اهل البيت هم معدن العلوم اللدنية ، والأسراروالحكم العلية ، والأحكام الشرعية ، ولذا حث النبي ( ص) على الإقتداء بهم والتمسك بهم والتعلم منهم وقال: ( الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت). نقول هذا الكلام لمن يتمسك بمن هو دونهم في الدرجات ويتحرون الحق ممن هم دونهم. وكما قال الإمام علي لمثل هؤلاء متعجبا

فأين تذهبون ؟! وأنى تؤفكون؟! والأعلام قائمة، والمنار منصوبة، فأين يتاه بكم؟!
وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم؟! وهم أزمّة الحق ، وأعلام الدين، وألسنة الصدق؟!
إنهم الثقل الملازم للقرآن، فلا هما يفترقان ، ولا يضل متمسك بهما أبدا.
وانهم هم الذين وصفهم رسول الله( ص) بسفينة نجاة هذه الأمة " فمن تعلق بها نجا ومن تخلف عنها غرق"
وهم عليهم السلام " أمان لأهل الدنيا ، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا، فصاروا حزب ابليس".
ونحن مسؤلون غدا عن ذلك:" فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
ومن ابلغ الأقوال في هذا المقال أقوال امير المؤمنين علي عليه السلام:
" داع دعا، وراع رعا، فاستجيبوا للداعي، واتبعوا الراعي
نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا.
فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله.
وليكن من أبناء الآخرة ، فإنه منها قدم ، وإليها ينقلب.
فالناظر بالقلب، العامل بالبصر، يكون مبتدأعمله أن يعلم أعمله عليه أم له !.
فإن كان له مضى فيه، وإن كان عليه وقف عنه.
فإن العامل بغير علم كالسائر على غير طريق ، فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلا
بعدا من حاجته!
والعامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح.
فلنظر ناظر : أسائر هو، أم راجع".
شرح الله صدورنا ، وجعلنا ممن يعرف الحق ويتمسك به، والحمد لله رب العالمين.*