[أم محمـد]

التعلق
"هذا الطفل رائع , انا متعلقة به جدا"

الولد الطفيلي
في سن الثالثة تقول الام لزائرتها وهي تنظر لطفلها بحب
" أنا متعلقة بهذا الصغير . انه لطيف جدا ,ثم أنه مطيع ايضا "
في سن السابعة
"ضع وشاحك وألا اتيتني من جديد مصابا بالزكام "
في سن الثامنة عشر
"
استمتع بوقتك يا حبيبي , خذ وقتك لكن لاترجع في وقت متأخر . أنت تعلم جيدا
انني لا استطيع النوم طالما انت خارج البيت
"
في سن الحادية والثلاثين , يحتج الوالد قائلا
"لا افهم لما يبقى أبننا قابعا في غرفته , لقد تجاوز الحادية والثلاثين من عمره,
أتعرفين معنى ذلك ؟ انا في مثل سنه
....


الوالد او الوالدة الذي يذيب شخصية ابنه في شخصيته , يتسبب بتكوين شخصية طفيلية لدى ولده في سن الرشد,
فتكون طريقة تفكير الابن وتصرفه نتيجة الحماية التي تحيطه بها امه والفخرالذي يشعر به والده لنجاحه في الدراسة او في الرياضة ,
فيبقى ملتصقا بالمنزل الوالدي ويتلاعب بمشاعر والديه .
ويصبح شعورهما بالذنب ملعبه المفضل .
لقد ربيا جوهرة نادرة تعلقا بها تعلقا شديدا فكيف يمكنهما ان يفكرا بالانفصال عنه .؟
يتشبث الولد الطفيلي بهذا الحب الحصري من قبل والديه ويصبح الولد الوحيد والامير الصغير لدى والدين طفوليين يعيشان طفولتهما الدائمة من خلاله .
وهما اشبه ما يكونان بدميتين تلعبان لعبة الام والاب اللطيفين الحاضرين دائما بكل جهوزيتهما لتلبية رغبات ولد يتلاعب بهما بلطف ويحظى بحبهما دون سواه.
فالوالدين في هذه الحالة يحيطان ولدهما بحماية مفرطة ويكون الولد ضحية ضغطين او واجبين :
"خذ وقتك لكن لاترجع في وقت متأخر . أنت تعلم جيدا
انني لا استطيع النوم طالما انت خارج البيت "
هذا الضغط المزدوج يجعله يضيع في الكسل والخمول . ومع الوقت يتعلم شيئا فشيئا ان يتظاهر بما ليس فيه .

　
اختيار الكلمات
أن الطفل الذي يتعلق به اهله حتى العبادة ليس سوى مشروع طاغية . فالطفل الطفيلي هو طفل ملك يقوم دوره الرئيسي على ارضاء الصورة
المثالية التي يشكلها والداه عنه .فاذا حدث وقلتم لطفلكم انكم متعلقون به لدرجة العبادة لانه رائع , اصلحوا الضرر بسرعة واضيفوا :
"هو رائع عندما يريد ذلك !!" لان الطفل الرائع يجب ان يقال له رائع , وكلما تكرر ذلك ازدادت سلطته على والديه ,
وعندها كيف يمكن لهما ان يعاقبا طفلا مثاليا ورائعا في تصرفاته اذا ما اخطئ؟؟