29-02-2012, 08:23 PM
|
#5
|
♠ فاطمية مبتدئة ♠
تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 45
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0
|
رد: كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4
وأما الإمام الحسن (ع) فكاد شيعته أن يسلموه إلى الملعون معاوية مما حدا به أن قال لهم { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما }
وأما الإمام الحسين (ع) فحدث ولا حرج فبعد أن أغروه بكتبهم قالوا ليزيد نحن نكفيك ذبح ابن فاطمة الزهراء وابن حبيب رب العالمين أنت ابق في مكانك ونحن نأتيك برأسه قبل أن يرتد إليك طرفك
إما حال الناس في زمن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام على سبيل الأمثال فليس الحال بمختلف عن الذين سبقوهم بمعارضة الحق والركون إلى الدنيا وغدرهم بأهل بيت النبوة (ع) فلقد قال عباد البصري للإمام علي بن الحسين عليهما السلام في طريق مكة { يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه، وان الله عز وجل يقول: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) فقال الإمام : أتم الآية ، فقال: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ ) إلى قوله تعالى ((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) فقال الإمام إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج } وسائل الشيعة كتاب الجهاد باب 12، ح3
هذه اللوعة وهذا الألم الذي يعيشه الإمام السجاد (ع) من قلة المخلصين كانت المشكلة لجميع الأئمة من أل محمد (عليهم السلام) بل المشكلة لجميع الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام )
وهنا وصفهم الإمام وصفا دقيقا في موسم الحج فقد روي عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال وهو واقف بعرفات للزهري: { كم تقدر من الناس ههنا ؟ قال الزهري : أقدر أربعة إلف ألف وخمسمائة ألف كلهم حجاج قصدوا الله بأموالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم فقال له: يا زهري ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج فقال الزهري: كلهم حجاج أفهم قليل ؟ فقال: يا زهري ادن إلى وجهك، فأدناه إليه فمسح بيده وجهه ثم قال: انظر فنظر إلى الناس قال الزهري - فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة لا أرى فيهم إنساناً إلا في كل عشرة ألف واحد من الناس. ثم قال لي: ادنِ يا زهري، فدنوت منه فمسح بيده وجهي ثم قال: انظر فنظرت إلى الناس قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلهم خنازير. ثم قال لي: ادن إلي وجهك فأدنيت منه فمسح بيده وجهي فإذا هم كلهم ديبه إلا تلك الخصايص من الناس النفر اليسير فقلت: بأبي وأمي أنت يا ابن رسول الله قد أدهشتني آياتك وحيرتني عجائبك قال: يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير ثم قال لي: امسح يدك على وجهك ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني أناسا كما كانوا أولا. ثم قال لي: من حج ووالى موالينا وهجر معادينا ووطن نفسه على طاعتنا ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الأسود ما قلده الله من أمانتنا ووفيا بما ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج والباقون هم من قد رأيتهم، يا زهري حدثني أبي، عن جدي رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: ليس الحاج المنافقون المعاندون لمحمد وعلي } بحار الأنوار / جزء 96 / صفحة (258)
وفي موقف أخر يكشف حال الناس في زمانهم (عليهم السلام ) قال عليه السلام لشيعة الكوفة
{ هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول لكم : قاتلتُم عِتْرَتي ، وانتهكتُم حُرْمَتي ، فلستم من أمتي } الاحتجاج
وقال أيضاً عنهم { إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم } الاحتجاج 2/29
إما معدن الناس في زمن الإمام الباقر عليه السلام فقد قال في وصفهم { لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً ، والربع الآخر أحمق } رجال الكشي ص 79
وقال عليه السلام في موقف أخر لجابر ( ض) مبين له من هو الشيعي الحقيقي ومبدد الوهم الكبير الذي توهمه الكثير من الذين يدعون أنهم شيعة قولا بلا فعل كما هو حاصل اليوم من أكثر المدعين أنهم شيعة قال الإمام الباقر (عليه السلام ) { يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القران وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة فقال يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعلموا لما عند الله ليس بين احد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع } الكافي ج2ص75
وفي موضع أخر جاء رجل للإمام الصادق عليه السلام يقول له أنا من شيعتك فانظر ما كان جواب الإمام الصادق (ع) له وعن الشيعة الكثيرون انه دخل عليه بعض أصحابه ، فقال له { جعلت فداك إني والله احبك وأحب من يحبك ، ياسيدي ما أكثر شيعتكم . فقال له: اذكرهم .قال كثير . فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك . فقال أبو عبد الله(عليه السلام) :أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه ، ولا شحناؤه بدنه، ولا يمدح بنا معلناً ، ولا يخاصم بنا قالياً ولا يجالس لنا عائباً ولا يحدث لنا ثالباً ولا يحب لنا مبغضاً ولا يبغض لنا محباً . فقلت : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تقيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم . إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً . قلت :جعلت فداك ، فأين اطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال : اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم ، المتنقلة دارهم ، الذين إن شهدوا لم يعرفوا ، وان غابوا لم يفتقدوا ، وأن مرضوا لم يعادوا ، وان خطبوا لم يزوجوا ، وان ماتوا لم يشهدوا ، أولئك الذين في أموالهم يتواسون وفي قبورهم يتزاورون ولا تختلف أهواؤهم وان اختلفت بهم البلدان } غيبة النعماني
ظن السائل والظن لا يغني من الحق شيئاً إن كل من قال أنا شيعي فقد نجا من النار ودخل الجنة رغم أنوف الكل ولكن تفاجئ بكلام الإمام الصادق عليه السلام الصارم والحق بان أكثر هؤلاء الذين يقولون إنهم شيعة سوف يسقطون في الفتن والامتحانات إلى الهاوية وقال الإمام ملاحظة مهمة جدا وهي قوله ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون) مما يعني لو كان فيكم ثلاثمائة مؤمنين صادقين لظهر قائم أل محمد (ع) وتكون النتيجة ليس هناك في العشرات الألوف من المتشيعة هذا العد القليل جدا وهذه القاعد التي وضعها الإمام الصادق (ع) لخروج الإمام المهدي سارية المفعول إلى زماننا هذا فلوا كان في الشيعة عامتهم وخاصتهم وفقهائهم هذا العدد من المؤمنين لخرج قائم إل محمد (ع) لكن مع الأسف لا يوجد مؤمنين في المدعين التشيع هذا العدد المشروط من قبل الله والإمام الصادق (ع) إما إذا لم يكتمل هذا العدد فان الإمام لا يخرج أبدا حتى يتوفر هذا العدد من الشيعة الحقيقيين
بل والله لو كان للإمام الصادق سبعة عشر من الشيعة الحقيقيين من الكثرة من المدعية لقام بالسيف فقد جاء عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله(ع) قال { والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر }
فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام لو كان له عشرون شيعي قولا وفعلا لما جرى ما جرى من غصب الخلافة وحرق دار الزهراء وضربها بيد الزنديق الملعون عمر ابن الخطاب وهو قوله عليه السلام { اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي - صلى الله عليه وآله - قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ( فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) اللهم إنهم لم يتموا - حتى قالها ثلاثا - ثم انصرف }
( الاختصاص – أبي عبد الله محمد بن نعمان العكبرى البغدادي ص ( 186 ) حديث سقيفة بني ساعده )
بل حتى الإمام الحسن لو كان له عدد قليل من الشيعة الحقيقيين لما تنازل عن الخلافة لمعاوية عليه اللعنة ابد الآبدين فقد جاء في ( بحار الأنوار / جزء 44 / صفحة 147والحتجاج ص 157)
عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا قال: { أتيت الحسن بن علي عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي (معك) رجل، فقال: ومم ذاك ؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية، قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا }
و جاء في( كتاب انساب الأشراف 1- 238)
إن الصحابي الجليل حجر بن عدي قال للإمام الحسن عليه السلام { خرجنا من العذاب ودخلنا في الجور وتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي نذمه ورضينا بالخسيسة وطلب القوم أمرا فرجعوا بما أحبوا مسرورين ورجعنا بما كرهنا راغمين}
فقال الإمام الحسن عليه السلام له { ليس كل الناس على ما أحببت إني قد بلوت الناس فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت }
وهذا حال أل محمد عليهم السلام إلى خروج القائم عليه السلام لا يرفعون السيف لقلة المؤمنين في زمانهم فمنهم من لم ينصره في زمانه سوى سبعة وباقي الناس أعدائه ومنهم من يريد ثلاثة فقط يثق بهم لا يجد ومنهم من يقول لو كان لي عدد قليل من الأنصار لحاربت ليلي ونهاري ومنهم من كتب له من يسمون أنفسهم شيعته وشيعة أبيه عشرات الآلاف من الكتب لم يصدق منهم سوى سبعون ونيف ومنهم ومنهم ومنهم حتى يقوم القائم من إل محمد بابي هو وأمي ومالي ولدي ونفسي وكل ما املك فقد ورد ما يفيد المقام إن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله } 295 روى الكلينى في الكافي ( 8 / 11 )
وذكر هذه الرواية الحر العاملى في وسائل الشيعة {مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان }
روى النورى الطبرسى في مستدرك الوسائل (2 / 248 ) ط دار الكتب الإسلامية طهران عن أبى جعفر عليه السلام قال { يا سدير ألزم بيتك و كن حلسا من احلاسه و اسكن ما سكن الليل و النهار فإذا بلغك إن السفياني قد خرج فارحل ألينا و لو على رجلك } {
ومن المعلوم إن السفياني عليه اللعنة يخرج مع القائم عليه السلام والإمام الباقر أمر الشيعة في ذاك الزمان بالجلوس في البيوت وعدم الخروج على الظلمة والطواغيت حتى خرج السفياني الملعون ويدلل هذا المنع من قبل الإمام الباقر { ع } على أمر مهم هو إن الناس مع الدنيا ومع الباطل ومع إبليس اللعين إلى قيام القائم ولا يوجد في صفوف الشيعة على كثرتهم على مر الأزمنة التي توالت بعد الإمام الباقر عليه السلام العدد المشروط لظهور الإمام المهدي عليه السلام وهو الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ { ثلاثة مائة وثلاثة عشر } الموصوفين في كلام العترة الطاهرة ولا بأس بذكر الرواية كاملة فقد قال الإمام الباقر عليه السلام { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78
وعند اقتراب الظهور المقدس للإمام المهدي عليه السلام سينتبه عدد قليل من المؤمنين بتسديد الله والإمام المهدي عليه السلام على الخدعة التي حاكها إبليس اللعين وأتباعه من فقهاء السوء والتي مفادها { إن لغيبة الإمام المهدي فوائد للشيعة وان سبب غيبته ليس بأيدينا بل هو راجع لله ولا يجوز أن نفكر بسبب الغيبة وإنما فقط علينا أن نجلس في الجوامع والحسينيات ونقرأ أدعية الندبة والافتتاح وباقي الأدعية التي تخص الفرج للإمام المهدي } وعند انتباه القلة المؤمنة من الغفلة المفتعلة من قبل إبليس اللعين وفقهاء السوء على مر القرون التي تلت الغيبة سيعلمون جيداً إن سبب غيبة إمامهم ذنوب الناس و ظلم الناس وركونهم إلى الدنيا وتركهم أل محمد طيلة هذه القرون واستبدال بأل محمد حفنة من الفقهاء الخونة الذين غيروا دين الله عز وجل :
و في الصحيفة السجادية الكاملة ص 16 ط دار الحوراء بيروت عن أبى عبد الله عليه السلام قال { ما خرج و لا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا احد ليدفع ظلما أو ينعش حقا إلا اصطلته البلية و كان قيامه زيادة في مكروهنا و شيعتنا }
وجاء في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس رحمه الله في ص (101 ) الباب السادس والثلاثون في نهي أمير المؤمنين عليه السلام أولاده أن يخرج منهم قبل المهدي عليه السلام وان من خرج منهم قبله فإنما هو جزور قال حدثنا أبو سهل قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب عن عبد الحميد عن عبد الله بن عبد العزيز قال : قال لي علي ابن أبي طالب (ع )وخطب في الكوفة فقال { أيها الناس ألزموا الأرض من بعدي وإياكم والشذاذ من أل محمد فانه يخرج شذا ذال محمد فلا يرون ما يحبون لعصيانهم أمري ونبذهم عهدي وتخرج راية من ولد الحسين تظهر بالكوفة بدعامة أمية ويشمل الناس البلاء ويبتلى الله خير الخلق حتى يميز الخبث من الطيب ويتبرأ الناس بعضهم من بعض ويطول ذلك حتى يفرج الله عنهم برجل من أل محمد ومن خرج من ولدي فعمل بغير عملي وسار بغير سيرتي فانا منه بريء وكل من خرج من ولدي قبل المهدي فإنما هو جزور وإياكم والدجالين من ولد فاطمة فان من ولد فاطمة دجالين ويخرج دجال من دجلة البصرة وليس مني وهو مقدمة الدجالين كلهم } انتهى المستوى الرابع والحمد لله
( المستوى الخامس - الروايات الدالة على إن سبب الغيبة هو إعراض الناس عن الإمام (ع) وقلة عدد أنصاره )
لا يخفى على كل مسلم إن الله عز وجل لا يظلم أحدً ولا يحب الظلم ولا يأمر به بل على العكس من ذلك إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وان مقتضى رحمته أن لا يترك الناس يسلكون طرق الضلال ومن ثمة يدخلون إلى النار فليس لذلك خلقهم بل يريد لهم الخير والصلاح في الدنيا والآخرة ولأجل ذلك أرسل أكثر من مائة ألف نبي ومرسل وورد في الروايات المأثورة أن بني إسرائيل كانوا يقتلون كل يوم سبعين نبي ولم يكن هذا العدد من الأنبياء والرسل إلا لأجل إن يرشدوا الناس إلى الخير والصلاح في الدنيا والآخرة إذ أطاعوه لكن ماذا كان جواب الناس لرسل الله عز وجل إلا القتل والتكذيب والتنكيل فهل يستحق مثل هؤلاء الناس هذه النعمة الكبيرة وأقصد نعمة الحجج الذين يسلكون بالناس طريق الخير وطريق الجنة بل من غير المعقول أن يثاب المجرم ولا يعاقب فهنا ستقلب الموازين ولا يبقى مكان للعدل إذا جرة مساواة من يشكر النعمة ومن يكفر بها إن سبب غيبة الحجج والأنبياء عن الناس يعود إلى عدم استحقاق الناس لهذه النعمة العظيمة وبطبيعة الحال فان ظهور الحجة أو غيابه عن الخلق يعتمد على أمر مهم إلا وهو الاستحقاق فإذا كان الناس مستحقين لهذه النعمة فسيظهرها الله لهم أما إذا كانوا غير مستحقين لها فسيرفعها عنهم ومن المعلوم إن اكبر نعمة انزلها الله على الخلق هي نعمة الإمام فقد جاء في كتاب الكافي ( ص - 217)
عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):{ ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب، ثم. تلا هذه الآية: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إبراهيم ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة}
وعن الهيثم بن وأقد، عن أبي يوسف البزاز قال: تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: { ( واذكروا آلاء الله ) قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا }
وعن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) الآية، قال: { عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه }
وبطبيعة الحال فان الأمة إذا أَغضَبت الله عز وجل وأعرضت عن أوليائه فان الله سوف يرفع هذه النعمة التي لم يقدروها ولم يقوموا بشكرها فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1ص343
وقال (ع) { إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم }
إن عدم الاستحقاق هو السبب الذي جعل أكثر حجج الله يضطرون للاختفاء والغيبة عن أعين الناس
ووردت روايات كثيرة عن أل محمد (ع) يؤكدون فيها على إن سبب غيبة الإمام المهدي (ع) هو أعراض الناس عنه وقلة عدد أنصاره وان الله عز وجل غيب الإمام المهدي عليه السلام عن الناس لشدة غضبه عليهم بعد أن اعرضوا عن حجته وبابه الذي منه يؤتى وتركوا طاعته وأوجبوا طاعة غيره من فقهاء السوء الذين نصبهم الناس في مقام الحجة وما كان من الفقهاء إلى أن يدخلوا أتباعهم إلى الظلال عن طريق مبايعة الطواغيت سراً وعلانية ولأجل ذلك قال النوبختي في كتابه فرق الشيعة { إن الفقهاء بايعوا جعفر الكذاب بعد وفاة الإمام العسكري -ع- }
وبعد إن شاهدة الناس مبايعة الفقهاء لجعفر الكذاب بايعوه مباشرةً إن الناس ومع شديد الأسف في كل زمن يصدقون قول الفقهاء والرهبان والأحبار فقد كان بني إسرائيل يصدقون الأحبار والرهبان ويكذبون الأنبياء ويقتلونهم بأمر الرهبان والأحبار وقبل وبعد الغيبة كان الناس مع الفقهاء وليس مع الإمام المهدي بل وليس مع نواب الإمام المهدي عليه السلام فعندما بايع الناس جعفر الكذاب فليس بغريب عليهم أن يبايعوه فأن أسيادهم وأئمتهم وحججهم الفقهاء قد بايعوا جعفر الكذاب وتركوا السفراء وراء ظهورهم :
والدليل على إن الناس تركوا السفراء واتجهوا إلى الفقهاء هي قلة التواقيع الصادرة من قبل الإمام المهدي عليه السلام على قلة أسئلتهم على مدى سبعين سنة مما يعني ذلك إن الناس كانوا كل عام يسالون الإمام مسالة واحد فهل يعقل هذا
إن الفقيه في هذا الزمان تأتيه في اليوم ألاف الأسئلة والاستفتاءات إما عن طريق المكاتب المنتشرة بين دول العالم وإما عن طريق المؤسسات أو عن طريق المواقع في الانترنت فهل الفقيه أفضل من الإمام عند الناس حتى وصل بهم الأمر أن لا يسألوا السفراء على مدى السبعين عام سوى بعض الوريقات القليلة والطامة الكبرى ستكون عند قيام القائم عليه السلام فأن الناس سيصدقون الفقهاء ويكذبون الإمام عليه السلام بدليل قول الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد ما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم } مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهر ودي - ج 2 - ص 142
هذا حال الناس في كل زمان يقلدون فقهائهم ويطيعونهم طاعة عمياء إما أذا وصل الأمر إلى طاعة المعصوم فان الناس كما وصفهم الإمام الصادق عليه السلام { بلية الناس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا }
وهذا المرض العضال مستفحل في زماننا مع شديد الأسف فان الناس يطيعون ويقدرون فتوى الفقيه إذا أفتى ويلتزمون بأمره إذا أمرهم أما إذا وصل الأمر إلى وصايا الإمام المهدي (ع) وطاعته ووصايا إل محمد وطاعتهم فيكون ثقيل على الناس أطاعة أمر الإمام بل يعصون الله عز وجل ولا يعصون الفقيه في كثير من الحالات لا حول ولا قوة إلا بالله
{ الأدلة الروائية على سبب غيبة الإمام المهدي (ع) }
{ الدليل الأول }
عن المفضّل بن عمر قال0 قال أبو عبد الله ع: { واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة الله لساخت بأهلها ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثمّ تلا (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ }
و قال أمير المؤمنين عليه السلام عَلى منبر الكوفة { واعلموا إن الأرض لا تخلو من حجة للّه و لكن اللّه سيعمى خلقه منها بظلمهم و جورهم و إسرافهم على أنفسهم } ( بحار الأنوار، ج 51ص 112و 113ح 8 )
هذا الكلام الطاهر من الفم الطاهر يكفينا مؤونة في إثبات المراد فهنا الإمام الصادق (ع) يقول إن سبب غيبة الإمام المهدي (ع) عن الشيعة طيلة هذه القرون هم الشيعة أنفسهم بدليل قله (ع) { ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم } وهذه العقوبة خاصة بالشيعة فقط وذلك إن المخالفين لإل محمد لا يؤمنون بالإمام وعصمته فضلاً عن غيبته فيكون هذا الغياب يضر بالشيعة فقط لا غير و سبب غيبة عليه السلام عن الشيعة كانت بسبب ظلمهم وجورهم وإسرافهم والنتيجة غيب الله الحجة عنهم وما مصير من كان جائراً ومسرفاً وظالماً ---- و القارئ الكريم يعرف الإجابة
وقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا الشق من الرواية يؤيد ما قلناه في الشق الأول من التعليق قال { ع } : { ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثمّ تلا { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ }
والخطاب هنا موجه إلى من يقول بإمامته وهم الشيعة ايضاً كما قلنا أعلاه أما عامة المسلمون فهم لا يقولون بإمامته فضلا عن غيبته وإما قراءة الإمام هذه الآية { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } فمعناه إن من يدعون إنهم أحبائه وأوليائه وأنصاره سيكذبون به عليه السلام عند ظهوره كما فعلت الأمم من قبلهم بأنبياء الله عز وجل والدليل على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام { إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدرى لم ذاك؟ قلت: لا، قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه }
وعن منصور بن حازم عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال: { إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له: مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم }
وليس بغريب هذا الأمر فقد اجمع الناس على الباطل في زمان الأنبياء والرسل قبله عليه السلام بل اجتمع الناس على الباطل في زمان رسول الله {ص } وبعد استشهاده وعلى أمير المؤمنين وعلى الحسن والحسين عليهم السلام
وهذه الرواية الشريفة تؤيد ما ذهبنا إليه من إن الإمام المهدي (ع) سوف يلاقي اشد مما لاقي الأنبياء واشد مما لاقى محمد (ص) واشد مما لاقى أل محمد عليهم السلام قال الإمام الصادق (ع) { إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر للقي من الناس ما لقي رسول الله (ص) والكثير }
وقال عليه السلام: { إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه} (البحار:52/363) .
إذا كان رسول الله (ص) يقول { ما أؤذي نبي مثلما اؤذيت } فهذا المظلوم الأول في العالم الإمام المهدي عليه السلام سوف يلاقي اشد مما لاقىاه عليه واله الصلاة والسلام
وعندما علل الإمام الصادق (ع) في الرواية السابقة سبب حرب الناس لرسول الله (ص) قال السبب في عبادة الناس للأصنام الحجرية وعدم طاعتهم له {ص } ومن باب الشبه الذي ذكره الإمام الصادق عليه السلام بين الأمرين فلابد إن يكون هناك أصنام تعبد في زمان القائم ع وهذه المرة الأصنام بشرية وليس حجرية بدليل قول الصادق ع { وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه } ولا يكون للصنم إن يتكلم أو يتأول القران على القائم بل ومن غير المستحيل أن يعبد الناس في هذا الزمان الأصنام الحجرية والأصنام في زمان القائم هم الفقهاء الذين سيخرجون عليه عجل الله فرجه فهم الذين لديهم إمكانية مناقشة الإمام وإمكانية تأول القران على الإمام عليه السلام أما عامة الناس فليس لهم حظاً من ذلك
والدليل على محاربة الفقهاء للإمام المهدي عليه السلام وخاصة فقهاء الكوفة والنجف نورد هذه الأدلة من أحاديث العترة الطاهرة عليهم السلام فقد جاء عن أبو عبد الله عليه السلام انه قال { فإذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد } ( كتاب نور الأنوار المجلد الثالث ص- 345- )
و جاء أيضا عن الإمام الصادق (ع) انه قال { يقدم القائم عليه السلام حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه , وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه و يخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله .. فيقولون : ارجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم }
( بحار الأنوار : ج 52 ص 387 )
هنا تكمن المصيبة : ليت الناس والفقهاء والمجتمع ألنجفي يحاربون الإمام ويكتفوا بذلك بل وصل الأمر بهم أن ينظموا إلى السفياني الملعون كما اخبر بذلك النبي الأكرم (ص) ضد الإمام المهدي {ع } وسأورد دليل ثاني يثبت إن الناس سيبايعون السفياني الملعون فقد جاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال { ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني } (البحار: 52/387)
و جاء في بيان الأئمة عليهم السلام ج3 ص 99: { إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله }
وأيضا على نفس المعنى في يوم الخلاص ص 279 { أعداؤه الفقهاء المقلدون ، يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ، ورغبه فيما لديه}
وأما عامة الناس فسوف يكذبون الإمام المهدي عليه السلام بعد إن يروا تكذيب الفقهاء له عليه السلام
وورد أيضا { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها } غيبة النعماني
وعن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله يقول { إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب أتدري لم ذلك؟قلت لا قال للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه } بحار الانوارج52 ص363
وعن قتيبة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع)انه قال { إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له مم ذلك؟قال مما يلقون من بني هاشم }
|
|
|