بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم
عن كتاب فلاح السائل للعارف السالك المجاهد
ابن طاووس رضي الله عنه قال;
جاء في الحديث أن رزاما مولى خالد بن عبدالله
الذي كان من الأشقياء, سأل الإمام جعفر بن محمّد
عليه السلام بحضرة أبي جعفر المنصور عن الصلاة
وحدودها.
فقال عليه السلام;
للصلاة أربعة آلاف حدّ لست تفي بواحد منها
فقال أخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلاة إلا به.
فقال عليه السلام; لا تتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ
وتمام بالغ غير نازغ ولا زائغ عرف فأخبت فثبت
وهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع
كأنّ الوعد له صنع والوعيد به وقع بذل عرضه
وتمثل غرضه وبذل في الله المهجة وتنكّب إليه
المحجّة غير مرتغم بارتغام يقطع علائق الاهتمام
بعين من له قصد واليه وفد وعنه استرفد فإذا
أتى بذلك كانت هي التّي تنهى عن الفحشاء
والمنكر.
الحديث ويطول بيان هذا الحديث الشريف على
مسلك أهل المعرفة وتطبيقه مع أركان الصلاة
ومقاماتها .
فلو كانت هذه الحدود أربعة آلاف
التي ذكرها الإمام الصادق عليه السلام
من الحدود الظاهرية والآداب الصوريّة
لم يقل لست تفي بواحد منها لأنه من المعلوم
أن كل أحد يستطيع أن يقوم بالآداب الصورية
للصلاة لكن قطع العلقة عن غير الحق والوفود
إلى حضرته وبذل المهجة في سبيله وترك الغير
والغيرية بالمرّة من الأمور التي لا تتيسر لكل
أحد سوى لأهل المعرفة وأصحاب المعارف
الإلهية والأولياء الكمّل المحبّين و المجذوبين
فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهنيئاً لأرباب النعيم
نعيمهم.
جعلكم وإيانا وسائر الموالين من المؤدين لحقوق
الصلاة وعبادة الرحمن عبادة الكرام .....
وجعل نياتكم وأعمالكم في ميزان المتقين
وبارك سعيكم وأدرككم منازل في عليين
عسى أن يحشرنا الله جميعاً
في صحبة خير المرسلين وآله الطهر المنتجبين.
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....