12-06-2012, 08:26 AM
|
#1
|
نائبة سابقة ~ رب اجعلني مسلمة لك ~
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
|
ما هو الفرق بين العدل والمساواة ؟؟
سألتني يوما وقالت : ما هي العدالة ؟
قلت : العدالة من العدل
والعدل هو وضع الأمور في مواضعها أو إعطاء كل ذي حقّ ٍ حقه .
قالت : هل المساواة من العدالة ؟
قلت : كلا ... ليست المساواة من العدالة
بل ان المساواة في بعض صورها قد تكون ظلماً،
فالمساواة هي التوزيع لشيء ما أو لحقّ ٍ ما بالتساوي ،
فلو منح معلّم كل طلابه درجة واحدة
دون أن يأخذ بنظر الاعتبار
المستوى الدراسي والجهد المبذول من الطلاب ،
يكون قد ساوى بين طلابه ولكنه لم يعدل بل ارتكب ظلماً.
كذلك لو وصف الطبيب دواءً واحداً لجميع مرضاه ،
وأعطى نفس نوعية الدواء وبمقدار متساوٍ لكلّ ِ المرضى ،
فهذه المساواة بين المرضى هي ظلم قطعاً بالنسبة لبعض المرضى.
قالت : يوجد احاديث تؤكد ان الرسول (صلى الله عليه وآله ) ،
كان يساوي في النظر و الاستماع للناس
فما تقولون في هذا ؟؟
قلت : نعم كان يساوي بين من هم بنفس الرتبة والمنزلة
وهذه المساواة هي عين العدالة
لكن لو اختلف الجلساء فكان بينهم الشيخ الكبير و الطفل الصغير
وبينهم العالم والجاهل والاب والابن
فلابد من الاختلاف في التعامل معهم
ففي الرواية أنه ورد على الامام علي ( عليه السلام )
أب وابن ، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر المجلس وجلس بين أيديهما ،
ثم أمر بالطعام فأحضر فأكلا منه ، ثم جاء قنبر بطشت وإبريق خشب ومنديل لليبس وجاء ليصب على يد الرجل ،
فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل ،
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي الماء ؟
قال : اقعد وأغسل، فإن الله عز وجل يراك وأخوك الذي لا يتميز عنك ولا يتفضل عليك يخدمك ،
يريد بذلك في خدمته في الجنة ، مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها،
فقعد الرجل فقال له علي (عليه السلام) : أقسمت بعظيم حقي الذي عرفته لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك الماء قنبراً ؟
ففعل الرجل ذلك ، فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية ،
وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده ،
ولكن الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان ،
لكن قد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن ،
فصب محمد بن الحنفية على الابن
شاهِدُنا في هذه الرواية قول امير المؤمنن عليه السلام
( .... الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، ... )
فمن الظلم ان يساوي المرء بين الاب وابنه
ولكن يجب ان نتعلم كيف نضع الشيء في موضعه ونعطي لكل ذي حق حقه
نسأل الله ان يرينا الحق حقا حتى نتبعه والباطل باطلا حتى نجتنبه
ولا يجعله علينا متشابها فنتبع هوانا بخير هدى منا
المصادر
كتاب : زاد المغترب الفصل الأول: العقيدة
( ـ مستدرك الوسائل : ج 16 ، ص 328(.
|
|
|