السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
ذكر الشيخ المجلسي أعلى الله مقامه في البحار عن بعض مؤلفات أصحابنا: انه حكي عن السيد علي الحسيني، قال: كنتُ مجاوراًفي مشهد مولاي علي بن موسى الرضا عليه السلام مع جماعة من المؤمنين، فلما كان اليومالعاشر من شهر عاشورا، ابتدأ رجل من أصحابنا يقرأ مقتل الحسين عليه السلام فوردترواية عن الباقر عليه السلام أنه قال: ((من ذرفت عيناه على مصاب الحسين عليه السلامولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر))، وكان في المجلسمعنا جاهلٌ مركّب: يدّعي العلم ولا يعرفه، فقال: ليس هذا بصحيح، والعقل لا يعتقده،وكثر البحث بيننا، وافترقنا عن ذلك المجلس، وهو مصرّ على العناد في تكذيبالحديث.
فنام ذلك الرجل تلك الليلة، فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت، وحشرالناس في صعيد صفصف لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وقد نصبت الموازين، وامتدّ الصراط،ووضع الحساب، ونشرت الكتب، وأسعرت النيران، وزخرفت الجنان، واشتد الحرّ عليه، وإذاهو قد عطش عطشاً شديداً، وبقي يطلب الماء، فلا يجده، فالتفت يميناً وشمالاً، وإذاهو بحوض عظيم الطول والعرض، قال: قلتُ في نفسي: هذا هو الكوثر، فإذا فيه ماء أبردمن الثلج وأحلى من العذب، وإذا عند الحوض رجلان وامرأة، أنوارهم تشرق على الخلائق،ومع ذلك لبسهم السواد وهم باكون محزونون.
فقلتُ: من هؤلاء؟
فقيل لي: هذامحمد المصطفى، وهذا الإمام علي المرتضى، وهذه الطاهرة فاطمة الزهراء.
فقلتُ: مالي أراهم لابسين السواد وباكين ومحزونين؟
فقيل لي: أليس هذا يوم عاشوراء، يوممقتل الحسين؟ فهم محزونون لأجل ذلك.
قال: فدنوتُ إلى سيدة النساء فاطمة وقلتُلها: يا بنت رسول الله اني عطشان، فنظرتْ إليّ شزراً وقالت لي: أنت الذي تنكر فضلالبكاء على مصاب ولدي الحسين ومهجة قلبي وقرة عيني، الشهيد المقتول ظلماً وعدواناً؟لعن الله قاتليه وظالميه ومانعيه من شرب الماء.
قال الرجل: فانتبهتٌ من نوميفزعاً مرعوباً، واستغفرتً الله كثيراً، وندمت على ما كان مني، وأتيتٌ إلى أصحابيالّذين كنتْ معهم، وخبّرت برؤياي، وتبتُ إلى الله عزّوجلّ.
ونسألكم الدعاء 