الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تتمة ل آداب المرض
آداب عيادة المريض
فضل عيادة المريض
كثرت الأحاديث في تعداد فضل هذا العمل القليل ذي
الثواب الجزيل، وسنورد هنا حديثين في فضلها:
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال:
"من عاد مريضاً من المسلمين وكل الله به أبداً سبعين ألفاً
من الملائكة، يغشون رحله، ويسبحون فيه،
ويقدسون ويهللون ويكبرون إلى يوم القيامة نصف
صلاتهم لعائد المريض".
وعنه عليه السلام قال:
"من عاد مريضاً شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له
حتى يرجع إلى منزله
١- إلتماس العائد دعاء المريض
فيطلب منه الدعاء له، لأنَّ قلبَ المريض يكون متعلقاً
وقريباً من الله تعالى، وهذا شعور العبد حين لا يجد
إلاَّ مولاه شافياً له،
ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام:
"إذا دخل أحدكم على أخيه عائداً له فليسأله يدعو له
فإنَّ دعاءه مثل دعاء الملائكة".
ولأنَّ دعاء المريض مستجابٌ كما أشار لذلك
الإمام الصادق عليه السلام فعنه ع:
"ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاجُّ والغازي والمريض،
فلا تغيظوه ولا تضجروه".
٢-الجلوس عند المريض من غير إطالة
فالمريض سريع التململ، لما يشعر به من الضيق
والألم، ويضجر من الضوضاء التي حوله،
ويحتاج للسكينة والمكث في الفراش والاسترخاء،
لذا استُحب عدم الإطالة في العيادة، ولكن لو طلب المريض
من أخيه أن يطيل مكوثه فليطل المكث لديه
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
"إنَّ من أعظم العوائد أجراً عند الله، لمن إذا عاد
أخاه خفف الجلوس، إلا أن يكون المريض يحب ذلك
ويريده ويسأله ذلك".
٣-وضع العائد يده على المريض
وفي ذلك إشعار له بالرأفة لحاله، والاهتمام بأمره،
وعدم الخوف من مرضه وما شابهها من المشاعر
الإنسانية الطيبة،
قال (ص): تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه
و يسأله كيف أنت، كيف أصبحت ، و كيف أمسيت ؟..
وتمام تحيتكم المصافحة.
وعن أمير المؤمنين (ع): "من تمام العيادة أن يضع العائد
إحدى يديه على الأخرى، أو على جبهته".
وعن الإمام الصادق (ع): "تمام العيادة أن تضع يدك
على المريض إذا دخلت عليه".
٤-- إحضار الهدية إلى المريض
فالمريض يأنس بما يهدى إليه، كما في الرواية; مولى
لجعفر بن محمد (ع) قال: مرض بعض مواليه
فخرجنا نعوده و نحن عدة من مواليه، فاستقبلنا (ع) في
بعض الطريق ..
فقال: أين تريدون؟.. فقلنا: نريد فلانا نعوده،
فقال: قفوا، فوقفنا.. قال (ع): مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة
أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود؟
فقلنا: ما معنا من هذا شيء، قال: أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه..
٥-قضاء حاجة المريض
ففي ذلك أجر خدمته، وهو من أهداف الإسلام العظيمة
وقد كثرت الروايات التي تؤكد على هذه المسألة،
وكثرت أيضا في تفصيل ما فيها من الأجر الجزيل،
منها ما عن الإمام الصادق، عن آبائه عليه السلام ،
عن رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم قال:
"ومن كفى ضريراً حاجته من حوائج الدنيا،
ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته، أعطاه الله براءةً
من النفاق، وبراءةً من النار،
وقضى له سبعين حاجةً من حوائج الدنيا،
ولا يزال يخوض في رحمة الله حتى يرجع،
ومن سعى لمريضٍ في حاجةٍ قضاها أو لم يقضها خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه، فقال رجلٌ من الأنصار:
"بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله فإن كان المريض
من أهل بيته، أوليس أعظم أجراً إذا سعى في حاجة
أهل بيته؟ قال نعم".
٦-الصدقة للمريض والصدقة عنه
وهي مستحبَّة على كل حال، وفي المرض خاصّة،
فهي تدفع البلاء، وتدفع ميتة السوء،
فعن أبي جعفر الباقر عن آبائه (ع) قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
داووا مرضاكم بالصدقة"
بل وصفتها الرواية بالدواء، فعن الإمام موسى
بن جعفر الكاظم (ع):
أنَّ رجلاً شكا إليه، أنني في عشرة نفرٍ من العيال كلهم
مرضى،
فقال له الإمام عليه السلام: "داوهم بالصدقة،
فليس شيء أسرع إجابة من الصدقة،
ولا أجدى منفعة للمريض من الصدقة".

وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....