الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: تتمة ل آداب الحج و العمرة ::
فضل مكة و أسمائها و عللها و ذكر بعض مواطنها
و حكم المقام بها و حكم دورها
أُم القُرىَ مكة، سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها الله
من الأرض لقوله عزّ وجلّ;
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً) .
عن أبي الحسن الأول (ع) قال:
" قال رسول الله (ص) إن الله اختار من البلدان
أربعة فقال عز وجل;
(وَالتِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا الْبَلَدِ الامِينِ)
وَالتِّينِ المدينة وَ الزَّيْتُونِ البيت المقدس
وَ طُورِ سِينِينَ الكوفة وَ هذَا الْبَلَدِ الامِينِ مكة.
عن أبي عبد الله (ع) قال:
" إذا قضى أحدكم نسكه فليركب راحلته و ليلحق بأهله
فإن المقام بمكة يقسي القلب ".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
" تسبيح بمكة يعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله ".
عن أبي جعفر (ع) قال: " الساجد بمكة كالمتشحط
بدمه في سبيل الله ".
عن أبي عبد الله (ع) قال:
" كان علي بن الحسين (ع) يقول النائم بمكة
كالمتشحط في البلدان ".
عن أبي جعفر (ع) قال:
" من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله
(ص) و يرى منزله من الجنة ".
قال النبي (ص) :
" من مرض يوماً بمكة، كتب الله له من العمل الصالح
الذي كان يعمله عبادة ستين سنة ..
و من صبر على حر مكة ساعة تباعدت عنه النار
مسيرة مائة عام و تقربت منه الجنة مسيرة
مائة عام ".
عن أبي جعفر (ع) قال:
" من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل
من ذلك أو أكثر و ختمه في يوم الجمعة،
كتب الله له من الأجر و الحسنات من أول جمعة
كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها،
و إن ختمه في سائر الأيام فكذلك ".
بَابُ الْمِنْبَرِ وَ الرَّوْضَةِ وَ مَقَامِ النَّبِيِّ (ص)
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع);
إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ (ص) فَائْتِ الْمِنْبَرَ
فَامْسَحْهُ بِيَدِكَ وَ خُذْ بِرُمَّانَتَيْهِ وَ هُمَا السُّفْلَاوَانِ
وَ امْسَحْ عَيْنَيْكَ وَ وَجْهَكَ بِهِ فَإِنَّهُ يُقَالُ إِنَّهُ شِفَاءُ الْعَيْنِ ..
وَ قُمْ عِنْدَهُ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ أَثْنِ عَلَيْهِ وَ سَلْ حَاجَتَكَ ..
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي
وَ بَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ
مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ، وَ التُّرْعَةُ هِيَ الْبَابُ الصَّغِيرُ ..
ثُمَّ تَأْتِي مَقَامَ النَّبِيِّ (ص) فَتُصَلِّي فِيهِ
مَا بَدَا لَكَ فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ (ص)
وَ إِذَا خَرَجْتَ فَاصْنَعْ مِثْلَ ذَلِكَ وَ أَكْثِرْ مِنَ الصلاة
فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ (ص) .
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ:
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ
مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ
وَ قَوَائِمُ مِنْبَرِي رُبَّتْ فِي الْجَنَّةِ .. "
قَالَ: " قُلْتُ هِيَ رَوْضَةُ الْيَوْمِ ؟ "
قَالَ: " نَعَمْ إِنَّهُ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَرَأَيْتُمْ .
عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع)
عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِي الرَّوْضَةِ ؟
فَقَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) فِيمَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي
رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ
تُرَعِ الْجَنَّةِ "
فَقُلْتُ: لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ الرَّوْضَةِ ؟
فَقَالَ: " بُعْدُ أَرْبَعِ أَسَاطِينَ مِنَ الْمِنْبَرِ إِلَى الظِّلَالِ"
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنَ الصَّحْنِ فِيهَا شَيْءٌ ؟
قَالَ: " لا ".
عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ:
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَ بُيُوتِي
رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ
مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَ صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي تَعْدِلُ أَلْفَ
صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "
قَالَ: جَمِيلٌ قُلْتُ لَهُ بُيُوتُ النَّبِيِّ (ص) وَ بَيْتُ عَلِيٍّ مِنْهَا ؟
قَالَ: " نَعَمْ وَ أَفْضَلُ ".
عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي الصَّامِتِ قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):
" صَلاةٌ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ (ص) تَعْدِلُ بِعَشَرَةِ آلَافِ صَلاةٍ ".
عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) الصَّلاةُ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ (ع)
مِثْلُ الصلاة فِي الرَّوْضَةِ ؟
قَالَ: " وَ أَفْضَلُ ".
بَابُ دُخُولِ الْمَدِينَةِ وَ زِيَارَةِ النَّبِيّ (ص)
وَالدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِهِ
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ
أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (ع) قَالَ:
كَانَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع) يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ (ص)
فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَ يَشْهَدُ لَهُ بِالْبَلاغِ، وَ يَدْعُو بِمَا حَضَرَهُ ..
ثُمَّ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَرْوَةِ الْخَضْرَاءِ الدَّقِيقَةِ
الْعَرْضِ مِمَّا يَلِي الْقَبْرَ، وَ يَلْتَزِقُ بِالْقَبْرِ وَ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ
إِلَى الْقَبْرِ وَ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ،
فَيَقُولُ ;
" اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي وَ إِلَى قَبْرِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ
وَ رَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِي،
وَ الْقِبْلَةَ الَّتِي رَضِيتَ لِمُحَمَّدٍ (ص) اسْتَقْبَلْتُ ..
اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو،
وَ لاَ أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ عَلَيْهَا، وَ أَصْبَحَتِ الامُورُ
بِيَدِكَ فَلاَ فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي،
إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ،
اللَّهُمَّ ارْدُدْنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ فَإِنَّهُ لَا رَادَّ لِفَضْلِكَ،
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُبَدِّلَ اسْمِي أَوْ تُغَيِّرَ جِسْمِي
أَوْ تُزِيلَ نِعْمَتَكَ عَنِّي، اللَّهُمَّ كَرِّمْنِي بِالتَّقْوَى وَ جَمِّلْنِي
بِالنِّعَمِ وَ اغْمُرْنِي بِالْعَافِيَةِ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَ الْعَافِيَةِ ".
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي الْحَسَنِ (ع) كَيْفَ السلام عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)
عِنْدَ قَبْرِهِ ؟
فَقَالَ: " قُلِ السلام عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السلام عَلَيْكَ
يَا حَبِيبَ اللَّهِ السلام عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ السلام عَلَيْكَ
يَا أَمِينَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَبَدْتَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ فَجَزَاكَ اللَّهُ
أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ،
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ
عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) انْتَهَى إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ (ص)
فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَ قَالَ ;
" أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي اجْتَبَاكَ وَ اخْتَارَكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَى بِكَ
أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ " ..
ثُمَّ قَالَ " إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً ".
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ لَهُمْ ;
" مُرُّوا بِالْمَدِينَةِ فَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) مِنْ قَرِيبٍ وَ إِنْ كَانَتِ الصَّلَاةُ تَبْلُغُهُ مِنْ بَعِيدٍ ".
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (ع) عَنِ الْمَمَرِّ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ
رَسُولِ اللَّه (ص) وَ لاَ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ (ص)!
فَقَالَ: " لَمْ يَكُنْ أَبُو الْحَسَنِ (ع) يَصْنَعُ ذَلِكَ "
قُلْتُ: فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيُسَلِّمُ مِنْ بَعِيدٍ لا يَدْنُو مِنَ الْقَبْرِ ؟!
فَقَالَ: " لا قَالَ سَلِّمْ عَلَيْهِ حِينَ تَدْخُلُ وَ حِينَ تَخْرُجُ
وَ مِنْ بَعِيدٍ ".
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع)
" صَلُّوا إِلَى جَانِبِ قَبْرِ النَّبِيِّ (ص) وَ إِنْ كَانَتْ صَلَاةُ
الْمُؤْمِنِينَ تَبْلُغُهُ أَيْنَمَا كَانُوا ".
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
نقلدكم أمانة الدعاء ...