29-02-2012, 08:18 PM
|
#4
|
♠ فاطمية مبتدئة ♠
تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 45
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0
|
رد: كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4
{ الشاهد الثالث- الإمام الحسن عليه السلام }
إن الأمة التي غدرت برسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام لا يتوقع منها غير الغدر بمن هو من نفس السلالة النبوية
وهل يرجى من هذه الأمة خير والأرض لم تنشف من دماء أولياء الله التي سفكوها ظلما وعدوانا والإمام السجاد ( ع) يبين هذا الأمر بقوله ( ما منا إلا مقتول أو مسموم ) وكان نصيب الإمام الحسن (ع) من أتباعه وأتباع أبيه المدعين للتشيع السم الذي قطع كبده والتحق بجده وأبيه وأمه شهيدا على يد امة جده التي تدعي إنها خير امة أخرجت للناس والإمام الصادق (ع) هنا يكذبهم بدعواهم تلك
فقد جاء عن ابن سنان قال { قرأت على أبي عبد الله عيه السلام ( كنتم خير امة ) فقال أبي عبد الله عليه السلام خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابن علي عليهم السلام فقال القارئ جعلت فداك كيف نزلت فقال ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ألا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } تفسير نور الثقلين ج 1 ص 427
أذن الأئمة هم خير الناس والناس هم شر امة أخرجت
وجاء عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى { ( اصْبِرُوا ) يقول: عن المعاصي ( وصابروا ) على الفرائض (وَاتَّقُوا اللَّهَ) يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر- ثم قال - وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا (وَرابِطُوا) يقول: في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله تعالى وخلقه ونحن الرباط الأدنى فمن جاهد عنا ، فقد جاهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من عند الله( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يقول: لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ونظيرها من قول الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين }َ
فصّلت 41: 33 - تفسير العيّاشي 1- 197-212
نفس الموقف الذي جرى على أنبياء الله عز وجل وعلى رسول الله (ص) وعلى أمير المؤمنين في خذلان الناس لهم وإعراضهم عنهم تجدد مع الإمام الحسن (ع) فقد خانوا الإمام عليه السلام الذين كانوا يدعون أنهم شيعة أبيه أمير المؤمنين (ع) وأرادوا إن يسلموه إلى عدو الله وعدو رسوله وولي الشيطان معاوية عليه اللعنة إلى ابد الآبدين وأما السبب الذي جعل الإمام الحسن عليه السلام يتنازل عن الخلافة إلى معاوية عليه اللعنة فهو نفس السبب الذي جعل أبيه أمير المؤمنين عليه السلام لم يدافع عن حقه في خلافة الأمة بعد استشهاد رسول الله (ص) ولم يجاهد الغاصبين له عليهم اللعنة عندما هاجموا داره و هو قلة عدد الأنصار وخذلان الناس له
عند استلام الإمام أمر الخلافة خطب بشيعته وأتباعه للاستعداد للقتال حيث خطب فيهم عليه السلام قائلاً : { أما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً ، ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين ( اصبروا ان الله مع الصابرين ) فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهون ، اخرجوا رحمكم الله الى معسكركم بالنخيلة حتى ننظر وتنتظروا ونرى وتروا . قال : وانه في كلامه ليتخوف خذلان الناس له . قال : فسكتوا فما تكلم منهم أحد ، ولا أجابه بحرف . فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال : أنا ابن حاتم سبحان الله ؛ ما أقبح هذا المقام ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم ؟؛ أين خطباء مضر الذين ألسنتهم كامخاريق في الدعة ؟؛ فإذا جد الجد فرواغون كالثعالب ، أما تخافون مقت الله ؟ ولا عيبها وعارها }
هنا اسأل سؤال واحد فقط هل يعتقدون هؤلاء المتشيعة بإمامة الإمام الحسن عليه السلام أم لا إذا كانوا يعتقدون بإمامته فقد عصوا أمره ومن يعصي أمر الإمام المعصوم فقد عصا الله عز وجل ومن يعصي أمر الله عز وجل فليتبوأ مقعده في النار وبئس القرار وإما أنهم لا يعتقدون بإمامته فتلك أمر من سابقتها
و جاء في ( بحار الأنوار / جزء 44 / صفحة 147والحتجاج ص 157) عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا قال: { أتيت الحسن بن علي عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي (معك) رجل، فقال: ومم ذاك ؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية، قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا }
هل من المعقول أن يفضل الإمام المعصوم الطاغية والكافر على قوم يدعون إنهم مؤمنون وشيعة الحق لو كانوا صادقين في دعواهم فالإمام الحسن عليه السلام يفضل معاوية ابن أكلة الأكباد اللعين ابن اللعين على هؤلاء المتشيعة الذين ما انفكت عنهم صفة الغدر بأولياء الله عز وجل فبعد أن غدروا أبيه ولم يتوبوا الله عز وجل من جريمتهم ألحقوها بغدر ابنه الإمام الحسن عليهم السلام ولم تنتهي إلى هذا الحد بل تعدى إلى بقية الأئمة من إل محمد وسوف يلاقي القائم من أمثالهم اشد مما لاقى رسول الله (ص) ولكن أبا الناس إلا أن يسيروا على خطى من قبلهم من الأمم التي سبقتهم في تكذيبهم وقتلهم للأنبياء الله عز وجل و وعبادة الطواغيت والرهبان والأحبار حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة
وجاء عن الصحابي الجليل حجر بن عدي انه قال للإمام الحسن عليه السلام { خرجنا من العذاب ودخلنا في الجور وتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي نذمه ورضينا بالخسيسة وطلب القوم امرأ فرجعوا بما أحبوا مسرورين ورجعنا بما كرهنا راغمين }
فقال الإمام الحسن عليه السلام له { ليس كل الناس على ما أحببت إني قد بلوت الناس فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت }
إذا كان الصحابي حجر بن عدي وهو من المقربين من الإمام علي (ع) يشكك في قرارات الإمام الحسن (ع) فماذا قال عامة من يسمون أنفسهم شيعة في ذلك الوقت وأي وضع عاشه ريحانة رسول الله(ص) في ذلك الوقت إذ الذين معول عليهم مؤازرة الإمام يشككون في قراراته
ولأجل هذا أقدم الإمام الحسن (ع) على هذا الأمر بعد معرفته بنوايا شيعة أبيه وشيعته ومن يدعون أنهم أنصاره خوفا على نفسه ومن بقى من أهل بيته من القتل وهذا ما وضحه في كلام له عليه السلام فقد جاء عن زيد بن وهب الجهني قال: لما طعن الحسن بن علي عليهما السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت : ما ترى يا ابن رسول الله فان الناس متحيرون ؟ فقال: { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما. فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت - إلى أن قال - . فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على } بحار الأنوار - ج 44- ص22
أقول هذا حال الشيعة الذين شاهدوا حجج الله بأم أعينهم وعاشوا معهم في نفس المكان والزمان هكذا كانت أفعالهم فكيف بالناس اليوم وكيف بهم عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام بماذا سيواجهونه وماذا سيفعلون له لا أتصور أن يكون موقفهم مشرف أو أفضل من موقف الذين سبقوهم بل سيكون موقفهم مخزي وغير أخلاقي بل سيكونون اشد عداوة للإمام من الذين اذووا أل محمد وقتلوهم من قبل وكيف لا والإمام الصادق عليه السلام تنبأ بأفعالهم قبل أكثر من ألف سنة وشابه بين أناس ذلك الزمان والناس في زمان المهدي عليه السلام فانظر عزيزي المؤمن إلى الضيم الذي سيلاقيه الإمام الحجة عليه السلام فقد قال عليه السلام { إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر } غيبة النعماني ص159
إذا كان الناس في زمان الإمام الحسن وزمان الإمام الحسين عليهم السلام بهذه الوحشية والقساوة والانحطاط الأخلاقي والفكري والديني فأن الناس في أخر الزمان سيكونون اشد من الذين عاصروا الأئمة بأضعاف المرات في الخسة والنذالة والطغيان
فقد حاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : { إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه} (البحار:52/363
وورد أيضا عنه عليه السلام { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها} غيبة النعماني
وعن أبي عبد الله (ع)، إنه قال: { مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير} (غيبة النعماني) (212) ولا يصف أمر أل محمد إلا الشيعة وهم من يقولون بغيبة الإمام المهدي عليه السلام
وعن أبي جعفر (ع): { لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها} (غيبة النعماني214)
وأكيد إن أكثر الشيعة سوف يخرجون من دائرة التشيع بسبب ضعف إيمانهم وعدم طاعتهم للإمام عليه السلام وحبهم للدنيا وزخرفها وطاعتهم لفقهاء السوء
{ الشاهد الرابع - الإمام الحسين عليه السلام }
ماذا أقول في أناس يدعون إنهم مؤمنون ويتلذذون بسفك دماء أولياء الله الصالحين وأي كلمات عساها إن كتبتها تستوعب كل جرائمهم بحق ريحانة رسول الله (ص) والذي تتفطر منه السموات السبع إن الذين قتلوا الإمام الحسين (ع) ليس الروم أو الفرس أو اليهود بل شيعته ومحبيه وأنصاره كما يدعون وشيعة أبيه السباقون إلى قتل الإمام (ع) فهل من المعقول إن المؤمنين في ذلك الزمان لا يتجاوز عددهم الثلاثة والسبعين إذن أين باقي المسلمين الذين يبلغ عددهم مئات الألف وإذا أردنا أن نعرف عدد الناجين من النار بعد استشهاد السبعين فسوف تستغرب من العدد فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى ابن أم الطويل وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى ابن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول - كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء - } ألمجلسي في كتاب البحار ج11 ص42
ليس بغريب على المسلمون أن يناصروا الباطل ويحاربوا الحق مجتمعين فقد فعلها أبائهم وأجدادهم برسول الله وأمير المؤمنين وبالحسن عليهم السلام من قبل
فهنا يصور الإمام الصادق عليه السلام هذه المأساة بصورة واضحة لا تحتاج إلى إمعان فقد قال عليه السلام لسنان عندما سأله سنان عن آية ( كنتم خير امة ) { فقال أبي عبد الله عليه السلام خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابن علي عليهم السلام فقال القارئ جعلت فداك كيف نزلت فقال ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ألا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } تفسير نور الثقلين ج 1 ص 427
أرسل الشيعة في العراق للإمام الحسين عليه السلام أكثر من عشرة ألاف رسالة يقولون فيها أقدم فنحن لك جندا مجندة وان لم تقدم فسوف نشكوك إلى الله والى رسول الله(ص) والى أبيك أمير المؤمنين (ع) والى أمك الزهراء (ع)
فقد ودر في كتاب كلمات الإمام الحسين عليه السلام ص -360-361-
{ بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي، من شيعته من المؤمنين والمسلمين، أما بعد: فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل والسلام عليك }
وكتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم وعزره بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمر التميمي
{ أما بعد فقد اخضر الجنان، وأينعت الثمار، وطم الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجند، والسلام عليك } كلمات الإمام الحسين (ع) ص 312
هنا أنصار الإمام الحسين عليه السلام وشيعته يحثونه على القدوم إلى الكوفة ويقولون أنهم له جندا مجندة لكن ماذا حصل بعد ذلك هذا ما سنتحدث عنه في هذه السطور
جاء هاني بن هاني وسعيد بن عبد الله إلى الإمام عليه السلام وقرءا كتاب أهل الكوفة قال الإمام الحسين عليه السلام لهانئ وسعيد بن عبد الله الحنفي: (خبراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إلي) فقالا: يا أبا عبد الله ! اجتمع عليه شبث ابن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن عمير بن عطارد. قال: فعندما قام الحسين عليه السلام فتطهر وصلى ركعتين بين الركن والمقام، ثم أنفتل من صلاته، وسأل ربه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة، ثم جمع الرسل فقال لهم: { إني رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماض لأمره، فعزم الله لي بالخير، إنه ولي ذلك، والقادر عليه إن شاء الله تعالى }
{ كتابه عليه السلام لأهل الكوفة }
ثم كتب مع هاني السبيعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي - وكانا آخر الرسل -: { بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن على، إلى الملاء من المؤمنين والمسلمين، أما بعد: فان هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: إنه ليس علينا إمام فأقبل، لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم } كلمات الإمام الحسين (ع) ص (313)
فبعد هذه الكتب التي وصلت إلى الإمام الحسين (ع) وحتى لا تكون الحجة للناس على الله عز وجل ويقولون يوم القيامة ربنا أرسلنا إلى وليك إن أقدم ألينا ولم يقدم‘ فتكون الحجة عند ذلك لهم لا عليهم ويكون المقصر هو الإمام الحسين (ع) لا هم إذا لم يقدم عليهم ولأجل ذلك قدم الإمام الحسين (ع) إلى العراق وهو يعلم بغدرهم ونفاقهم من قبل بابيه وأخيه ولكن لأجل قيام الحجة عليهم :
وبعد مدة قليلة من وصول رسائلهم بدأت بوادر الغدر والنفاق تظهر بغدر شيعة الكوفة لسفير الإمام الحسين (ع) مسلم ابن عقيل (ع) فبعد إن صلى بهم وهم ألوف إذ التفت خلفه بعد صلاته لم يجد أحدا خلفه من الشيعة أصحاب الرسائل وبدا يسير في سكك الكوفة وحيدا غريبا ولم ينصر رجال أهل الكوفة مسلم بن عقيل (ع) إلا امرأة وقفت موقف لم يقفه أشباه الرجال من الكوفيين وبعد مدة قليلة من دخوله الكوفة امسكوا به وقتلوه ورموه من فوق قصر ابن زياد عليه اللعنة وبعد إن استعلم الإمام الحسين جماعة أتت من الكوفة فقال { أخبروني خبر الناس وراءكم } فقال له مجمع بن عبد الله العائذي - وهو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه- { أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم، يستمال ودهم ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألب واحد عليك ! وأما سائر الناس بعد، فان أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك } فبعد الذي سمعه من الجماعة عن حال شيعته وشيعة أبيه المكاتبين له وعلم خبر مسلم عليه السلام أراد الرجوع من حيث أتى فليس هناك من داعي للذهاب بعد الذي جرى من الغدر ونكث البيعة وقال في كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة قبل مجيئه إليهم { وان كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم } كتاب كلمات الإمام الحسين عليه السلام
ورام الإمام أن ينصرف إلى المكان الذي جاء منه فمنعه الحرّ فقال له الإمام عليه السلام{ ثكلتك أمك ما تريد ؟ قال له الحر: إما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان ولكن والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه، فقال له الحسين عليه السلام: فما تريد قال: أريد أن انطلق بك إلى الأمير عبيد الله، قال: إذا والله لا أتبعك قال: إذا والله لا أدعك فترادا القول ثلاث مرات، فلما كثر الكلام بينهما قال له الحر: أنى لم أومر بقتالك إنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة } كلمات الإمام الحسين عليه السلام ص (359 )
وبعد ذلك أتت الجيوش من كل حدبا وصوب لقتل ابن بنت رسول الله (ص) ولم ينصره من عشرات الألوف الذين كاتبوه سوى سبعين ونيف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
{ الشاهد الخامس – إعراض الناس عن الأئمة من أل محمد عليهم السلام }
إن المسلمين الخاص منهم والعام بعد أن خذلوا الإمام الحسين (ع) وقتلوه انسلخوا من الإسلام تماما وارتدوا عنه إلى أودية الكفر الشرك والنفاق ولم ينجي من الانزلاق في هاوية جهنم إلا ثلاثة فقط لا غير فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : { ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى ابن أم الطويل وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى ابن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول: { كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء } ألمجلسي في كتاب البحار ج11 ص42
ووصف أمير المؤمنين عليه السلام بدقة المرحلة التي تلت استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ومصير الشيعة بعد استشهاده فقال ها { فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور و اختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واختلال وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام و تدخل في العمى والتلدد والتكسع - إلى أن قال - فلا تزال هذه الأمة جبارين يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات، و في أودية الدماء، حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس } (بحار الأنوار- ج 28 – ص 70 )
والإمام يقصد بكلامه من يدعون أنهم شيعة الذين خانوا الإمام الحسين (ع) وقتلوه وإلا فان أتباع الخلفاء وأتباع الأمويين هم في ضلال واختلاف دخلوا فيه مباشرة بعد رحيل رسول الله (ص) حينما تركوا أمير المؤمنين وبايعوا غيره
وهذا واضح في كلام الإمام الباقر (ع) { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أسن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل ( وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } بحار الأنوار ج28/236 ح 22
وإما موقف أل محمد (ع) بعد مقتل الإمام الحسين (ع) فقد بين الأئمة عليهم السلام في كثير من كلامهم أنهم لم يجدوا عدد قليل من الأنصار ممن يثقوا بهم وبدينهم ( مع كثرة المدعين أنهم شيعة في زمانهم) للقيام بدورهم الذي أراده الله عز وجل لهم لهداية البشر إلى الصراط المستقيم ولإقامة العدل وإنهاء الظلم والجور وأقامت حدود الله في الأرض ولكي ينهضوا بالإسلام بعد إن هدمه المسلمون أنفسهم حتى وصل الحال بالإمام الصادق (ع) أن يقول بمرارة { لوا كان لدي ثلاثة يكتمون حديثي ما استحللت كتمان حديث }
وليس من المستغرب على هذه الأمة التي تدعي الموالاة لإل محمد (ع) إن لا يجد الإمام فيهم ثلاثة مؤمنين يثق بهم وبدينهم مع كثرتهم لكي يبث علوم الدين والأحكام فقط وليس لكي يقاتل بهم هم قد خانوا رسول الله (ص) وخانوا أمير المؤمنين وخانوا الإمام الحسن وخانوا الإمام الحسين عليهم السلام من قبل وخانت الأمم من قبلهم الأنبياء والرسل والله عز وجل يقول في كتابه العزيز { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } هود: (40) { فأبى أكثر الناس إلا كفورا } سورة الفرقان (50) فما كان من أل محمد (ع) بعد أن عرفوا نوايا القوم وسرائرهم التي أظلمت من النفاق وسفك دماء الأولياء إلا الجلوس في بيوتهم واستعمال التقية في أقصى درجاتها لم يكن في الأمة أي أمل فقد استسلموا للشيطان وباعوا أخرتهم بدنياهم وبعد أن امتحنوهم الأئمة (ع) أكثر من مرة لم يجدوا فيهم خير أبدا وستبقى هذه الأمة التي تدعي الإسلام والتشيع لمحمد وال محمد أسيرة غضب الله عز وجل وأسيرة الجهل والشرك والانحرافات إلى بقيام الإمام المهدي (ع) فقد وصف رسول الله (ص) المراحل التي ستمر على أهل بيته من ظلم الخاص والعام لهم وعدم نصرتهم وإعانة الذين يدعون إنهم أنصارهم للظلمة والغاصبين لحقهم ووصف المراحل التي ستمر على الناس من رجوعهم إلى الجاهلية من جديد وتركهم الحجج الذين نصبهم الله عز وجل لهم وإطاعة للطواغيت ولفقهاء السوء أكثر من طاعتهم لإل محمد عليهم السلام الذين أمر الله بطاعتهم وعدم مخالفتهم وفي هذا الحديث الشريف التفصيل ورد في كتاب عصر الظهور للشيخ علي الكوراني عن عبد الله بن مسعود قال: { أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عينا ! فقلنا يا رسول الله ، ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ! فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً }
ولبيان المراحل التي عاشوها أل محمد بعد الإمام الحسين عليه السلام أكثر فالنقرء كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان { يبن اليمان - إلى أن قال - قال لي رسول الله (ص) يا علي كم في ولدك من ولد فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون ! فقبحت امة ترى أولاد نبيها يقتلون ظلما وهم لا يغيرون إن القاتل والآمر والشاهد الذي لا يغير كلهم في الإثم واللعان سواء مشتركون يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها ولا ترضى قلوبها ولا تجرى ألسنتها ببيعة علي وموالاته إلا على الكره والعمى والصغار، يا ابن اليمان ستبايع قريش عليا ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم، وبعد علي يلي الحسن وسينكث عليه، ثم يلي الحسين فتقتله امة جده، فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها ولا تعز من امة، ولعن القائد لها والمرتب لفاسقها، فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الامة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور و اختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واختلال وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الاسلام و تدخل في العمى والتلدد والتكسع - إلى أن قال - فلا تزال هذه الأمة جبارين يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات، و في أودية الدماء، حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس } (بحار الأنوار- ج 28 – ص 70 ) يجب أن اعلق على هذا الكلام الذي تهتز له الجبال الرواسي
إن النبي الأكرم يقول إن القاتل والأمر والشاهد في اللعن سواء مما يعني إن الذين عاصروا الأئمة (ع) ولم ينصروهم فمصيرهم النار وان كانوا يوالون إل محمد ويدعون التشيع وتأريخ المعاصرين للائمة حافل بمواقفهم المحايدة والمخزية بل المؤيدة للباطل بالقلب واللسان واليد وعلى سبيل المثال نأخذ إتباع أمير المؤمنين (ع) في الكوفة فقد ضاق الإمام بهم وبأفعالهم ذرعا مما دعاه أن يدعوا عليهم في كل موقف ومحفل حتى قال مقوله المشهورة بحق المنتحلين مشايعته { ملئتم قلبي قيحا }
|
|
|