بقلمي: يا ليتني كنت معكم فأفوز والله فوزاً عظيماً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من غسلته الدماء... السلام على من مات محروماً من الماء
السلام على من قطعته السيوف فراحت اليوم تقصد قبره الاف الالوف
في هذا اليوم الذي تملأ لحظاته الحزن والاسى والالم والجراح وفي مدينة البصرة جنوب العراق التي امتلأت بالسواد والتي ملأت بمواكب الخدمة الحسينية... في هذا الصباح الباكر الذي اشرقت شمسه وهي تبعث مع اشعتها حب الحسين والولاء له وبعد اذان الفجر صلى عشاق الحسين ودعوا الله بالتوفيق والثبات على درب الحسين والشهادة في هذا الدرب المبارك ولبسوا سود ثيابهم وحملوا الرايات الحسينية وخرجوا من ديارهم شيوخ ورجال ونساء و اطفال وهم ليسوا الا ثلة من اهل البصرة منعهم ظرف ما من الذهاب الى ارض كربلاء فعقدوا همتهم وشدوا قلوبهم بعضها ببعض وانطلقوا سيراً على اقدامهم الى جامع الخطوة (خطوة الامام علي _عليه السلام_ ) في قضاء الزبير غرب البصرة
خرجت تلك القلوب تسبق الاقدام وهي تملأها اللهفة لخدمة الحسين (عليه السلام) ولمواساة بنات الرسالة، امتلأ طريق (الزبير) بعشاق الحسين وبمواكب الخدمة الحسينية التي ملأت بأناس كل همهم هو خدمة خدام الحسين وتقديم الراحة ولهم، سارت تلك الجماهير المؤمنة مرددة لبيك يا حسين وبهذه الاصوات التهبت الجمرات في قلوب اعداء الحسين ومبغضين شيعته واشتعلت نيران الحقد في تلك القلوب السوداء.... فجأة.... هزة عنيفة .... نار...... دماء ملأت المكان......
ماذا حصل؟؟؟ على صراخ الاطفال والنساء وركض الرجال وسقط الشيوخ... ماذا حصل؟؟؟ ماذا جرى لاحباب الحسين؟؟
انفجار عنيف وضحايا اطفال ونساء وشيوخ ورجال وشباب سقطوا على الارض يسبحون في دمائهم فأرتفعت تلك الارواح الى السماء تتلقاها الملائكة وتتلقاها الزهراء وهي تناديهم " لقد وفيتم والله يا عشاق حبيبي الحسين لم تواسيني دموعكم فقط بل واسيتوني بدمائكم "
علت الصرخات في كل كان وركض الرجال يرفعون جثث الشهداء من الطريق ليكمل العشاق مسيرهم في درب الحسين.... اطفأت النار ورفعت الجثث ونقل الجرحى الى المستشفيات وعادت الحشود تسير وهي تجري دموع الحزن وتنادي بحرقة القلب " يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزاً عظيماً "
ظنوا انهم بتفجيرهم هذا سيرعبون قلوب عشاق الحسين فيعودون الى ديارهم ولكن هيهات ذلك فنحن قد عجنت طينتنا بحب آل محمد ونبضت قلوبنا في عشق الحسين ....
عظم الله لك الاجر سيدي ابا عبدالله في هذه الكوكبة من محبيك وعشاقك، عظم الله لك الاجر سيدي يا صاحب العصر والزمان بأستشهاد هذه الانفس الطاهرة
وانا اقول كما قالت تلك القلوب المؤمنة " يا ليتني كنت معكم فأفوز والله فوزاً عظيماً "
__________________
|