عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2012, 06:25 PM   #32
حور عين
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
 
الصورة الرمزية حور عين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
حور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



وقد يصل الإنسان السالك إلى (مقام التفكر) وهو صامت,
يفكر في نفسه ومن حوله وفي الآفاق, وليس شرطاً
أن يكون في عزلة قد يكون في وسط الناس في عالم الكثرة
وهو في عالم الوحدة مع الله سبحانه وتعالى,

ولهذا جاء في الأثر إن عيسى بن مريم على نبينا
وآله وعليه السلام قال:
(طوبى لمن كان صمته فكراً ونظره عبرة).

موقف في خصوص التفكر حصل مع طالب للعلوم
الدينية ومع أحد المشايخ المهتمين بالسير والسلوك
والعرفان والأخلاق,
وكان ذلك في بداية دراستهـ للعلوم الدينية وبحسب
قناعة الإمام الخميني (رهـ) بأن على الطالب
إذا أراد أن يدرس في الحوزة عليه أن يبدأ
بعلم الأخلاق قبل أي علم آخر,


وعلى هذا الأساس ذهب الطالب إلى هذا الشيخ الجليل
وطلب منه درساً في علم الأخلاق لكنه
اعتذر لكثرة الانشغال وعدم وجود فسحة
من الوقت للالتزام بدرس جديد,

وجلس الطالب يلح عليه لحاجته الماسة لهذا الدرس
ولكن دون جدوى,
وهنا انقدح في ذهنه أن لا يخرج من عنده
إلا بفائدة تعينه على تهذيب نفسه فقال له:

إذن أعطني توجيهاً أو نصيحة أعمل بها تنفعني
في حياتي,
سكت الشيخ عنه لفترة وهو ينظر إلى الأرض
وكأنه يبحث عن دواء من صيدليته الأخلاقية
يتناسب وحالته, وبعد هذا السكوت والتفكير قال له:

عليك بالصمت, قال الطالبمتعجباً: الصمت!!

قال: نعم الزم الصمت ولا تتحدث إلا لحاجة
وإذا كان هناك غيرك سوف يتحدث بشيء
كنت تريد أن تتحدث به فاصمتّ,

قال له: ولماذا الصمت بالذات دون غيره؟

قال: إن الصمت يقودك بعد فترة إلى باب التفكير
وسوف تستفيد منه كثيراً وأضاف قائلاً:
واعلم إن أكثر المشاكل التي يتورط فيها الطلبة
آتية من كثرة الكلام والتدخل
فيما لا يعنيهم.

وخرج الطالب من عند الأستاذ الشيخ وهو يفكر فيما
قاله الشيخ ,مما جعله يبحث هو في بطون الكتب
عن أحاديث لأهل البيت (ع) حول الصمت
وقد حصل على بعضها واكتشف من خلال قراءته
لتلك الروايات أن الصمت شيءٌ
مهم جداً للسالك,

وتتضح أهميته عندما ينزِّل السالك هذا المفهوم
النظري إلى حيز التطبيق العملي,
بعدها يلمس الأثر الإيجابي على نفسه.

يقول أحد العرفاء: في ليلة من الليالي فقدت
حالة من إيماني بالله وولاية صاحب الزمان
ومن اليقين التام بحقائق ومعارف يوم القيامة
(وبالآخرة هم يوقنون)

وكنت أتمنى أن تدوم معي هذه الحالة ولا تفارقني
لحظة واحدة ولكني فقدتها ولعل ذلك يعود إلى
ترددي على محافل مختلفة وتحدثي بأشياء
لا طائل من ورائها,
حيث الصمت والسكوت من شروط التكامل الروحي.



روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال:
" السكوت ذهب والكلام فضة " .

"كان أمير المؤمنين(ع) يقول: يا طالب العلم!
إن للعالم ثلاث علامات العلم والحلم والصمت،

وللمتكلّف"الذي يدعي العلم ولا يملك منه إلا القشور
"ثلاث علامات:
ينازع من فوقه بالمعصية" يعصي الله فيظلمه حقّه "
ويظلم من دونه بالغلبة", أي يتسلّط على من هو أسفل
منه فيتغلّب عليه بقوته وبجاهه.
"ويظاهر الظلمة" ....ينصرهم ويؤيدهم.

وروي عن الرضا ( عليه السلام ) قال:
" إن الصمت باب من أبواب الحكمة،
يكسب المحبة، إنه دليل على كل خير ".

وعنه (عليه السلام) قال : " اتقوا الله
، وعليكم بالصمت ".

وعنه (ع) قال:
"إنّ من علامات الفقه الحلم":
لأنّ الحلم يعلّم الإنسان سعة الصدر عندما
يواجه الأفكار المختلفة ويجعل الإنسان يعيش
معنى الإنسانية في ذاته.

"والصمت" بحيث لا يكون الفقيه مهذاراً فلا يتكلم الكلمة
إلا بعد أن يدرسها فيدرس سرّ الحق فيها،
ولذلك فهو يصمت أكثر مما يتكلّم لأنه يفكّر
قبل أن يتكلّم ولا يتكلّم إلا بعد أن يفكّر.


يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه






ونسألكم صالح الدعاء..









__________________
التوقيع



فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا

( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،




اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر



نسأل الجميع براءة الذمة.....
حور عين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس