يقول الله عز وجل "ادعوني استجب لكم " وكذلك قال "واذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني" ...... هذه الايات المقدسة هي وعد من الله عز وجل بأستجابة دعاء عباده كما تتضمن كذلك امر من الله لعباده بأن يبتهلوا بالدعاء... ومن هنا جاءت هذه العبارة في دعاء كميل على لسان سيد البلغاء "فأنك قضيت على عبادك بعبادتك وامرتهم بدعائك وضمنت لهم الاجابة..."
فلماذا لانرفع ايدينا بالدعاء ونتوجه الى الخالق الكريم الذي لايرد من سأله؟؟ لماذا لانبحر في سفينة الدعاء لترسي بنا عند شواطئ الرحمة الإلهية؟؟ لماذا نجعل توجهنا لله فقط في ايام الشدة والمرض؟؟ لماذا لانذكر الله ونتوجه اليه في ايام اليسر؟؟
لنفكر لحظة مع انفسنا في ذلك وهنا ارى انه بأمكاني ان اطرح مثال يجعلنا ننتبه لانفسنا وافعالنا وتقصيرنا بل يجعلنا ننتبه وندرك في ظلال نحن!! لنفرض انكي وقعتي في مشكلة ما والتجأتي الى صديقة او قريبة لكي لكي تساعدكي في حلها والتخلص من الشدة التي انت فيها ... وحصل لكي ذلك وساعدتكي في حل المشكلة.. الا تشعرين بأنكي مديونة لها؟؟ الا تسعين جاهدة لان تردي لها هذا الجميل؟؟ الا يكون هذا الموقف سببا لتواصلكي معها؟؟ الا تخجلين ان انقطعتي عنها؟؟ كل هذه الاسئلة جوابها نعم بل ونسعى لاكثر من ذلك...
اختي... بالله عليكي نفعل كل هذا مع عبد او أمة لله ساعدنا بأمر الله ومشيئته... فكيف لانخجل من الله الذي نلجأ اليه في الشدائد وينعم علينا بتغيير سوء حالنا فننسى شكره وننسى ذكره بل نحن نتناسى ذلك.. نتناسى ان نسجد له شاكرين ونحمده ونسبحه بل نحن نفعل العكس اذ نبتعد كل البعد عن الله ونعود لنتخبط في ظلمات الدنيا لنقع في مشكلة اخرى فنعود من جديد نبتهل وندعو ونرفع ايدي مملؤة بالذنوب ونتوجه بوجوه قد اسودت من الخطايا...ورغم ذلك يمن الله علينا بأستجابة الدعاء!!! ونعود نحن الى ظلالنا!!!
بالله عليكم الا يدعو ذلك الى الخجل؟؟!!! واعجباه نخجل من عباد الله ولا نخجل من الله خالق كل شيء!!!
بل والافظع من ذلك اننا نخجل ان نخطأ امام عباد الله بينما نتفنن في العصيان وارتكاب المعاصي امام الله!!!
" إلهي لاتجعل ذنوبي سببا يمنع دعائي من الوصول اليك .. ولا تجعل توكلي على غيرك"