مشكووورة أختي " جنة الخلود " على الموضوع ..
و لكن أين إجابة السؤال المطروح ؟ أم إنه موضوع للمناقشة ؟؟!!
عموماً فإن جواب هذا السؤال تكفل به كتاب ( الطفل بين الوراثة و التربية ) و هو كتاب معّرب عن اللغة الفارسية و هو عبارة عن محاضرات جماهيرية ألقاها الشيخ محمد تقي فلسفي في طهران و هو كتاب رائد ناجح في مجال البحوث التربوية الإجتماعية فهو يجمع ما بين العلم والدين .. لذا انصح كل أم بقراءته لما يحويه من بحوث رائعة حول أسلوب التربية في الإسلام ..
و خلاصة الإجابة عن هذا السؤال من خلال قراءتي لبعض مقتطفات هذا الكتاب الرائع .. بأن عاملا الوراثة و التربية يتحكمان إلى حد بعيد في رسم الصورة المستقبلية لحياة الإنسان فكلما صلح هذان العاملان كانت نتيجتهما إنسان صالحاً سعيداً في الغالب و العكس ..
فقد بيّن الكتاب بأن جميع الحالات الجسدية والنفسية للأم تؤثر على الطفل . لأن الطفل في رحم الأم يعتبر عضواً منها . فكما أن الحالات الجسمانية للأم والمواد التي تتغذى منها تؤثر على الطفل ، كذلك أخلاق الأم فأنها تؤثر في روح الطفل وجسده كليهما .. فجميع صفات الأم خيرها وشرها تترك آثارها في الطفل ، وتبني أساس سعادة الجنين وشقائه . وهنا يتحقق قول النبي ( ص ): « الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه ».
لذلك فإن الإسلام قام بجميع الاحتياطات اللازمة في موضوع الزواج للاهتمام بطهارة الأجيال الإسلامية ، وأمر بتعاليم دقيقة في الزيجات حول الجهات الروحية والجسدية للرجال والنساء . فإن الإسلام منع من التزوج من المصابين بالحمق والجنون والمدمنين على الخمرة ولكنه لم يكتف في سبيل ضمان النشء الإسلامي بذلك الحد بل منع ـ في مقام الاستشارة ـ من تزويج الرجل سيء الخلق.
كمّا بيّن الكتاب لنا أيضاً تغلب التربية على الوراثة : تبلغ العادات التربوية والتمارين الإصلاحية المتواصلة درجة من القوة في التأثير بحيث تتغلب على الصفات الوراثية وتحدث وضعاً جديداً في الأفراد ، يقول الإمام علي ( ع ) بهذا الصدد : « العادة طبع ثانٍ » فإن الرئتين في الإنسان خلقتا لاستنشاق الهواء ، والذي يدخن السيجارة لأول مرة يحس باضطراب عجيب وهذا بديهي لأن الرئة لم تصنع للدخان بل للهواء النقي. ولكن بتكرار التدخين تعتاد الرئة على الدخان وتتخلى عن طبعها الأولي و تحصل على طبع ثانوي ولهذا السبب فإنها ترتاح لعملها غير الطبيعي وتستمر عليه. فالذين ورثوا الصفات البذيئة من أبويهم ..بالتربية الصحيحة التدريجية واتخاذ الأساليب الأخلاقية الدقيقة ممكن إخراجهم من طبائعهم الأولى إلى طبائع جديدة حاصلة من إحياء قوى الخير والصلاح في نفوسهم وما أكثر أولئك الذين كانوا متصفين بصفات رذيلة ثم زرع الإسلام في نفوسهم بذور الخير والصلاح واقتلع جذور الشر والفساد ، فوصلوا بفضل التربية الإسلامية الرصينة إلى أوج السعادة.
اتمنى إنّا وفقنا للإجابة عن السؤال المطروح و قد وضعتها من باب الإفادة ..