29-02-2012, 08:29 PM
|
#6
|
♠ فاطمية مبتدئة ♠
تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 45
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0
|
رد: كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4
{ الدليل الثاني }
ورد عن أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78
وقال الإمام الصادق عليه السلام { أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون } كتاب غيبة النعماني 210- 211
يريد الإمامين الصادقين المصدقين عليهم السلام أن يقولوا في هذين الحديثين الشريفين إن أمر ظهور الإمام المهدي أو عدم ظهوره مرتبط بالناس وبإعمالهم وصلاحهم أو فسادهم فإذا توفر هذا العدد من المؤمنين المخلصين الذين يثق بهم الله وال محمد فسيظهر الإمام لا محال إما إذا لم يتوفر هذا العدد فان الغيبة ستطول إلى أن يتوفر هذا العدد المطلوب لنجاح المشروع الإلهي المنتظر ومن غير الممكن أن يكون السبب في غيبة الإمام من هو الله تعالى , ولا من ناحية الإمام المهدي عليه السلام لان كمال لطف الله تعالى يقتضي ظهور وليه كما إن مقتضى عصمة الإمام المهدي عليه السلام هو أن لا يغيب عن وظائفه وهداية الناس وإرشادهم ولذالك قال الشيخ الطوسي : { ليست غيبة المهدي من الله ولا منه عجل الله فرجه الشريف , بل من المكلفين والناس وهي من غلبة الخوف وعدم تمكين الناس من إطاعة الإمام فإذا زال سبب الغيبة وقع الظهور }
إن تخاذل العام والخاص عن نصرة الحق نفسه الذي جعل أل محمد (ع) يداهنون أعداء الله ويستخدمون التقية مع السلاطين والطغاة كما حصل لأمير المؤمنين عليه السلام عندما اغتصبت الخلافة وعتدي على الزهراء عليها السلام ولم يدافع أو يحارب بل سكت عن حقه إما إذا كان له أنصار لرد كافة الحقوق ولما ضربت الزهراء ولا يسقط جنينها ولم يكن هناك خليفة أو أمير أو ملك وَلَرُد الملك لإل محمد عليهم السلام كما قال أبالحسن عليه السلام : { اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي - صلى الله عليه وآله - قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ( فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) اللهم إنهم لم يتموا - حتى قالها ثلاثا - ثم انصرف }
{ الدليل الثالث }
قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1 ص343
و روي عنه عليه السّلام أنّه قال{ إنّ الله إذا كَرِه لنا جِوارَ قومٍ، نَزَعَنا من بينِ أظهرُهم }
إن وجود المعصوم بين عامة الناس واقصد أتباع المذاهب التي لا تؤمن بإمامه ليس له فائدة على صعيد الديني والعقائدي وبعبارة أخرى إن الناس إذا لم تؤمن بالمعصوم كحجة منصب من قبل الله عز وجل لا يفيدهم قربهم الجسدي من المعصوم عليه السلام وهل ينفع القرب الجسدي لمنكري إمامة أوليائه الله إذا لم يطيعوا أوامرهم بكل بديهية أقول لا ينفع القرب الجسدي من الحجة إذا لم يطاع طاعة عمياء فيكون الحديث الذي أوردناه يخص الذين إذا رفع الحجة عنهم يلحقهم الضرر من رفعه وهم الشيعة فقط لأنهم واقصد الشيعة هم من يؤمنون بولايتهم عليهم السلام فيكون رفع الحجة من بين أظهرهم وقوع خطر وغضب الإلهي بهم ويجب تداركه وإلا فان أتباع المذاهب الأخرى هم أصلا في حالت غضب الإلهي مستمر منذ قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وإلى ألان بل إلى يوم القيامة حتى يعودوا إلى رشدهم وينقضوا كل بيعة إلا بيعة الله وال محمد عليهم السلام فقد جاء ما يؤيد هذا القول فعن الإمام الباقر عليه السلام انه قال : { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل ( وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ( بحار الأنوار ج28/236 ح22)
وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: { كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لإعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فباتت معها في ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك، فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال ما ت ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلو وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد } الكافي - باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله ص- 375- )
ومن المعلوم لكل مسلم إن الله عز وجل إذا غضب على قوم أخرجهم من رحمته إلى سخطه ولا يستطيع أن يتجرءا حداً من كل فرق الشيعة ويقولون إن الإمام المهدي عليه السلام لم يغب عنا بل نصبح ونمسي معه وهو ظاهر لنا وإنما غاب عن قوم ولم يغب عنا فهذا لم يدعيه أحدا منذ أكثر من إلف سنة أو أكثر
{ الدليل الرابع }
عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان
الرواية طويلة أخذت منها موضع الحاجة إلى أن قال الإمام المهدي (ع) { وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ وجل يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي }
أقول: لماذا إذا عرف السائل علة الغيبة سوف يسوءه سببها و أمرها ويسوء كل مؤمن كان الأولى بالمسيئين والخاطئين والعاصين إن يسوءهم أمر الغيبة وسببها فهم أولى بها صليا إذ إن رفع الحجة عن الناس لا يضر سوى الحق وأتباعه ولا يفرح به سوى إبليس وأتباعه من الإنس بل حتى الجن ثم أقول هل عدم وجود الإمام ظاهراً للمؤمنين فيه سبب وجيه أو فائدة هذا من المحال ومن غير المعقول ولا يقول به احد سوي اذاً لماذا الإمام المهدي (ع) قرن في جوابه للعمري قضية البيعة وماذا كان يقصد حينما قال { لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي }
أقول: إن الإمام حينما ذكر أبائه عليهم السلام وذكر بيعتهم للطواغيت يريد أن يشير إلى أمر مهم وهو إن الناس الذين عاصروهم عليهم السلام لم ينصروهم بل نصروا الطواغيت الذين هم عدوا لإل محمد عليهم السلام فألجأ هذا الأمر الأئمة عليهم السلام إلى بيعة الطواغيت كما فعل أمير المؤمنين مع أبا بكر وعمر وعثمان لو نهضوا المهاجرين والأنصار مع أمير المؤمنين عندما استنهضهم لقتال الغاصبين الظالمين لما بايع أمير المؤمنين هؤلاء ولما كانت لأمير المؤمنين بيعة في عنقه لهم عليهم اللعنة بل ارتدوا على أعقابهم
ولم يمتثلوا أمره عليه السلام بل امتثلوا أمر الخلفاء الغاصبين فجرى ما جرى من بيعة في عنقه عليه السلام وكذلك الأمر جرى مع الإمام الحسن عليه السلام بنفس المنوال فقد بايع الإمام طاغية زمانه وهو معاوية عليه اللعنة إلى ابد الآبدين وما ذلك إلى بسبب الناس الذين ناصروا الباطل وخذلوا الحق المتمثل بالإمام الحسن عليه السلام وقال عليه السلام مبين سبب بيعته للطاغوت { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما. فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت - إلى أن قال - . فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على } بحار الأنوار - ج 44- ص22
ولم يطلب أل محمد عدد كبير من المسلمين لمناصرتهم بل أرادوا عشرات فقط ولكن لا يوجد مع شديد الأسف لا يوجد هؤلاء القلة القليلة من بين كل المسلمين :
فقد ورد في الأحاديث الشريفة إن الإمام الصادق (ع) لم يطلب سوى سبعة عشر فرد مؤمن يثق الإمام بهم وبدينهم لكي يجاهد الطواغيت والفاسدين لكن عجز المحبون والموالون والمتشيعون أن يكون فيهم هذا العدد القليل بل اقل من القليل بالنسبة لإعدادهم الكبيرة ولكي يكون الكلام مستند إلى دليل أورد هذا الحديث الشريف فقد جاء عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله (ع) انه قال { والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر}
فيكون الفرق بين الإمام المهدي والأئمة عليهم السلام في قضية البيعة للظالمين واضح وهو الأنصار فأن الذي اجبر الأئمة على بيعة الظالمين هو قلة الأنصار مع قلة عدد المطلوبين من قبل الأئمة وسينتفي هذا السبب الموجب لبيعة الظالمين عند قيام القائم فأن العدد المطلوب { الثلاثة مائة وثلاثة عشر } سيكون مكتمل عند القيام المقدس وسيكون العدد المطلوب هو المانع لبيعة الإمام المهدي { ع } للظلمة وهو قول الإمام الباقر عليه السلام { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78
وهذا الحديث يدلل أيضاً على إن الناس لا ينصروا الحق ولا ينصروا أل محمد إلى قيام الإمام عليه السلام ولبيان هذا الأمر نورد بعض الأحاديث الشريفة التي تبين المرحلة
فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه { كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) (النور:55). وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على يديه على الدين كله ولو كره المشركون } اقرب الناس إليه ليس المخالفين بل الشيعة هم اقرب إليه وسيكونون أشدهم عداوة له أما الناس فسوف تنسلخ من الإسلام إلى قيام القائم وبعد مجيئه عليه السلام سيرجع الإسلام إلى نصابه من جديد كما أقامه سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله عند مجيئه في أيام الجاهلية الأولى وهذا واضح في كلام الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار 2/246
{ الدليل الخامس}
جاء في كتاب الغيبة {ص 266} وفي بحار الأنوار { ج52-ص12} إن علي بن مهزيار شكى للإمام غيبته عنهم فقال { سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب فقال (عليه السلام) { يا أبن مهزيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم وأمرني أن لا اسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا عفرها والله مولاكم اظهر التقية فوكلها بي فانا في التقية إلى يوم يؤذن لي فاخرج }
إن علي ابن مهزيار من الثقات الأجلاء كما وصفوه من المعاصرين له من المحدثين بل عده الفقهاء والمحدثين من أبواب الإمام ومن نوابه ويكفيه فخراً انه نال من دون غالبية الشيعة تزكية الأئمة عليهم السلام وهو الذي كتب إليه أبو جعفر (عليه السلام) كتابا ذكره فيه ومدحه ودعاء له بأن يسكن الجنة ويحشر معهم ، فقد قال عليه السلام : { يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك فلو قلت إني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا فجزأك الله جنات الفردوس نزلا فما خفي علي مقامك ولا خدمتك فذي الحر والبرد في الليل والنهار فأسأل الله تعالى إذا جمع الخلائق أن يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء } وهذا ليس مرادي من البحث لكن لأبين قطرة من بحر فضل هذا المؤمن الذي لم يعطه الكتاب والباحثين أي اهتمام
نرجع إلى الموضوع فنقول : إن علي ابن مهزيار مع قربه من الأئمة الأطهار عليهم السلام وتزكيتهم له إلا انه لم يكن مؤهلاً لكي ترفع عنه هذه الحيرة والغيبة بشكل دائم ويكون حاله كحال الخضر عليه السلام وحال الثلاثون الذين يستأنس الإمام بهم في غيبته إلا هذه الرحمة والرؤية المؤقتة التي مَن الله بها عليه ولكنها لم تدم طويلاً وعندما شكى للإمام المهدي عليه السلام طول الغيبة قال له الإمام المهدي عليه السلام { عهد لي أبي الإمام العسكري (ع) أن لا أجاور قوم غضب الله عليهم } فيكون على ضوء كلام الحجة عليه السلام كل من لم ترفع عنه الغيبة فهو في حالة غضب الإلهي مستمر حتى ترفع عنه الغيبة
ولا يستطيع احد في الشرق والغرب من الشيعة إن يقول إن الغضب الإلهي مختص بالمذاهب الأخرى دون الشيعة فهذا ادعاء باطل كما بينت في ما اسبق أعلاه ولا يستطيع أي شيعي فقيه أو عامي أو جماعة أو فرقة أن تدعي انه قد رفعت عنهم الغيبة وإنهم يلتقون بالإمام ليلاً ونهاراً ومتى ما أرادوا ذلك فهذا ما لم يدعيه إنسان سوي
ولختام الأدلة نورد هذا الحديث الشريف فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1 ص343
{ الدليل السادس }
جاء عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: { إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف عليه السلام، قال قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: وما تنكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه، وهم إخوته، وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: " أئنك لانت يوسف؟ قال: أنا يوسف } الكافي - باب في الغيبة - ص 336 –
أما إني لو ذكرت هذا الحديث فقط لإثبات المطلب لكفاني مؤونة البحث وكثرة الأدلة التي سقتها في هذا الفصل لكن لزيادة الحجة أوردته
أقول بعد طلب العون من ربي : هنا الإمام الصادق عليه السلام شابه بقصد بين الإمام المهدي عليه السلام وغيبته وبين النبي يوسف عليه السلام وغيبته وشابه بين الذين غيبوا النبي يوسف عليه السلام والذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام وجعلهم اقصد الذين غيبوا الاثنين النبي والإمام في خانة الذين خرجوا من رحمة الله إلى غضبه
ومن المعلوم إن إخوة يوسف (ع) هم من غيب النبي يوسف عليه السلام وهم من أرادوا قتله ونفيه ولأجل فعلهم المشين فقد خرجوا من رحمة الله عز وجل وأصبحوا أسرى غضب الله عليهم وغضب أبوهم النبي يعقوب (ع) عليهم وبقوا عشرات السنين مطرودين من رحمة الله ومن رضا أباهم يعقوب النبي عليه السلام لكن بعد هذه المدة الطويلة عرفوا عظم ذنبهم وكبير جرمهم وأيقنوا بالهلاك إن بقوا على نفس حالتهم وسيكون مصيرهم النار إن لم يغيروا ما بأنفسهم ويصلحوا ما كسروا وأيقنوا إن لا مصير إلى النجاة إلا أن يتوبوا إلى الله عز وجل وهذا ما جرى فقد عرف الله منهم التوبة النصوحة والندم الحقيقي وعرف الله إنهم عرفوا عظيم جرمهم وعرف النبي يوسف ذلك منهم أيضا وسامحهم بعد أن اعترفوا بذنبهم وإنهم وغيبوه وأرادوا قتله :
إن بين الذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام والذين غيبوا النبي يوسف (ع) فرق كما وصف الإمام الصادق (ع) فإما الذين غيبوا يوسف فقد وصفهم عليهم السلام بــــــــــــــــــــــــــــ { أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه } وفي رواية أخرى وصفهم بـــــــــــ { الباء عقلاء وأولاد أنبياء } ووصف الذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام بأنهم كما قال الإمام الصادق (ع) { ، هذه الأمة أشباه الخنازير } وقال في وصفهم أيضا { فما تنكر هذه الأمة الملعونة } فقد وصفهم الإمام الصادق عليه السلام امة المهدي {ع } بأشباه الخنازير وبالأمة الملعونة
وإذا ربطنا قول الصادق عليهم السلام بقول الإمام المهدي عليه السلام الذي مر علينا سنجد الوصف متطابق جداً بحق الملعونين بسبب غيبة إمامهم فقد ورد عنه عليه السلام انه قال لعلي ابن مهزيار { أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم }
الخلاصة أقول : إذا لم تعمل الأمة خطوات فعلية إصلاحية أخلاقية وفكرية قبل فوات الأوان فان الندم والتوبة لاتنفع عند قيام الإمام عليه السلام فسيكون الخسران المبين والعياذ بالله مصير كل من ادعى انه شيعي فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام ما يشير إلى صعوبة الأمر وخطورة الموقف على الشيعة في زمان الغيبة والظهور ويحذرهم من سيف القائم ونقمته قائلاً { كذبت ثمود بطغواها: قال عليه السلام : { ثمود رهط من الشيعة ، فإن الله سبحانه يقول : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون) فهو السيف إذا قام القائم عليه السلام : وقوله تعالى : ( فقال لهم رسول الله ) هو النبي صلى الله عليه وآله : ( ناقة الله وسقياها ) قال : الناقة الإمام الذي فهمهم عن الله ( وسقياها ) أي عنده مستقى العلم ( فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) بحار الأنوار - العلامة ألمجلسي - ج 24 - ص 72
وعن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) { قال هم مكذبو الشيعة لأن الكتاب هو الآيات و أهل الكتاب الشيعة } بحار الأنوار ج : 23 ص : 369
وقول الله عز وجل { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } قال الإمام الصادق ( ع ) في هذه الآية :( نزلت في أهل زمان الغيبة) ـ الغيبة للنعماني ـ
{ الدليل السابع }
جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه: { کل ذلک لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالي لعدوه إبليس إلي أن يبلغ الکتاب أجله ويحق القول علي الکافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في کتابه بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) (النور:55). وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتي يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون } الاحتجاج 1: 256.
في هذه الرواية عدة ملاحظات
اولاً : إن الإمام علي عليه السلام في حديثه جعل علامة تسبق استخلاف الأرض من قبل الإمام المهدي عليه السلام والثلاثمائة والثلاثة عشر أصحابة تكون قريبة جدا من يوم الاستخلاف وهذه العلامة هي كما قال الإمام ع { وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه } والإمام { ع } هنا يشير إلى ذهاب الإسلام كلياً ولا يكون على دين الإسلام احد ويعضد هذا القول قول رسول الله ص فقد جاء عنه (ص ) انه قال { إنما بعثت بين جاهليتين لآخرهما اشد من أولهما } ( معجم أحاديث الإمام المهدي علي كوراني ج1 ص 44) بل الجاهلية التي تسبق قيام الإمام المهدي عليه السلام اشد من الجاهلية التي سبقت رسول الله (ص ) وكما كان حال الناس قبل البعثة النبوية سيكون حال الناس قبل بعثة القائم من أل محمد عليهم السلام ولزيادة الأدلة أورد هذه الرواية الشريفة عن الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا }
والدليل الأخر على خروج الناس من الإسلام هذه الرواية الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام فقد قال في خطبة له { فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع } الغيبة للنعمانى.
ثانياً : قوله عليه السلام { وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له } إن الأمام المهدي ع لم يستتر عن أعين الناس إلا عندما اتضحت بوادر الغدر والإعراض من الناس له عليه السلام والأمر الثاني الذي جعله عليه السلام يضطر للغيبة أن المقربين له كما تصف الرواية { وهم الشيعة بطبيعة الحال } هم من أراد الغدر به كما غدروا بآبائه عليهم السلام من قبل بدليل قول الإمام علي عليه السلام ( لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له ) ومن المعلوم أن النواصب والمخالفين ليس اقرب الناس أليه فيكون الشيعة اقرب الناس أليه وهم الوحيدون المؤمنون به عليه السلام والنتيجة تكون أن الإمام عليه السلام غاب بسبب إعراض الشيعة عنه عليه السلام وعدم نصرتهم له بل أرادوا الغدر به لو أمكنهم ذلك كما فعلوا بآبائه من قبل وسوف تكون النصرة للقائم من القلة القليلة المؤمنة به ومن قبل الله تعالى وعن طريق الملائكة والرعب وان لم ينصره اقرب الناس أليه { الشيعة والناس } بدليل قوله تعالى { وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون}
إلى هنا قد انتهينا من ذكر الأسباب التي أجبرت الإمام المهد ي عليه السلام للغيبة طيلة هذه القرون الطويلة ونكتفي بهذا القدر من الأدلة مراعاةً للاختصار والحمد لله رب العالمين
|
|
|