمة مبددًا ليل الوحشة
🍀

إمامنا المهدي (عجل الله فرجه) قائم آل محمد يقف على مفارق الأحداث منتظراً.. متأهباً.. ويحكي لنا الانتظار قصة تسرجها النفس الملهاة، تعبث في دروب الحياة تائهة، ضائعة.. ظنت حالة الانتظار صمت وسكون كبلته أصفاد الخوف والطغيان، حنجرتها قد اعتراها الصدأ وهي تصرخ ((الفرج.. الفرج)) والفرج صار أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماءًا!
🍀🍀

(فالانتظار) والقلب موالي لأئمة الكفر والضلال طعنة في قلب النبوة.

(الانتظار) والصمت أمام الحق السليب خنجر في خاصرة الإمامة.

(الانتظار) وموالاة الطغاة والظالمين جرح في صدر الولاية.

(الانتظار) والروح مثقلة بالذنوب والخطايا شرخ في بنيان العقيدة.

🍀🍀🍀

ولهذا نفتقد التفاعل النفسي مع إمامنا القائم، فرغم غيبته الحسية لاتبصره عيوننا ولاتشهده حواسنا، هو حاضر بروحه وكيانه ودفء قلبه، يسمع أنين المظلوم وحنين الشوق في أحداق المحب الوله، يشاهد يومياتنا ويتابع الأحداث ويوثق في سجله الخاص الموالين من المشككين، العاملين من المتقاعسين، المحبين من المبغضين ويفرزهم ويغربلهم.. ويبارك للمجاهدين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، الذين يقيمون الليل ويعملون بالنهار، يقارعون الظلم بكل مايمتلكون من قدرة.. كلمة، قلم، سيفا..

يكفكف إمامنا بكفيه المباركتين دموع المستضعفين الذين تركهم الطغاة أجسادهم عارية مرمية على قارعة الطريق ويتلوع أسىً وحسرة على تضييع الناس لدينهم واستبداله بزخارف الدنيا وزينتها فيقف متحيراً أمام هذا الخذلان.

فالصفوف ممزقة، حولها الشقاق والخلاف إلى فرق ضعيفة متناحرة.. فتتباعد عنا دولته ويتبدد الحلم ونحسب أننا نحسن صنعاً.
🍀🍀🍀🍀

اللسان يلهج بحنجرة ملتهبة ((العجل العجل)) والعاطفة باردة، وشغاف القلب أشبه بنسيج مبيت قد قطعته أنياب الدنيا إرباً إرباً، فتحول إلى كيان أجوف أعطب لا روح فيه ولا حياة.

لابد أن نشعل فتيل هذا الحب، ونتحسس واقع الحالة القادمة بقلب يحترق وعقل يقظ نتفاعل وننسجم مع الأحداث كي نرصد الآت بشغف ونبايع إمامنا المنتظر الآن وليس غداً، فالفترة حرجة والفتن تصب فوق الرؤوس كقطع الليل البهيم والرؤية ضبابية.. نطلب من الله عز وجل ومن صاحب الأمر البصيرة النافذة، والعقل الواعي، والقلب النابض بالإيمان ونمهد لحضوره المبارك الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى،وسنتحضر في الوجدان قوله تعالى: ((إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا)). 🍀🍀🍀🍀