الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: تتمة ل آداب الحج و العمرة ::
علة الحرم و أعلامه و شرفه
و أحكامه
{وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَٱتَّخِذُواْ
مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ
أَن طَهّرَا بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَـٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ.
وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ
مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ مَنْ ءامَنَ مِنْهُم بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ
قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ
عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ}
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
(إذا بلغت باب المسجد، فاعلم أنّك قصدت باب بيت ملك
عظيم، لا يطأ بساطه إلاّ المطهرون،
ولا يؤذن بمجالسة مجلسه إلاّ الصدّيقون،
وهب القدوم إلى بساط خدمة الملك، فإنّك على خطر
عظيم إن غفلت هيبة الملك!..
واعلم أنّه قادر على ما يشاء من العدل والفضل
معك وبك: فإن عطف عليك برحمته وفضله؛
قَبِلَ منك يسير الطاعة، وآجرك عليها ثواباً كثيراً..
وإن طالبك باستحقاقه الصدق والإخلاص عدلاً بك؛
حجبك وردَّ طاعتك وإن كثرت، وهو فعّال لما يريد..
واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه،
فإنّك قد توجّهت للعبادة له والمؤانسة..
واعرض أسرارك عليه، ولتعلم أنّه لا تخفى عليه أسرار
الخلائق أجمعين وعلانيتهم..
وكن كأفقر عباده بين يديه، وأخل قلبك عن كل شاغل
يحجبك عن ربّك، فإنّه لايقبل إلاَّ الأطهر والأخلص..
وانظر من أيّ ديوان يخرج اسمك،
فإن ذقت من حلاوة مناجاته، ولذيذ مخاطباته،
وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله
عليك وإجابته؛ فقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الأمن
والأمان، وإلاَّ فقف وقوف مضطرّ قد انقطع عنه الحيل،
وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل..
فإذا علم الله عزّ وجلّ من قلبك صدق الالتجاء إليه،
نظر إليك بعين الرحمة والرأفة والعطف،
ووفقّك لما يحبّ ويرضى.. فإنه كريم يحبُّ
الكرامة لعباده المضطرين إليه، المحترقين
على بابه لطلب مرضاته، قال الله عزّ وجلّ:
﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾).
فاعلم أنّك قصدت باب بيت ملك عظيم)..
إن الإنسان عليه أن يعترف قائلاً:
(مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَمَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ)!..
فيك يا أعجوبة الكون *** غدا الفكر كليلا
كلمـا أقدم فكري *** فيك شبرا فرّ ميـلا
عن حفص بن البختري قال:
سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يجني الجناية
في غير الحرم، ثم يلجأ إلى الحرم يقام عليه الحد؟
قال: " لا و لا يطعم و لا يسقى و لا يكلم و لا يبايع ،
فإنه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيقام عليه الحد ..
و إذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم
لأنه لم يرع للحرم حرمة ".
" إن كان لك على رجل حق فوجدته بمكة
أو في الحرم فلا تطالبه و لا تسلم عليه فتفزعه،
إلا أن تكون أعطيته حقك في الحرم فلا بأس
أن تطالبه في الحرم ".
عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال:
قلت أرأيت قوله (وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِنا)ً
البيت عنى أو الحرم ؟؟
قال (ع): " من دخل الحرم من الناس مستجيراً
به فهو آمن .. و من دخل البيت من المؤمنين
مستجيراً به فهو آمن من سخط الله ..
و من دخل الحرم من الوحش و السباع و الطير
فهو آمن من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج
من الحرم ".
فضل المدينة و حرمها و آدابها
عن يونس بن يعقوب قال:
سألت أبا الحسن موسى (ع) يحرم علي في
حرم رسول الله (ص) ما يحرم في حرم
الله عز و جل ؟
قال: " لا ".
و عن علي صلوات الله عليه أنه قال:
" من خرج من المدينة رغبة عنها أبدله
الله شرا منها ".
" و أفضل موضع يصلى فيه منه ما قرب من القبر ..
و إذا دخلت المدينة فاغتسل و أت المسجد فابدأ
بقبر النبي (ص) فقف به و سلم على النبي (ص)،
و اشهد له بالرسالة و البلاغ و أكثر من الصلاة عليه
و ادع من الدعاء بما فتح الله لك فيه ".
و عن علي (ع): " أن رسول الله (ص)
قال من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر
إلي في حياتي ، فمن لم يستطع زيارة قبري
فليبعث إلي بالسلام فإنه يبلغني ".
و عن جعفر بن محمد (ع) أنه قال:
" و من المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها
و تشاهد و يصلى فيها و يتعاهد ، مسجد قباء ..
و هو المسجد الذي أسس على التقوى ..
و مسجد الفتح ، و مشربة أم إبراهيم ،
و قبر حمزة ، و قبور الشهداء ".
و عنه صلوات الله عليه أنه قال:
" ينبغي للزائر أن يكون آخر عهده خارجاً
من المدينة قبر النبي (ص) ، يودعه كما يفعل يوم دخوله ..
و يقول كما قال و يدعو و يودع بما تهيأ له
من الوداع و ينصرف ".
أن المساجد، هي بيوت الله عز وجل، وهي محطات
الأنس برب العالمين.. فهنيئاً لمن كان: أنسه،
وسكنه وارتياحه، ولذته، وعشقه، وغرامه،
ومناجاته في بيوت الله عز وجل!..
وأقدسها بيت الله الحرام.
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
نقلدكم أمانة الدعاء ...
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....