الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: تتمة ل آداب الحج و العمرة ::
لم سمي الحج حجا
سئل أبي جعفر (ع)، لم سمي الحج حجا ؟ ..
قال: حج فلان أي أفلح فلان.
وجوب الحج و فضله و عقاب تركه
عن المشمعل الأسدي قال: خرجت ذات سنة حاجا
فانصرفت إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (ع)
فقال: "من أين بك يا مشمعل"
فقلت: جعلت فداك كنت حاجا،
فقال: " أو تدري ما للحاج من الثواب " ؟
فقلت: ما أدري حتى تعلمني،
فقال: "إن العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعا و صلى
ركعتيه و سعى بين الصفا و المروة،
كتب الله له ستة آلاف حسنة و حط عنه ستة آلاف سيئة
ورفع له ستة آلاف درجة و
قضى له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا وادخر له
للآخرة كذا "
فقلت له: جعلت فداك إن هذا لكثي،
فقال: " أفلا أخبرك بما هو أكثر من ذلك
" قال قلت بلى،
فقال (ع): "لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة
و حجة و حجة حتى عد عشر حجج".
عن أبا عبد الله الصادق (ع) قال:
" الحج أفضل من عتق عشر رقبات حتى عد سبعين
رقبة، و الطواف و ركعتاه أفضل
من عتق رقبة."
عن أبي جعفر (ع) قال: " لأن أحج حجة أحب
إلي من أن أعتق رقبة، حتى انتهى إلى عشرة
ومثلها حتى انتهى إلى سبعين .. ولأن أعول أهل بيت
من المسلمين و أشبع جوعتهم و أكسو عريهم
و أكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن
أحج حجة و حجة و حجة حتى انتهى إلى عشرة
و مثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين".
عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن رجل لم
يحج قط و له مال ؟
قال: " هو ممن قال الله ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى )"
قلت: سبحان الله أعمى ؟
قال : " أعماه الله عن طريق الجنة ".
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّه)ِ .. أي حجوا.
يَقُولَ ( رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ )
.. يعني أحج.
قال رسول الله (ص): " للحاج و المعتمر
إحدى ثلاث خصال، إما يقال له قد غفر لك ما مضى
وما بقي، و إما أن يقال له قد غفر لك ما مضى
فاستأنف العمل، و إما أن يقال له قد حفظت
في أهلك و ولدك و هي أحسنهن".
في موعظة أبي ذر (رحمه الله) ..
وحج حجة لعظائم الأمور.
عن أبي عبد الله (ع) قال:
" من حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت".
سمعت جعفر بن محمد (ع) يحدث أن:
" ضيفان الله عز وجل ..
رجل حج و اعتمر فهو ضيف الله حتى يرجع
إلى منزله، و رجل كان في صلاته فهو في
كنف الله حتى ينصرف،
و رجل زار أخاه المؤمن في الله عز و جل
و هو زائر الله في عاجل ثوابه وخزائن رحمته.
قال رسول الله (ص):
" الحج ثلاثة .. فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ما تقدم
من ذنبه و ما تأخر ووقاه الله عذاب النار،
و أما الذي يليه .. فرجل غفر له ما تقدم من ذنبه
و يستأنف العمل فيما بقي من عمره،
و أما الذي يليه .. فرجل حُفظ في أهله و ماله".
فيما أوصى به النبي (ص) عليا (ع) ...
"يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة، القاتل
و الساحر و الديوث و ناكح المرأة حراما
في دبرها و ناكح البهيمة و من نكح ذات محرم منه
و الساعي في الفتنة و بايع السلاح من أهل الحرب
و مانع الزكاة و من وجد سعة فمات
و لم يحج ".
قال أمير المؤمنين (ع): " الحج جهاد كل ضعيف "
وقال (ع):
" نفقة درهم في الحج تعدل ألف درهم ".
قال أمير المؤمنين (ع): "الحاج و المعتمر وفد الله
و حق على الله تعالى أن يكرم وفده
و يحبوه بالمغفرة ".
عن أبي عبد الله (ع) قال: " الحاج حملانه
و ضمانه على الله .. فإذا دخل المسجد الحرام
وكل به ملكان يحفظان عليه طوافه وسعيه،
فإذا كانت عشية عرفة ضربا على منكبه الأيمن
ثم يقولان يا هذا أما ما مضى فقد كفيته
فانظر كيف تكون فيما تستقبل ".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
" إن العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع قدما
ولم يضع قدما إلا كتب الله له بها حسنة ..
حتى إذا استقل لم يرفع بعيره خفا ولم يضع
خفا إلا كتب الله له بها حسنة ..
حتى إذا قضى حجه مكث ذا الحجة و محرم و صفر
يكتب له الحسنات و لا يكتب عليه السيئات إلا
أن يأتي بكبيرة ".
عن أبي عبد الله (ع) قال: " لو كان لأحدكم
مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل
الحج و لدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفي ألف
درهم في سبيل الله ".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
" إن المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه .. يحفظ الله
عليه نفسه و أهله ،حتى إذا انتهى إلى المكان
الذي يحرم فيه وكل ملكان يكتبان له أثره
و يضربان على منكبيه و يقولان له أما
ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل ".
قدم رجل على أبي الحسن (ع) فقال له:
"قدمت حاجا ؟"
فقال: نعم , فقال: "تدري ما للحاج ؟"
قال قلت: لا قال: "من قدم حاجا و طاف بالبيت
و صلى ركعتين .. كتب الله له سبعين ألف حسنة،
و محا عنه سبعين ألف سيئة، و شفعه في سبعين
ألف حاجة، و كتب له عتق سبعين رقبة كل رقبة
عشرة آلاف درهم".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
"إذا اجتمع الناس بمنى، نادى مناد أيها الجمع
لو تعلمون بمن حللتم لأيقنتم بالمغفرة بعد الخلف ..
ثم يقول الله تبارك و تعالى إن عبدا أوسعت
عليه في رزقه لم يفد إلي في كل أربع لمحروم ".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
"إذا كان الرجل من شأنه الحج في كل سنة،
ثم تخلف سنة فلم يخرج .. قالت الملائكة الذين
هم على الأرض للذين هم على الجبال لقد
فقدنا صوت فلان .. فيقولون اطلبوه فيطلبوه
فلا يصيبونه .. فيقولون اللهم إن كان حبسه
دين فأده عنه أو مرض فاشفه أو فقر فأغنهم
أو حبس ففرج عنهم أو فعل بهم فافعل بهم ..
و الناس يدعون لأنفسهم و هم يدعون لمن تخلف ".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
"من أراد الحج فتهيأ له فحرمه فبذنب حرمه .
قال أبو عبد الله (ع):
" من اتخذ محملا للحج كان كمن ارتبط فرسا
في سبيل الله.
عن عبد الله الحجال رفعه قال:
"لا يزال على الحاج نور الحج ما لم يذنب ".
عن حديرة قال: قلت لأبي عبد الله (ع) جعلت فداك
أيما أفضل الحج أو الصدقة ؟
قال: " هذه مسألة فيها مسألتان"
قال: " كم المال يكون ما يحمل صاحبه إلى الحج ؟ "
قلت: لا .
قال: "إذا كان مالا يحمل إلى الحج، فالصدقة
لا تعدل الحج، الحج أفضل .. و إن كانت لا،
تكون إلا القليل فالصدقة "
قلت: فالجهاد ؟
قال: "الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض
في وقت الجهاد، و لا جهاد إلا مع الإمام "
قلت: فالزيارة ؟ قلت زيارة النبي (ص)
و زيارة الأوصياء و زيارة حمزة و بالعراق
زيارة الحسين (ع) قلت: فما لمن زار الحسين (ع) ؟
قال:" يخوض في الرحمة و يستوجب الرضا،
و يصرف عنه السوء، و يدر عليه الرزق،
و تشيعه الملائكة، و يلبس نوراُ تعرفه به الحفظة ..
فلا يمر بأحد من الحفظة إلا دعا له".
سؤل لأبي الحسن (ع) .. كيف صار الحاج لا يكتب
عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق رأسه ؟
فقال (ع) : " إن الله أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر،
إذ يقول ( فَسِيحُوا فِي الارْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ..
فأباح للمؤمنين إذا زاروه حلاً من الذنوب أربعة أشهر ..
و كانوا أحق بذلك من المشركين ".
عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) قال:
قال رسول الله (ص): "سافروا تصحوا،
و جاهدوا تغنموا، و حجوا تستغنوا ".
اعلم يرحمك الله أن الحج فريضة من فرائض الله جل
و عز اللازمة الواجبة ( مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سبيلا )
و قد وجب في طول العمر مرة واحدة،
و وعد عليها من الثواب الجنة و العفو من الذنوب
و سمي تاركه كافرا و توعد على تاركه
بالنار فنعوذ بالله من النار.
و روي أن مناديا ينادي بالحاج إذا قضوا مناسكهم
"قد غفر لكم ما مضى فاستأنفوا العمل".
روي عن العالم (ع): " أنه لا يقف أحدٌ من موافق
أو مخالف في الموقف إلا غفر له " فقيل له:
إنه يقفه الشاري و الناصب و غيرهما ؟
فقال: " يغفر للجميع .. حتى أن أحدهم لو لم يعاود
إلى ما كان عليه ما وجد شيء مما قد تقدم،
وكلهم معاود قبل الخروج من الموقف.
و روي أنه " حجة مقبولة خير من الدنيا
و ما فيها ".
عن أبا عبد الله (ع) يذكر الحج فقال:
إن رسول الله (ص) قال:
" هو أحد الجهادين .. هو جهاد الضعفاء ونحن
الضعفاء، إنه ليس شيء أفضل من الحج إلا الصلاة،
و في الحج هاهنا صلاة و ليس في الصلاة
قبلكم حج، لا تدع الحج و أنت تقدر عليه،
أ لا ترى أنه يشعث فيه رأسك و يقشف فيه جلدك،
و تمنع فيه من النظر إلى النساء ..
إنا هاهنا و نحن قريب و لنا مياه متصلة،
فما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد،
و ما من ملك و لا سوقة يصل إلى الحج
إلا بمشقة من تغير مطعم أو مشرب أو ريح
أو شمس لا يستطيع ردها و ذلك لقول الله
( وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ
الانْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) ".
عن أبي عبد الله (ع) قال: " الحاج لا يملق أبداً "
قال قلت: و ما الإملاق ؟
قال: " الإفلاس، ثم قال (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ
مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ ) ".
عن أبي بصير قال سألته عن قول الله عز و جل
( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الاخِرَةِ
أَعْمى وَ أَضَلُّ سبيلا )
فقال: " ذاك الذي سوف الحج ..
يعني حجة الإسلام، يقول العام أحج العام
أحج حتى يجيئه الموت ".
عن أبي عبد الله (ع) قال قال: "
رسول الله (ص) الحج و العمرة ينفيان الفقر
و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ".
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
نقلدكم أمانة الدعاء ...