الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: تتمة ل آداب الصلاة ::
آداب التسليم
يستحب التورك في الجلوس حاله، ووضع اليدين
على الفخذين، ويكره الاقعاء كما سبق في التشهد.
آداب السلام
وهنا نذكر ما روي عن الصادق عليه السلام
في آداب السلام:
"معنى السلام في دبر كل صلاة الأمان أي من أدّى
أمر الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
خاشعا منه قلبه فله الأمان من بلاء الدنيا وبراءة
من عذاب الآخرة.
والسلام اسم من أسماء الله تعالى أودعه خلقه ليستعملوا
معناه في المعاملات والأمانات...
وتصديق مصاحبتهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم،
وإذا أردت أن تضع السلام موضعه وتؤدي
معناه فلتتق الله وليسلم منك دينك وقلبك وعقلك
ولا تدنسها بظلمة المعاصي ولتسلم حفظتك
من ألا تبرمهم ولا تملهم وتوحشهم منك بسوء
معاملتك معهم ثم صديقك ثم عدوك
فإن من لم يسلم منه من هو الأقرب إليه
فالأبعد أولى، ومن لا يضع السلام مواضعه
هذه فلا سلام ولا تسليم وكان كاذباً في سلامه
وإن أفشاه في الخلق".
اعلم أن الأدب القلبي للسلام مرتبط بالأدب
في جميع الصلاة وإذا لم يحصل له في هذه الصلاة
قرب من الله وعروج ولم يخرج من هوى نفسه
فلا سلام له،
وأيضا إذا لم يخلص من تصرفات الشيطان
وتصرفات النفس الأمارة فلا سلام له.
آداب صلاة الآيات
يستحب التطويل في صلاة الكسوف إلى تمام الانجلاء
فإن فرغ قبله جلس في مصلاه مشتغلاً بالدعاء،
أو يعيد الصلاة،
نعم إذا كان إمام يشق على من خلفه التطويل خفف،
ويستحب قراءة السور الطوال كياسين، والنور، والكهف، والحجر، وإكمال السورة في كل قيام،
وأن يكون كل من الركوع، والسجود بقدر القراءة
في التطويل والجهر بالقراءة ليلاً، أو نهاراً،
حتى في كسوف الشمس على الأصح،
وكونها تحت السماء، وكونها في المسجد.
آداب صلاة الجماعة
تستحب الجماعة في جميع الفرائض غير صلاة
الطواف، فإن الأحوط لزوماً عدم الاكتفاء فيها
بالإتيان بها جماعة مؤتماً،
ويتأكد الاستحباب في اليومية خصوصاً في الأدائية،
وخصوصاً في الصبح والعشائين ولها ثواب عظيم،
وقد ورد في الحث عليها والذم على تركها أخبار كثيرة،
ومضامين عالية، لم يرد مثلها في أكثر المستحبات.
الصلاة إماماً أفضل من الصلاة مأموماً.
قد ذكروا أنه يستحب للإمام أن يقف محاذياً
لوسط الصف الأول، وأن يصلي بصلاة أضعف
المأمومين فلا يطيل إلا مع رغبة المأمومين بذلك،
وأن يسمع من خلفه القراءة والأذكار فيما لا يجب
الاخفات فيه، وأن يطيل الركوع إذا أحس بداخل
بمقدار مثلي ركوعه المعتاد، وأن لا يقوم من مقامه
إذا أتم صلاته حتى يتم من خلفه صلاته.
الأحوط لزوماً للمأموم أن يقف عن يمين الإمام
متأخراً عنه قليلاً إن كان رجلاً واحداً،
ويقف خلفه إن كان إمراة، وإذا كان رجل وامرأة
وقف الرجل خلف الإمام والمرأة خلفه،
وإن كانوا أكثر اصطفوا خلفه وتقدم الرجال على النساء،
ويستحب أن يقف أهل الفضل في الصف الأول،
وأفضلهم في يمين الصف، وميامن الصفوف
أفضل من مياسرها، والأقرب إلى الإمام أفضل،
وفي صلاة الأموات الصف الأخير أفضل،
ويستحب تسوية الصفوف، وسد الفرج،
والمحاذاة بين المناكب، واتصال مساجد الصف
اللاحق بمواقف السابق، والقيام عند قول المؤذن:
«قد قامت الصلاة» قائلاً:
«اللهم أقمها وأدمها واجعلني من خير صالحي أهلها»،
وأن يقول عند فراغ الإمام من الفاتحة:
«الحمد للّه رب العالمين».
يكره للمأموم الوقوف في صف وحده
إذا وجد موضعاً في الصفوف، والتنفل بعد الشروع
في الإقامة، وتشتد الكراهة عند قول المقيم:
«قد قامت الصلاة»
والتكلم بعدها إلا إذا كان لإقامة الجماعة كتقديم
إمام ونحو ذلك، وإسماع الإمام ما يقوله من أذكار،
وائتمام الحاضر بالمسافر والعكس
في الصلوات الرباعية، والكراهة في مثل الأخير
بمعنى قلة الثواب لا رجحان ترك الجماعة.
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
أتاني جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر،
فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، وأهدى إليك
هديتين،
قلت: ما تلك الهديتان؟
قال: الوتر ثلاث ركعات،
والصلاة الخمس في جماعة،
قلت: يا جبرئيل ما لامتي
في الجماعة؟ قال: يا محمد: إذا كانا اثنين كتب الله
لكل واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلاة،
وإذا كانوا ثلاثة كتب الله لكل واحد بكل ركعة
ستمائة صلاة،
وإذا كانوا أربعة كتب الله لكل واحد ألفا ومائتي صلاة،
وإذا كانوا خمسة كتب الله لكل واحد بكل
ركعة ألفين وأربعمائة صلاة،
وإذا كانوا ستة كتب الله لكل واحد منهم
بكل ركعة أربعة آلاف وثمانمائة صلاة،
وإذا كانوا سبعة كتب الله لكل واحد منهم بكل
ركعة تسعة آلاف وستمائة صلاة،
وإذا كانوا ثمانية كتب الله لكل واحد منهم
بكل ركعة تسعة عشر ألفا ومائتي صلاة،
وإذا كانوا تسعة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة
ستة وثلاثين ألفا واربعمائة صلاة،
وإذا كانوا عشرة كتب الله لكل واحد منهم
بكل ركعة سبعين ألفا وألفين وثمانمائة صلاة،
فإن زادوا على العشرة فلو صارت السماوات كلها
قرطاسا والبحار مدادا والأشجار أقلاما والثقلان
مع الملائكة كتابا لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة،
يا محمد ! تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام خير
من ستين ألف حجة وعمرة، وخير من الدنيا
وما فيها بسبعين ألف مرة،
وركعة يصليها المؤمن مع الإمام خير من مائة
ألف دينار يتصدق بها على المساكين،
وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام في جماعة
خير من عتق مائة رقبة .
وعن الصادق ( ع) الصلاة خلف العالم بألف ركعة،
وخلف القرشي بمائة .
ولا يخفي أنه إذا تعدد جهات الفضل تضاعف الأجر،
فإذا كانت في مسجد السوق الذي تكون الصلاة
فيه باثنتي عشرة صلاة يتضاعف بمقداره،
وإذا كانت في مسجد القبيلة الذي تكون
الصلاة فيه بخمسة وعشرين فكذلك،
وإذا كانت في المسجد الجامع الذي تكون
الصلاة فيه بمائة يتضاعف بقدره، وكذا إذا كانت
في مسجد الكوفة الذي بألف أو كانت عند علي
(عليه السلام) الذي فيه بمائتي ألف،
وإذا كانت خلف العالم أو السيد فأفضل،
وإن كانت خلف العالم السيد فأفضل وكلما
كان الإمام أوثق وأورع وأفضل فأفضل
وإذا كان المأمومون ذوو فضل فتكون أفضل،
وكلما كان المأمومون أكثر كان الأجر أزيد،
ولا يجوز تركها رغبة عنها أو استخفافا بها،
ففي الخبر: لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد
إلا من علة، ولا غيبة لمن صلى في بيته
ورغب عن جماعتنا، ومن رغب عن جماعة المسلمين
وجب على المسلمين غيبته، وسقطت بينهم عدالته،
ووجب هجرانه، وإذا دفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره،
فإن حضر جماعة المسلمين وإلا احرق عليه بيته.
وفي آخر:
أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بلغه أن قوما
لا يحضرون الصلاة في المسجد فخطب فقال:
إن قوما لا يحضرون الصلاة معنا في مساجدنا
فلا يؤاكلونا ولا يشاربونا ولا يشاورونا ولا يناكحونا،
أو يحضروا معنا صلاة جماعة، وإني لأوشك بنار
تشعل في دورهم فاحرقها عليهم أو ينتهون،
قال: فامتنع المسلمون من مؤاكلتهم ومشاربتهم
ومناكحتهم حتى حضروا لجماعة المسلمين.
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.
آداب صلاة العيدين
صلاة العيدين، وهي واجبة في زمان الحضور
مع اجتماع الشرائط، ومستحبة في عصر الغيبة جماعة
وفرادى، ولا يعتبر فيها العدد ولا تباعد الجماعتين،
ولا غير ذلك من شرائط صلاة الجمعة،
وكيفيتها:
ركعتان يقرأ في كل منهما الحمد وسورة،
والأفضل أن يقرأ في الأولى «والشمس»
وفي الثانية «الغاشية» أو في الأولى
«الأعلى» وفي الثانية «والشمس»
ثم يكبّر في الأولى خمس تكبيرات،
ويقنت عقيب كل تكبيرة، وفي الثانية بكبر
بعد القراءة أربعاً، ويقنت بعد كل واحدة
على الأحوط في التكبيرات والقنوتات،
ويجزي في القنوت ما يجزي في قنوت سائر الصلوات،
والأفضل أن يدعو بالمأثور،
فيقول في كل واحد منها:
«اللهم أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت،
وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة،
أسألك بحقّ هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً،
ولمحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم ذخراً ومزيداً،
أن تصلّي على محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت على
عبد من عبادك، وصلِّ على ملائكتك ورسلك،
واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات،
الأحياء منهم والأموات،
اللهم إنّي أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون،
وأعوذ بك من شرّ ما استعاذ بك منه عبادك المخلصون»،
ويأتي الإمام بخطبتين بعد الصلاة يفصل بينهما
بجلسة خفيفة، ولا يجب الحضور عندهما،
ولا الاصغاء ويجوز تركهما في زمان الغيبة
وإن كان الصلاة جماعة.
ليس في هذه الصلاة أذان ولا إقامة، بل يستحب
أن يقول المؤذن: الصلاة ـ ثلاثاً ـ
وقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، والأظهر
سقوط قضائها لو فاتت، نعم إن ثبت بعد الزوال
أن اليوم يوم عيد الفطر تؤخّر الصلاة إلى
الغد قبل الزوال، ويستحب الغسل قبلها،
والجهر فيها بالقراءة، إماماً كان أو منفرداً،
ورفع اليدين حال التكبيرات، والسجود على الأرض
والاصحار بها إلا في مكة المعظمة فإن الاتيان
بها في المسجد الحرام أفضل وأن يخرج إليها
راجلاً حافياً لابساً عمامة بيضاء مشمراً ثوبه إلى ساقه
وأن يأكل قبل خروجه إلى الصلاة في الفطر،
وبعد عوده في الأضحى مما يضحي به إن كان.

صلاة الغفيلة
صلاة الغفيلة، وهي: ركعتان بين المغرب والعشاء،
يقرأ في الأولى بعد الحمد
«وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن نقدر عليه،
فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت،
سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه
من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين»
وفي الثانية بعد الحمد: «وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها
إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط
من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض
ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين»
ثم يرفع يديه ويقول:
«اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا
أنت أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل
بي كذا وكذا»
ويذكر حاجته، ثم يقول: «اللهم أنت ولي نعمتي
والقادر على طلبتي تعلم حاجتي فأسألك
بحق محمد وآله عليه وعليهم السلام لما (وفي نسخة إلا)
قضيتها لي»
ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء اللّه تعالى،
وقد ورد أنها تورث دار الكرامة ودار السلام
وهي الجنة.
قيل بجواز الاتيان بركعتين من نافلة المغرب
بصورة صلاة الغفيلة فيكون ذلك من تداخل
المستحبين ولكن لا يخلو عن إشكال،
نعم يجوز الاتيان بركعتين بنية الأعم من النافلة
والغفيلة بمعنى أن تكونا من نافلة المغرب
إن لم تثبت الغفيلة.
صلاة الوحشة (ليلة الدفن)
صلاة ليلة الدفن، وتسمى صلاة الوحشة،
وهي ركعتان;
يقرأ في الأولى بعد الحمد آية الكرسي والأحوط قراءتها إلى:
«هم فيها خالدون»
وفي الثانية بعد الحمد سورة القدر عشر مرات،
وبعد السلام يقول:
«اللهم صلّ على محمد وآل محمد وابعث ثوابها
إلى قبر فلان» ويسمي الميت،
وفي رواية بعد الحمد في الأولى التوحيد مرتين،
وبعد الحمد في الثانية سورة التكاثر عشراً،
ثم الدعاء المذكور،
والجمع بين الكيفيتين أولى وأفضل.
وقتها الليلة الأولى من الدفن فإذا لم يدفن
الميت إلا بعد مرور مدة أخرت الصلاة إلى الليلة الأولى
من الدفن، ويجوز الاتيان بها في جميع آنات الليل،
وإن كان التعجيل أولى.
صلاة اول الشهر
صلاة أول يوم من كل شهر، وهي:
ركعتان يقرأ في الأولى بعد الحمد سورة التوحيد
ثلاثين مرة،
وفي الثانية بعد الحمد سورة القدر ثلاثين مرة
ثم يتصدق بما تيسر، يشتري بذلك سلامة الشهر،
ويستحب قراءة هذه الآيات الكريمة بعدها وهي:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم وما من دابة في الأرض
إلا على اللّه رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها
كل في كتاب مبين، بسم اللّه الرحمن الرحيم
وإن يمسسك اللّه بضر فلا كاشف له إلا هو،
وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير،
بسم اللّه الرحمن الرحيم سيجعل اللّه بعد عسر يسراً،
ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه حسبنا اللّه ونعم الوكيل،
وأفوّض أمري إلى اللّه إنّ اللّه بصير بالعباد،
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
، رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير،
ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين».
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
نقلدكم أمانة الدعاء ...