بسم الله الرحمن الرحيم
يخيل لنا أن الأرض ثابته بينما هي تنطلق في الفضاء بسرعة 65000 ميل في الساعه وهي مجرد فرد بين أفراد المجموعة الشمسية تلك المج! موعة الواحدة من بين عدة مجموعات تؤلف فيما بينها مدينة كبيرة اسمها ( المجرة ) تضم أكثر من مائة ألف مليون نجم تدور كما تدور عجلة هائلة حول نفسها في الفضاء والشمس تقطع الدورة الواحدة حول هذه المجرة في ثلاثمائة مليون سنة بسرعة 72000 ميل في الساعة !!
وكل منها تبتعد عن الأخرى بمسافات هائلة شاسعة !!
!
والمجرة ما هي إلا واحدة من عديد المجرات المقدرة بالملايين و التي تسبح في الفضاء
وفي الحسابات الفلكية الأخيرة أن مجموع مادة الكون التي توصل لها العلم 11000 مليون مليون مليون شمس ، وفي الكون من النجوم ما يفوق حبات رمال الصحراء في العدد ومتوسط حجم كل نجم حوالي مليون مرة حجم الأرض ، وليس معنى ذلك أن الكون مزدحم بالنجوم فالحقيقة أن الكون مخلخل جداً وأغلبه فضاء !!!!
والكون يفقد مادته باستمرار ويفنى ويبرد شيئا فشيئا ، والشمس تفقد كل يوم ي في الكبر ، أنت كل شئ أمام الجسيمات اللا متناهية في الصغر ( الذرات والكائنات وحيدة الخلية ) ، منفتح للاكتشاف والبحث من موقعك الوسط للا متناهيات ، أنت الكتا350000مليون طن من وزنها يتحول إلى أشعة وهي لهذا تضمر وتنطفئ رويدا رويداً !!!!!
لا تستعجب وأنت تقرأ تلك المعلومات عن حجم الكون ، فالمعجزة ما وعى ذلك الكون وهو عقلك أيها الإنسان ، فعقلك أكبر من ذلك الكون ، لقد وعيته وأدركته ووسعته واحتويته كما احتويت نفسك أيضاً : (فأنت أعجب مخلوقات الله ، أنت وسط اللا متناهيين ، أنت لا شئ أمام الكون اللا متناهب الجامع والكون مجرد صفحات من ذلك الكتاب .
انت ذلك المخلوق الذي أمر الله تعالى الملائكة بالسجود له وأكرمه غاية الإكرام ،
جمع الله تعالى فيك خواص الكون كله فقد منحك خاصية التغير والتبدل التي هي من خواص المادة ، فقد خلقك الله من تراب الأرض :
(( والله أنبتكم من الأرض نباتا )) << سورة نوح : 17 >>
منحك خاصية نمو وخاصية الحيوان بالقدرة على الحس والشعور وسيطرة الغرائز والشهوات عليك ، ومنحك خاصية الملائكة وهي التعرف على الخالق والخضوع له وعبادته ابتغاء رضوانه .
خلق الله تعالى لك السمع والبصر فاستطعت التعرف على الكون الكبير ، وأودع فيك العقل والتفكير ، فطفت وجلت في أكثر من مجال : سبرت أغوار الأرض وأخرجت كنوزها وطرت في السماء وتعرفت على أسرارها ودققت أبواب الكواكب والأقمار وأدرك حقيقتها .
ولم يخلق الله جل وعلا الكون إلا لأجلك ، يقول تعالى في الحديث القدسي :
(( ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تشتغل بما هو لك عمن هو لي ))
وقد قال تعالى :
(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
وصدق أمير المؤمنين عليه السلام :
أتزعم أنك جرم صغير ، ، ، وفيك انطوى العالم الأكبر ؟
الموضوع منقول 


نسألكم الدعاء