قضية اليأس والأمل ونظرة الإسلام لها
الحديث عن اليأس والأمل يعد من الحاجات الضرورية للفرد والمجتمع، واليأس هو الوجه السلبي لحالة نفسية تترك الإنسان في وضع من الإنغلاق في داخله حتى كأنه محصور في سجن ذاته ، وهي حالة رفضها الإسلام . ومن خلال الآيات الكريمة يتبين لنا ذلك:
"... قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين، قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون". وأمثلة القرآن كثيرة في القصص التي طرحها لإظهار هذا الموقف ، ومنها في حوار يعقوب مع بنيه الذي ينبئ عن أمله في رحمة الله حين طلب منهم أن يتحسسوا عن يوسف وأخيه ونهاهم عن اليأس قائلا:
".......... ولا تيأسوا من روح الله، إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".
لقد بين القرآن الكريم أن الإغراق في اليأس قد يصل *بالإنسان الى مستوى الكفر!
أما الأمل فقد حياه الإسلام ودعا إليه من خلال الثقة والطمأنينة الى رحمة الله تعالى ، وبين أنه مهما كانت الأبواب مغلقة في وجه المرء ومهما صعبت الحالة التي تمر على حياته ، واستحال في منظوره ايجاد مخرج لها، فإن لله تعالى شؤوناً في
أمور خلقه، وتدبيراً ، ونظرة ، وحكمة، وفرجاً من حيث لايدري العبد ، ولا يحملنا*
الا بقدر طاقتنا ، ثم يفتح علينا باب رحمة وفرج من حيث لاندري .!
هذه البشارة التي تصاحب الأمل قد جاءت فيهـ قصة ابراهيم الذي أخبرته الملائكة أن الله تعالى يبشره بغلام عليم وقد بلغ من الكبر وزوجه ماينافي قوانين الطبيعة في حدوث الحمل والولادة، ولكن القدرةالآلهية هي التي تصنع القوانين وتطوعها!.
في حديث اليأس والأمل تظهر درجة الإيمان ، وتتبين صلابة المعدن . فبالركون الى رحمةالله، والتوكل عليه تبقى باب الله مشرعة في وجه المؤمن وان انغلقت كل الأبواب
ويأتي الفرج دائما ليبدد سحب اليأس، ويزرع درب المؤمن بخضرة الأمل ، فقط على الإنسان أن لايتعجل الأمور لأن كل شيء بقدر وقال احدهم في هذا الباب:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * * * *فرجت وكنت اظنها لاتفرج
وقول الله تعالى هو الفصل في هذه القضية: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيءٍ قدرا." صدق الله العلي العظيم.
التعديل الأخير تم بواسطة فداء شسع نعل فاطمة ; 24-02-2012 الساعة 12:22 PM
|