السُّجود مُنتهى العبادة
أشدُّ الأعمال على إبليس
وإذا هويت إلى السجود، جدَّد على قلبك غاية الذلّ والعجز والإنكسار؛ إذ السجودُ أعلى درجات الإستكانة، فمكِّن أعزّ أعضائك وهو الوجه، لأذلِّ الأشياء، وهو التراب، ولا تجعل بينهما حاجزاً، بل اسجُد على الأرض لأنّه أجلبُ للخضوع، وأدلُّ على الذلّ.
فإذا وضعتَ نفسك موضع الذلّ وألقيتها على التراب، فاعلم أنّك وضعتها موضعَها، ورَدَدْتَ الفرع إلى أصله، فإنّك من التراب خُلقت، وإليه رُدِدت. ".." وقد جعل الله معنى السجود سبب التقرّب إليه بالقلب والسرّ والرّوح، فمَن قَرُب منه بَعُد من غيره، ألا ترى في الظاهر أنّه لا يستوي حال السجود إلا بالتواري عن جميع الأشياء، والإحتجابِ عن كلّ ما تراه العيون؟ كذلك أراد الله تعالى أمر الباطن.
(جامع السعادات، النراقي)
منقووول