الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سئل الحسن بن علي (ع) فقيل له:
ما العقل؟.. قال (ع):
التجرّع للغصّة حتى تنال الفرصة.
قال أمير المؤمنين (ع) للحسن (ع):
يا بني ما العقل ؟!..
قال: حفظ قلبك ما استودعه،
قال: فما الجهل ؟..
قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها
والامتناع عن الجواب، ونِعمَ العون الصمت
في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا.
قال علي (ع):
العاقل لا يُحدّث مَن يخاف تكذيبه، ولا يسأل مَن يخاف
منعه، ولا يقدم على ما يخاف العذر منه،
ولا يرجو مَن لا يوثق برجائه.
قال الصادق (ع):
يُستدلّ بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته،
وبرسوله على فهمه وفطنته.
قال النبي (ص): رأس العقل بعد الإيمان التودد
إلى الناس، وقال (ص):
أعقل الناس محسنٌ خائفٌ، وأجهلهم مسيئٌ آمنٌ.
قال أمير المؤمنين (ع):
ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث:
مرمة لمعاش ، أو حظوة (أي مكانة) في معاد،
أو لذ في غير محرّم .
روي أنّ رسول الله (ص):
مرّ بمجنون، فقال : ما له؟..
فقيل: إنه مجنون ،
فقال (ص):: بل هو مصابٌ، إنما المجنون مَن آثر الدنيا
على الآخرة.
قال النبي (ص): ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا،
أن يكون له أربع ساعات من النهار:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه
، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه،
وساعة يُخلي بين نفسه
ولذتها من أمر الدنيا فيما يحلّ ويحمد.
وصية الكاظم (ع) لهشام بن الحكم وصفته للعقل:
يا هشام !.. إنّ لقمان قال لابنه:
تواضع للحق تكن أعقل الناس، يا بني !..
إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيه عالمٌ كثيرٌ،
فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وجسرها الإيمان،
وشراعها التوكل، وقيّمها العقل، ودليلها العلم،
وسكّانها الصبر ....
يا هشام !.. لو كان في يدك جوزةٌ وقال الناس:
لؤلؤةٌ ، ما كان ينفعك وأنت تعلم أنّها جوزةٌ،
ولو كان في يدك لؤلؤةٌ وقال الناس:
أنّها جوزةٌ، ما ضرّك وأنت تعلم أنّها لؤلؤةٌ !....
يا هشام !.. مَن سلّط ثلاثاّ على ثلاث،
فكأنّما أعان هواه على هدم عقله:
مَن أظلم نور فكره بطول أمله،
ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ،
وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه،
فكأنّما أعان هواه على هدم عقله
، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.
يا هشام !.. كيف يزكو عند الله عملك ؟..
وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربّك
، وأطعت هواك على غلبة عقلك .
يا هشام !.. الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل،
فمَن عقل عن الله
تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها،
ورغب فيما عند ربّه،
وكان أنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة،
وغناه في العيلة، ومعزّه في غير عشيرة ....
يا هشام !.. إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى
ما في الدنيا يكفيك، وإن كان
لا يغنيك ما يكفيك فليس شيءٌ من الدنيا يغنيك.
يا هشام !.. إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا،
فكيف الذنوب ؟..
وترك الدنيا من الفضل، وترك الذنوب من الفرض....
يا هشام !.. لاتمنحوا الجهّال الحكمة فتظلموها،
ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
يا هشام !.. كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا
لهم الدنيا....
يا هشام !.. رحم الله مَن استحيا من الله حق الحياء:
فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى،
وذكر الموت والبلى، وعلم أنّ الجنّة محفوفة
بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات....
يا هشام !.. اصلح أيامك الذي هو أمامك،
فانظر أي يوم هو ؟.. وأعد له الجواب فإنك موقوفٌ
ومسؤولٌ،
وخذ موعظتك من الدهر وأهله،
فإنّ الدهر طويلةٌ قصيرةٌ، فاعمل كأنك ترى ثواب
عملك لتكون أطمع في ذلك،
واعقل عن الله، وانظر في تصرف الدهر وأحواله،
فإنّ ما هو آتٍ من الدنيا كما
ولّى منها فاعتبر بها.
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
ونسألكم صالح الدعاء..
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....