[أمة الرحمن]

*العمل والإسلام .. مامدى الإرتباط بينهما؟
هل يقيّم الإسلام العمل بالنظر الى النتيجة؟
أم يهتم بالعمل عينه؟
أم أنه يثمن العمل بناء على نوعيته ودوافعه؟؟


أسئلة تدور في الأذهان دائما وتعترض أحياناً طريق حياتنا، سواء كان الأمر عائد لنا أو يطرح أمامنا.
يقول الله تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ). إنها دعوة الإسلام الى العمل الذي هو حياة وتعمير للكون ، على أن يكون العمل مرتبطاً بالله تعالى لافرق بين عمل عبادي وعمل حياتي فهما يصبان في مصب واحد وهو عبادة الله تعالى . والإسلام لايهتم بنتيجة العمل قدر اهتمامه بنفس العمل وهو بذلك لايظلم حق الإنسان بل يكافئه على قدر جهده .

أما نوعية العمل فقد أولاها الإسلام اهتماماً كبيراً وبارك العمل الذي يعود بالنفع على الناس علاوة على صاحبه ورفض العمل الذي يعود عليهم بالظلم والضررحيث لاضرر ولا ضرار . أما العمل الذي لايأتي من التكسب الشريف فهو مرفوض جملة وتفصيلا .

يأتي بعد ذلك النظر في دوافع العمل ، فإن كان يضمن النية الحسنة الصافية الخالصة من الغرض فهو العمل الذي يتفق وروح الدين وجوهره.
إن الإنسان إذا ماتحققت له هذه الأمور التي ذكرناها في عمله وسار على طريقها
وراقب نفسه فيها تعود عليها واصبحت مسلكاً معتاداً له يمارسه بعفوية ، فلا يشعر بأنه ملزم فيه ولكن يصبح جزءاً من سلوكه فيلتقي الإلتزام الحياتي مع الإلتزام الديني في عناق واحد في محراب عبادة الله تعالى..
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).