لم يبقى من دمعي سوى فيضِ الدمِ قـد كـنـتُ أذخرُهُ ليومِ محرمِ
فـإذا بـسامراءَ قد نُصبَ العزاء لـمـحـمدِ الهادي النبي الأكرمِ
فـجـعـوهُ بإبنيهِ الكرامِ فيا لهُ رزأٌ يـكِـلُ بـه فـمُ الـمتكلمِ
قد أخرسَ الكلماتِ من هولٍ فما تـقـوى على حملِ المصابِ المؤلمِ
اللهُ أيُ فـجـيـعـةٍ نصبت لها فـوق السماء الأملاكُ أعظمَ مأتمِ
الـيـومَ هـدمَ لـلعقيدةِ معقلٌ قـد كـان للإسلامِ أفخرَ معلمِ
مـدت إلـيهِ يدُ الضلالُ بغدرةٍ نُـصـبـت حبائِلُها بليلٍ مبهمِ
تـعـساً بني الطلقاءِ إن فعالكم سـوداءُ قـد آبـت بعارٍ محكم
مـاذا جـنيتم في قتالِ بني الهدى يومَ الطفوفِ سوى الشنارِ المعلمِ
هـب نـلتمُ إشفاءَ غيضٍ ساعةً فـالـنـصرُ للأحرارِ لا للمجرمِ
أنـسيتمُ حملَ الرؤوسِ على القنا مـن كـربلاءَ إلى الشئامِ الأشئمِ
لـمـنِ البقاءُ لكم أمِ الخلدُ إقتفى إذ رأ الـحسينِ مدارَ فلكِ الأنجمِ
هـدمتمُ تلكَ القبابَ فأصبحت مـن بـعـدِ شاهقِها بقايا أرسُمِ
و غـداً سيبنيها الخلودُ برغمكم و تـعـودُ مسرجةَ الزمانِ المظلم
و بـكم سينفردُ الفناءُ و ينجلي لـيـلُ الـغمومِ بفجرنا المتبسمِ
و تـعودُ للشعبِ المظامي حقوقهُ و تـروقُ صـهباءُ الفراتِ المفعمِ
الشاعر عادل الكاظمي