الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: تتمة ل آداب الحج و العمرة ::
بَابُ فَضْلِ الرُّجُوعِ إِلَى الْمَدِينَةِ
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: " ابْدَءُوا بِمَكَّةَ وَ اخْتِمُوا بِنَا ".
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) أَبْدَأُ
بِالْمَدِينَةِ أَوْ بِمَكَّةَ ؟
قَالَ: " ابْدَأْ بِمَكَّةَ وَ اخْتِمْ بِالْمَدِينَةِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ ".
بَابُ وَدَاعِ قَبْرِ النَّبِيِّ (ص)
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):
" إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَاغْتَسِلْ،
ثُمَّ ائْتِ قَبْرَ النَّبِيِّ (ص) بَعْدَ مَا تَفْرُغُ مِنْ حَوَائِجِكَ
وَ اصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ عِنْدَ دُخُولِكَ ..
وَ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ
فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي
عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ ".
عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع)
عَنْ وَدَاعِ قَبْرِ النَّبِيِّ (ص);
قَالَ: " تَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ السلام عَلَيْكَ لَا جَعَلَهُ
اللَّهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ ".
عن علي عن أخيه (ع) قال: "سألته عن النوم
في مسجد الرسول ص ؟؟ "
قال: " لا يصلح ".
عن الرضا عن آبائه (ع) قال:
" قال أمير المؤمنين (ع) أربعة من قصور
الجنة في الدنيا .. المسجد الحرام و مسجد
الرسول (ص) و مسجد بيت المقدس
و مسجد الكوفة ".
عن الصادق عن آبائه (ع) قال:
" قال رسول الله (ص) صلاة في مسجدي تعدل
عند الله عشرة آلاف صلاة في غيره من المساجد ،
إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه تعدل مائة
ألف صلاة ".
عن عبد الله (ع): " أَنْ أكثر الصلاة في مسجد
رسول الله (ص) ما استطعت و قال:
إنك لا تقدر عليه كما شئت ".
عن أبا عبد الله (ع) عن الصلاة في
مسجد رسول الله (ص)..
فقال: " قال رسول الله (ص) صلاة في مسجدي
تعدل ألف صلاة في غيره، و صلاة في المسجد
الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي ..
ثم قال إن الله فضل مكة و جعل بعضها أفضل
من بعض فقال تعالى;
(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)
و قال: إن الله فضل أقواماً و أمر باتباعهم
و أمر بمودتهم في الكتاب ".
بَابُ زِيَارَةِ مَنْ بِالْبَقِيعِ - إِتْيَانِ الْمَشَاهِدِ
وَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):
لا تَدَعْ إِتْيَانَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا ..
مَسْجِدِ قُبَاءَ فَإِنَّهُ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ،
وَ مَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ،
وَ مَسْجِدِ الْفَضِيخِ ، وَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ ،
وَ مَسْجِدِ الاحْزَابِ وَ هُوَ مَسْجِدُ الْفَتْحِ ..
قَالَ وَ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ (ص) كَانَ إِذَا أَتَى قُبُورَ
الشُّهَدَاءِ قَالَ;
السلام عَلَيْكُمْ بِمَا ابْدَأْ بِقُبَا فَصَلِّ فِيهِ وَ أَكْثِرْ فَإِنَّهُ
أَوَّلُ مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) فِي هَذِهِ الْعَرْصَةِ ..
ثُمَّ ائْتِ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ فَصَلِّ فِيهَا،
وَ هِيَ مَسْكَنُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ مُصَلَّاهُ ..
ثُمَّ تَأْتِي مَسْجِدَ الْفَضِيخِ فَتُصَلِّي فِيهِ ،
فَقَدْ صَلَّى فِيهِ نَبِيُّكَ .. فَإِذَا قَضَيْتَ هَذَا الْجَانِبَ
أَتَيْتَ جَانِبَ أُحُدٍ فَبَدَأْتَ بِالْمَسْجِدِ الَّذِي دُونَ الْحَرَّةِ
فَصَلَّيْتَ فِيهِ .. ثُمَّ مَرَرْتَ بِقَبْرِ حَمْزَةَ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَلَّمْتَ عَلَيْهِ ..
ثُمَّ مَرَرْتَ بِقُبُورِ الشُّهَدَاءِ فَقُمْتَ عِنْدَهُمْ فَقُلْتَ;
السلام عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ
وَ إِنَّا بِكُمْ لاحِقُونَ .. ثُمَّ تَأْتِي الْمَسْجِدَ الَّذِي
كَانَ فِي الْمَكَانِ الْوَاسِعِ إِلَى جَنْبِ الْجَبَلِ
عَنْ يَمِينِكَ حِينَ تَدْخُلُ أُحُداً فَتُصَلِّي فِيهِ فَعِنْدَهُ
خَرَجَ النَّبِيُّ (ص) إِلَى أُحُدٍ حِينَ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ،
فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّى فِيهِ ..
ثُمَّ مُرَّ أَيْضاً حَتَّى تَرْجِعَ فَتُصَلِّيَ عِنْدَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ
مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ ..
ثُمَّ امْضِ عَلَى وَجْهِكَ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَ الاحْزَابِ
فَتُصَلِّيَ فِيهِ وَ تَدْعُوَ اللَّهَ فِيهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص)
دَعَا فِيهِ يَوْمَ الاحْزَابِ ،
وَ قَالَ ;
يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ
وَ يَا مُغِيثَ الْمَهْمُومِينَ اكْشِفْ هَمِّي وَ كَرْبِي
وَ غَمِّي فَقَدْ تَرَى حَالِي وَ حَالَ أَصْحَابِي ".
عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
" عَاشَتْ فَاطِمَةُ (ع) بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)
خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ يَوْماً، لَمْ تُرَ كَاشِرَةً وَ لا ضَاحِكَةً
تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ الاثْنَيْنِ
وَ الْخَمِيسَ، فَتَقُولُ هَاهُنَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)
وَ هَاهُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ ..
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَبَانٌ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) " أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي هُنَاكَ
وَ تَدْعُو حَتَّى مَاتَتْ (ع) ".
عنْ لَيْثٍ الْمُرَادِيِّ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنْ مَسْجِدِ الْفَضِيخِ
لِمَ سُمِّيَ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ؟
فَقَالَ: " لِنَخْلٍ يُسَمَّى الْفَضِيخَ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ
مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ".
عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):
" هَلْ أَتَيْتُمْ مَسْجِدَ قُبَاءَ أَوْ مَسْجِدَ
الْفَضِيخِ أَوْ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ؟؟
قُلْتُ: نَعَمْ
قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) شَيْءٌ
إِلَّا وَ قَدْ غُيِّرَ غَيْرَ هَذَا ".
عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى قَالَ دَخَلْتُ أَنَا
وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) مَسْجِدَ الْفَضِيخِ فَقَالَ:
" يَا عَمَّارُ تَرَى هَذِهِ الْوَهْدَةَ "
قُلْتُ: نَعَمْ
قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةُ جَعْفَرٍ الَّتِي خَلَفَ عَلَيْهَا
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) قَاعِدَةً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
وَ مَعَهَا ابْنَاهَا مِنْ جَعْفَرٍ فَبَكَتْ، فَقَالَ:
لَهَا ابْنَاهَا مَا يُبْكِيكِ يَا أُمَّهْ قَالَتْ:
بَكَيْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالا:
لَهَا تَبْكِينَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ لا تَبْكِينَ لِأَبِينَا؟!
قَالَتْ: لَيْسَ هَذَا هَكَذَا ، وَ لَكِنْ ذَكَرْتُ حَدِيثاً
حَدَّثَنِي بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَأَبْكَانِي
.. قَالا: وَ مَا هُوَ ؟
قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَقَالَ:
لِي تَرَيْنَ هَذِهِ الْوَهْدَةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كُنْتُ
أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) قَاعِدَيْنِ فِيهَا إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ
فِي حَجْرِي ثُمَّ خَفَقَ حَتَّى غَطَّ وَ حَضَرَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ
فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِي فَأَكُونَ
قَدْ آذَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص)،
حَتَّى ذَهَبَ الْوَقْتُ وَ فَاتَتْ، فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)
فَقَالَ: يَا عَلِيُّ صَلَّيْتَ قُلْتُ:
لا
قَالَ: وَ لِمَ ذَلِكَ ؟
قُلْتُ كَرِهْتُ أَنْ أُوذِيَكَ قَالَ:
فَقَامَ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَ مَدَّ يَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا وَ قَالَ اللَّهُمَّ
رُدَّ الشَّمْسَ إِلَى وَقْتِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلِيٌّ ..
فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى وَقْتِ الصلاة حَتَّى صَلَّيْتُ الْعَصْرَ
ثُمَّ انْقَضَّتْ انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ ".

العهد من الله تعالى في زيارتهم
روى عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ:
" مَا مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا وَصِيِّ نَبِيٍّ يَبْقَى فِي الارْضِ
أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ حَتَّى تُرْفَعَ رُوحُهُ
وَ عَظْمُهُ وَ لَحْمُهُ إِلَى السَّمَاءِ،
وَ إِنَّمَا تُؤْتَى مَوَاضِعُ آثَارِهِمْ وَ يُبَلِّغُونَهُمْ
مِنْ بَعِيدٍ السَّلَامَ، وَ يَسْمَعُونَهُمْ فِي مَوَاضِعِ آثَارِهِمْ
مِنْ قَرِيبٍ ".
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ:
سَمِعْتُ الرِّضَا (ع) يَقُولُ:
" إِنَّ لِكُلِّ إِمَامٍ عَهْداً فِي عُنُقِ أَوْلِيَائِهِ وَ شِيعَتِهِ ..
وَ إِنَّ مِنْ تَمَامِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَ حُسْنِ الادَاءِ زِيَارَةَ قُبُورِهِمْ،
فَمَنْ زَارَهُمْ رَغْبَةً فِي زِيَارَتِهِمْ وَ تَصْدِيقاً
بِمَا رَغِبُوا فِيهِ كَانَ أَئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
نقلدكم أمانة الدعاء ...